رسالة من آدم
حــرّرْ كيانكَ من وهــــمِ الأســــــــاطيرِ
وكــن مع اللـــه، لكن دون تكفيـــــرِي
علمتـك المشـيَ حتى صـرتَ تســــبقني
وتحســـبُ الفوز رفقـــــاً بالقــــــواريـرِ
وتـرتقـي المجــدَ، في الأوهام تحبسني
وهمّـــكَ الأوحــدُ المجنــــونُ تأطيـــري
كـأن سـلطانكَ الأبهــى تجـــــردنــــــي
مـن أي حقّ، وســعيٍ نحو تنــــــويري
وتــدّعـي نصـرتي، كيمــــا تحررنــــي
ما كنــــت حـــــرّا كي تسعى لتحريري
إني وإنّكَ، محبوســـانِ فـــي هلـــــــــعٍ
ما كنت مثلي، فلا تســــعى لتــــزويري
العطـر في الكـون من زهـري ومن شفتي
والشـعر في الأرض، من خمري وتقطيري
يا أنت كــنْ طيبــــــــاً، كيمـــــا ترافقني
أو فاحـــــذر اللسع من وكــــر الدبابيـــرِ
الأرض من صــنعتــي، إنــي زرعت بها
شهدي، فكان الهــوى من حسن تدبيري
منحتــكَ التــاجَ، لــــكنْ خنـتَ مملكتـي
ولســتَ تقبلُ تمليكـــــي وتـــــوزيــري
وتــدّعـي العلــمَ، آهٍ أنـــت تجهلنـــي
مــا كنــتَ أهــلاً، لكي تسعى لتطويــري
يا جـاهلُ، اليومَ كـم تحتاجني ســـــنداً
وكــل ما حولنــــــا فعـــــل الأعـاصيــــرِ
إن شـــــئتَ تقبلنــــي أهــــلاً ومرحبـةً
أو فاشــعلِ الأرضَ كي تحيا بتفجيــــري
غــداً ســـتدركُ أن الكــــون مملكتـــي
وليــس ينفــع إقصــــائي وتخــــــديــري
فكــنْ كبيــرا بمــا تعطيــهِ من كبَــــــــــرٍ
تبقــى صــغيراً، إذا ترضـى بتصغيري
جمانة نجار