يوم حافل بالاعتقالات في الشمال والبقاع توقيف قادة محاور في طرابلس و12 مسلحاً في جرود عرسال
رغم الهدوء الذي بدأ يسود المناطق اللبنانية التي كانت تشهد أحداثا أمنية بفعل تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس والبقاع،إلاّ أن صواريخ المجموعات الإرهابية المسلحة لا زالت تعكر صفو هذا الهدوء حيث أقدمت بالأمس على إطلاق ثلاثة صواريخ على بلدة اللبوة البقاعية، في وقت كان فيه الجيش السوري يسيطر على سلسلة التلال الغربية المقابلة لجبال لبنان الشرقية، والجيش اللبناني يلاحق المسلحين الفارين المختبئين في جرود عرسال ويقبض على 12 مسلحاّ يحملون أسلحة رشاشة وقنابل يدوية وبطاقات مزورة كانوا يحاولون الدخول خلسة الى لبنان، وبالتوازي كانت مدينة طرابلس تشهد يوماً حافلاً باعتقال العديد من قادة المحاور في التبانة وجبل محسن بعدما باتوا عراة من أي غطاء سياسي وأمني.
اعتقالات ومواجهات مع مطلوبين في البقاع
وسط استمرار الخطة الأمنية في البقاع. ذكرت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء المركزية: «أن الخطة في بعلبك تعتمد في شكل كبير على عنصر المفاجأة بعكس ما يعتقد البعض، وبعد الانتقال يوم السبت الماضي من بريتال وحورتعلا الى حي الشراونة تبين مدى ارتكاز هذه الخطة الى حجم القوة العسكرية التي تستخدم في تنفيذ مهام مفاجئة في مناطق معينة»، وأضافت:«لا يعتقدنّ أحد أن أياً من المطلوبين للعدالة قد يكون فرّ إلى مناطق لا يمكن للقوى الأمنية أن تصل إليها».
وفي هذا السياق، أوقف الجيش اللبناني على حواجزه في جرود عرسال 12 سوريّاً بينهم مسلحون بأسلحة فردية وقنابل يدوية وبطاقات مزورة كانوا يحاولون الدخول خلسة الى لبنان، وأوُدعوا لدى الشرطة العسكرية للتحقيق معهم.
كما قامت القوى الأمنية بحملة مداهمات ضمن الخطة الأمنية وأوقفت أحد المطلوبين في بلدة الطيبة- بعلبك ويدعى حسين د. ا. وتخلل المداهمة تبادل لإطلاق النار، وأفادت معلومات أولية عن سقوط جرحى بين المطلوبين وعناصر من الجيش اللبناني.
كما ذكرت الوكالة الوطنية «أن الجيش اللبناني طارد في جرود دار الواسعة اليمّونة المطلوب حسين ع. ع. ج. وتخلل عملية المطاردة ًطلاق نار، وفي معلومات اوليّة افيد عن مصادرة سيارة كان يقودها المطلوب خلال فراره من الجيش اللبناني».
الى ذلك، داهمت قوى الأمن الداخلي محلة الجوبانية في جرود عرسال، ولدى محاولة مصادرتها سيارة من نوع «أنفوي» سوداء أقدم أحد المسلحين على إطلاق النار باتجاه الدورية دون أن يُصاب أحد بأذى.
سقوط 3 صواريخ على اللبوة
فيما كانت المجموعات تُمنى بمزيد من الهزائم أمام الجيش السوري الذي أحكم سيطرته أمس على التلال الغربية السورية المقابلة لجبال لبنان الشرقية، وهرب المزيد من المسلحين باتجاه جرود عرسال، أقدم المسلحون المتمركزون في هذه المنطقة على إطلاق عدد من الصواريخ على بلدة اللبوة في البقاع الشمالي.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان لها أنه «بتاريخه الساعة 8:40 تعرضت بلدة اللبوة – البقاع، إلى سقوط 3 صواريخ، مصدرها الجانب السوري، من دون الإبلاغ عن إصابات في الأرواح»، وأشار البيان الى أن «وحدات الجيش تقوم بالكشف على أماكن سقوطها، لتحديد أنواعها ومصادر إطلاقها بدقّة».
وأفاد مراسل موقع النشرة إلى أن «احد الصواريخ أصاب سنترال اتصالات».
هذا وقد تبنّى ما يسمّى «لواء أحرار السُنّة ـ بعلبك» في تغريدة على موقع «تويتر» إطلاق الصواريخ على بلدة اللبوة في البقاع، وذلك ثأراً لأهالي القلمون في سورية، على حد زعمه.
اعتقال قادة محاور في طرابلس
في هذا الوقت، كانت وحدات الجيش تواصل تنفيذ تدابيرها الأمنية في طرابلس لترسيخ الأمن وتعقّب المطلوبين للعدالة، وتمكنت أمس من توقيف عدد من قادة المحاور في باب التبانة وجبل محسن وهم: ـ المطلوب سليمان محمود العلي في منطقة جبل محسن.هو قائد محور الأميركان.
ـ المدعو خ.ر. أحد قادة المحاور في باب التبانة.
ـ ماهر الضناوي من التبانة وهو متهم برمي قنابل على الجيش.
سليمان العلي مسؤول محور في جبل محسن، وملقب بـ»ابو رامي الجبار».
وجال آمر سرية طرابلس العميد بسام الايوبي في منطقة جبل محسن واطلع على سير الخطة.
الى ذلك، أكد مصدر أمني ان الأجهزة الأمنية تواصل البحث عن المطلوبين بموجب مذكرات قضائية. وكشف ان المطلوب الشيخ عمر بكري فستق لم يغادر الأراضي اللبنانية «وهو يتنقل من منزل الى آخر في عدد من البلدات الشمالية، ويتقن فن التنكر والتمويه وتربطه صداقات متينة مع عدد من اتباعه وهو على علاقة معهم منذ سنوات اقامته في لندن وقبل أن تطرده السلطات البريطانية».
وقد حاول «المعتصمون من آل حسون أمام قصر العدل في طرابلس اقتحام القصر، فمنعتهم عناصر قوى الأمن الداخلي وحصل تضارب وتلاسن بين المعتصمين وعناصر قوى الأمن، ما استدعى تدخل الجيش وتطويق الإشكال».
الادعاء على 40 شخصاً من التبانة وجبل محسن
وفي هذا السياق، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على 40 شخصاً من باب التبانة وبعل محسن، في ثلاثة ادعاءات.
الادعاء الأول يضم 18 شخصاً من بعل محسن بينهم موقوف لبناني، والثاني يضم 21 شخصاً بينهم بلال البقار ورائف دندشي و19 شخصاً لا تزال هوياتهم غير مكتملة جميعهم من باب التبانة . اما الادعاء الثالث فهو على وائل ابراهيم من باب التبانة، في جرم تأليف مجموعات مسلحة بهدف ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية والاشتراك في القتال في مدينة طرابلس، وتبادل اطلاق النار والقتل ومحاولة القتل والحاق الاضرار بالممتلكات والابنية.
وأحيل الجميع الى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابو غيدا.