الأسد يعتبر مشاكل العرب واحدة.. ويحذّر من أخطار تهددّهم
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أهمية دور المنظمات والاتحادات الشعبية في صون وتوعية المجتمعات العربية وخاصة في ظل المؤامرات والأخطار التي تتهددها.
وأشار الرئيس السوري إلى أن في مقدمة هذه الأخطار «محاولات طمس الهوية وضرب ثقافة الانتماء لدى الشعب العربي من أجل إضعافه وزعزعة إيمانه بقضاياه وبإمكانياته في الدفاع عن حقوقه».
وجاء كلام الأسد أمس، خلال استقباله وفداً من اتحاد المحامين العرب برئاسة الأمين العام للاتحاد، ناصر حمود الكريوين، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا».
وخلال اللقاء تمّ بحث الأوضاع في البلدان العربية وسبل الخروج من المشاكل والأزمات التي تعاني منها، حيث اعتبر الرئيس الأسد أن المشاكل التي تعاني منها البلدان العربية واحدة، ولكن تختلف بالأشكال والمظاهر مشيراً إلى أن الخطوة الأولى في المعالجة تكون عن طريق الحوار والشفافية لأن غياب الحوار جعل هذه المشاكل تتراكم عبر عقود.
من جهتهم أكد أعضاء الوفد عزم اتحاد المحامين العرب على القيام بدور فعال عبر خطة ممنهجة وعملية لرفع مستوى الوعي لدى الشعوب العربية، لأن المرحلة المقبلة ستكون أخطر وسيحاول الغرب خلالها استخدام أدوات ووسائل جديدة من أجل تمرير مشاريعه في المنطقة.
كما قدّم أعضاء الوفد التهنئة على الصمود والتماسك الذي أظهره الجيش والشعب والقيادة في سورية بوجه الهجمة الإرهابية التي يتعرضون لها، وأكدوا موقفهم الداعم لعودة العلاقات بين سورية والدول العربية إلى طبيعتها، معتبرين أن استهداف سورية جاء بسبب تمسكها بالمبادئ القومية وبالثوابت العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «التليغراف» البريطانية، أمس، أن السعودية ستقدم على إعادة علاقاتها مع سورية وافتتاح سفارة لها في دمشق، في أوائل العام الحالي 2019 أو منتصفه، على الأكثر، لتكون الدولة الخليجية الثالثة بعد الإمارات والبحرين في هذا السياق.
وقالت الصحيفة، في تقرير حمل عنوان «كل الطرق تؤدي إلى دمشق..»، إن هذه الخطوة من السعودية، وهي أقوى دولة في المنطقة كانت تعارض «بشار الأسد» وتؤكد أهمية رحيله عن السلطة، ستعطي الرئيس السوري شرعية غير مسبوقة، ستمثل بالنسبة لحقبة جديدة لسورية، بعد نحو 8 سنوات من العزلة والحرب والقتل.
ونقلت عن المحلل البريطاني – السوري «داني مكي»، والذي له اتصالات مع الحكومة السورية، قوله إن «كل شيء كان مخططاً له، بدءاً من زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، الشهر الماضي، وما أعقبها من فتح سفارات الإمارات والبحرين».
وأضاف مكي: «مصادري في دمشق تؤكد لي أن السعودية ستقدم على تلك الخطوة في وقت ما في هذا العام، قد يكون في أوله، أو وسطه».
وأضافت «التليغراف»، أن الرياح السياسية بدأت تعود مجدداً إلى سورية، لافتة إلى تصريح وزير الخارجية البريطاني «جيرمي هانت»، قبل أيام، بأن «بشار الأسد» باق لبعض الوقت في السلطة، معتبرة أنه تصريح دراماتيكي، مقارنة بموقف بريطانيا الثابت، والذي كان يؤكد على وجوب رحيل الأسد. وتعليقاً على هذا التصريح، قال دبلوماسي بريطاني إن تصريح «هانت» هو إشارة واضحة إلى تغير موقف بريطانيا تجاه سورية.
وفي هذا السياق، يشير «مكي» إلى دول أوروبية قد تحذو حذو الدول العربية التي تتسابق حالياً لإعادة العلاقات مع سورية، في نهاية المطاف، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت.
وقالت الصحيفة إن سورية، في النهاية، تمتلك موقعاً حساساً في الشرق الأوسط، واحتياطيات طاقة كبيرة، لذلك فهي في النهاية واحدة من أهم المراكز الجيوسياسية والاقتصادية للمعادلة الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب الأميركي من شرق سورية أكسب الأسد نقاطاً جديدة ومهمة، عندما أعلن الأكراد استعدادهم للتحالف معه، مدفوعين بخوفهم من التدخل التركي المحتمل، وعلى الأرجح فإنهم سيضطرون إلى إعادة جزء كبير من أراضيهم الشمالية الشرقية إلى «الأسد»، الأمر الذي سيجعله بينه وبين استعادة كامل الأراضي السورية بأكملها خطوة واحدة.
على الصعيد الميداني، نفى ترامب صحة ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» بشأن تغيير موقفه من الانسحاب من سورية، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من هذا البلد بوتيرة مناسبة وبشكل حذر، مع مواصلة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال البيت الأبيض أمس، إن الرئيس دونالد ترامب يريد ضمان سلامة القوات الأميركية مع انسحابها من سورية، وإنه لم يغير موقفه بشأن سحب القوات. جاء ذلك بعد يوم من توضيح مستشاره للأمن القومي شروطاً قد تجعل الانسحاب يستغرق شهوراً.
وقالت مرسيدس شلاب المتحدثة باسم البيت الأبيض لقناة فوكس نيوز التلفزيونية «لم يغير الرئيس موقفه، إذ إنه ذكر أن هدفه الأساسي هو ضمان سلامة قواتنا وسلامة حلفائنا أيضاً». وأضافت «ولذلك سوف تقدم وزارة الدفاع خطة عمليات لسحب قواتنا بسلام».
وأكد الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي أن القوات الأميركية ستنسحب من سورية «عبر فترة من الزمن»، مشدداً على أنه لم يحدد مدة أربعة أشهر للانسحاب من سورية.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن يوم 19 ديسمبر/كانون الأول عام 2018، أن بلاده هزمت تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وهذا بفضل وجود قواته هناك.
لاحقاً، أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن الولايات المتحدة بدأت بسحب قواتها من سورية، لكن الانتصار على «داعش» لا يعني نهاية وجود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني الحالي، كشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة ليس لديها جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من سورية، مشيراً إلى أن «واشنطن لا تنوي البقاء إلى أجل غير مسمى في سورية».
وكانت الصحيفة الأميركية التي لا تروق كتاباتها للرئيس الأميركي في معظم الأحيان قد نشرت خبراً بعنوان «خطة ترامب لسحب القوات من سورية»، وذكرت فيه نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن العملية ستستغرق 4 أشهر تقريباً.
لكن ترامب قال: «سنترك سورية، ولكنني لم أقل إن ذلك سيتم على وجه السرعة لن ننسحب بالكامل حتى يتم القضاء بالكامل على تنظيم داعش». وتابع ترامب، «نحن نساعد دولاً أخرى عندما تقوم بالقضاء على تنظيم الدولة، مثل روسيا وإيران اللتين تكرهان التنظيم».