حتى اللحظة… ترامب يطعن حلفاءه العرب والأكراد
عمر عبد القادر غندور
قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة سحب قواته من شمال سورية ما أثار انتقادات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وادّعى الرئيس الاميركي هزيمة «الدولة الإسلامية ـ داعش» ولم يعد هناك مبرّر لوجود القوات الأميركية التي بدأت فعلاً بالانسحاب. وقالت السكرتيرة الإعلامية للبيت الابيض سارة ساندرز انّ القوات الاميركية بدأت بالعودة الى الولايات المتحدة.
مثل هذا القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي هو أنموذج حيّ للقرارات التي يتخذها ترامب من خارج المتوقع والموجبات التي تفتقر إلى الموضوعية.
فالرجل لم يكن صادقاً عندما أعلن هزيمة التنظيم الإرهابي الذي كان صنيعة أميركية وتولّت القوات الأميركية مدّه بالسلاح والخدمات اللوجستية للبقاء حياً واستعماله في مهمات لاحقة، وهو ما يفسّر إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن بقاء وجود عسكري أميركي للتأكد من عدم عودة التنظيم الإرهابي.
أما لماذا هذا القرار بعد إعلان تركيا المباشرة بتطهير المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد الذين يتلقون الدعم والتدريب والمعدات والحماية من الأميركيين؟
سؤال نرى جوابه في المصالح الأميركية التركية العسكرية والاقتصادية، وأبرزها التموضع العسكري الأميركي في القواعد العسكرية بالقرب من إيران، والحاجة الى حماية «إسرائيل» في المقام الأول.
ولتحصين هذا التوجه كان ضرورياً إعلام روسيا اللاعب الأبرز على الساحة السورية، وهو ما يفسّر الإعلان الروسي عن ترحيبه بهذه الخطوة التي قد تساعد على الحلّ السياسي للأزمة السورية.
أما الاعتراض على القرار داخل الولايات المتحدة وخارجها يبقى تفاصيل يفرضها ترامب على حلفائه…
أما العبرة من هذه التطوّرات انه لا ثقة بحتمية ما يقوله ترامب، وهو قد يتراجع في ايّ لحظة، لكن الثابت أنّ ترامب يتعامل مع حلفائه كتعامل السيد مع عبده، وليس غريباً ان يتحسّس حلفاء أميركا في منطقتنا رؤوسهم بعد أن نزع عنهم غطاء حمايتهم، ويقول الأكراد انهم طُعنوا في ظهورهم، وقال العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ: إننا نشعر بالحزن لأنّ ترامب سيجعل حلفاءه العرب والأكراد تحت رحمة الرئيس السوري وتركيا وإيران.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي