آه يا زمان….
كم نحنُّ فيك للأمان.. لأيام الطفولة والبراءة والسلام…
لتلك القصص من زمن الأجداد والآباء غزلها خيالهم بإتقان نسمعها ونقرؤها فتنقلنا لعالم الأحلام عالم يحفل بالجمال تملؤه المحبة والشر فيه دائماً فعل مدان…
حكايا أسهمت في بناء الوجدان معها نعيش في غابة كثيفة الأشجار تنوّعت فيها أصناف الورود والأزهار ويحيط بها سوار قوس قزح بأبهج الألوان فنواكب فيها الأقزام السبعة يتسابقون لتقديم العون لصغيرة تاهت بسبب الأنانية والحقد على كل من هو الأجمل قلباً وقالباً في الحياة.
نلتقي بأليس عائدة من بلد العجائب تحكي تجربتها مع الجمال والغرابة والضياع…
نفرح بنجاة ليلى وجدتها من ذاك الذئب الخداع وإقرارها بأنها لن تخالف بعد اليوم توجيهات الكبار. ننتصر بانتصار ساندريلا على الظلم وظفرها بفارس الأحلام…
ونراقب عن كثب ذاك الأنف العجيب يتطاول من شدة الكذب وكثرة الرياء…
ونسمع زئير ماوكلي معلناً عودته لأمه واجتماعه بها رغم كل الصعاب..
وصوت كلارك يشحذ الهمم لنصرة المظلوم على الظالم ..
كل هذه وغيرها من الحكايا كانت من نسج الخيال لتبعث الراحة والطمأنينة بأن الحق لا بد له من كسب الجولات.
بخلاف ما يراه أطفالنا ويترسّخ في أذهانهم هذه الأيام من ألعاب تجلب الدمار على كل المستويات حتى أن الرسوم المتحركة باتت بأشكال مرعبة مقززة مقارنة بما سبقها.
الحال يحملنا على السؤال: تراه من كان وراء هذه الصناعة وترويجها لأطفالنا الأعزاء وما المراد منها أيها الأهل الكرام؟…
سؤال محيّر، لكن لا بد من طرحه على الملأ. فالأمر خطير يحملنا لقرع جرس الإنذار أن انتبهوا لما بين أيدي صغاركم من قنابل موقوتة تحت اسم الحضارة وإعراباً منا على تدليلهم وإحاطتهم بكل ما يلبي لهم الرغبات..
رشا المارديني