الملل «أزمة معنى»
هل الملل شعور نعاني منه أم فخ نقع فيه؟
لماذا نتهرّب من الحالة الذهنية التي تواجهنا فيه؟؟ هل لأنها تحدّد مدى رضانا عن حياتنا؟ أم لأنها تُظهر عجزنا وفقدان نشاطنا والضعف في تركيزنا؟
لماذا يعتقد بعض علماء النفس بأن الملل سمة يمكن قياسها والبعض يميل إلى اعتباره حالة ديناميكية وليست ثابتة.. وآخرون يرون بأنه شعورٌ مكتسب إذا ما حلّ فحكماً سيعمل على إهانة ذاتنا.. والأكثرية تذهب إلى أن الملل ما هو الا مرض اجتماعي لـ «أزمة معنى» تنتج من الاعتقاد بأنه يمكن للشخص تقديم المزيد.. وألم الإمكانات غير المستخدمة كما يريد!..
هل حقاً الأشخاص المملّون هم فقط من يشعرون بالملل؟؟ إذا ماذا عمن يمتلك عقلية متهورة وهوس الدخول في التجارب الجديدة والمغامرة؟؟
وماذا عمّن يحتضن الانشغال والاعتقاد بأن الركض من مكان إلى آخر هو شكل من أشكال الترفيه الذي لا يشعرون فيه بالملل ولكن لا يشعرون بالمتعة أيضًا؟
وماذا عمن يمتلك شخصية معاكسة حيث العالم مكان مخيف ولا أمان في الخروج من أماكن الراحة المعهودة؟؟..
وماذا عمّن لا يشعرون بالرضا ويتولى الملل المزمن معهم المسؤولية؟..
لماذا يقول البعض بأننا نعيش في مجتمع مستهتر للغاية وسهولة الوصول إلى خيارات الترفيه اللانهائية اليوم ما هي إلا تغذية للملل بدلاً من تثبيطه وإلجامه؟
لماذا عندما يكون لدينا وقت فراغ لا نعرف ما الذي يجب فعله به رغم أن أفكارنا حول كيف يجب أن تكون الأمور من أهم جوانب إلهائنا؟؟..
لماذا تغيب الإثارة عن الأشياء ولا جاذبية لأشياء تستحق وقتنا بما فيه الكفاية؟
لماذا لا نتجنّب الملل من خلال نمط التفكير المتكرّر لدينا وبات هذا التجنّب أكثر ضرراً من الملل ذاته على أنفسنا؟؟..
هل يمكن اعتبار الملل أداة قوية تدعونا لإعادة التفكير في علاقاتنا وكيفية تعاملنا مع محيطنا وعالمنا الداخلي من جديد!..
إذاً لماذا في نهاية المطاف نخشى مواجهة هذا العدو الخفي ولا نفعل شيئاً ونشعر بالملل؟!
ريم شيخ حمدان
سورية