سيل من المواقف المستنكرة لتصريحات بومبيو: الإساءة للمقاومة مسّ بأقدس المقدسات والسكوت عنه خيانة وطنية
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال زيارته لبنان سيلاً من الاستنكارات مشيرةً إلى أنه أفصح عن مكنونات رئيس الوزراء الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، بفصاحة بالغة الوقاحة، واعتبرت أنّ «التحريض والإساءة لحزب الله كحركة مقاومة مسّ بأقدس مقدسات لبنان، وحيّت وحدة وصلابة الموقف اللبناني على مستوى الرئاسات ووزارة الخارجية في التصدّي لأطروحات بومبيو «الإسرائيلية».
ورأت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع في بيان أن «اليميني المتطرف رئيس جهاز «سي أي آي» السابق مايك بومبيو أخرج كلّ صنوف الحقد اليهودي والكراهية والعدوانية للبنان، مقاومةً وشعباً وثروة، بأسلوب فظ متجاوزاً الأعراف الدبلوماسية وأصول اللياقات البينية بين الدول».
ولفتت إلى أنّ بومبيو «أفصح خلال زيارته لبنان عن مكنونات نتنياهو، بفصاحة بالغة الوقاحة عندما ترجم دفتر شروط ومصالح الكيان الصهيوني مهدّداً ومتوعّداً برزمة من الإملاءات واللاءات، فتجسّد نتياهو بالزائر، روحاً ولساناً، مطلقاً العنان لغطرسته غير آبه بمصالح لبنان الحيوية وحقوقه القومية بأرضه وثرواته وسعيه لإعادة الاخوة النازحين إلى سورية، بما يخفف الأثقال عن لبنان المنهك اقتصادياً واجتماعياً».
وحذرت من «التشاطر المضمر لمجاراة أميركا في حصارها المالي للمقاومة وبيئتها على مستوى الداخل، لأن في ذلك مناورة غبية خاسرة وغير ذات جدوى، لأنّ الجميع في مركب واحد، والأذى سيطال جميع اللبنانيين من دون استثناء».
واعتبرت «التحريض والإساءة لحزب الله كحركة مقاومة شرفت العرب وأحرار العالم ومصدر عزة وكرامة اللبنانيين بتضحياتها الجسام ودماء شهدائها، مسّاً بأقدس مقدسات لبنان، والسكوت عنه يوازي الخيانة الوطنية، فكما الأرز الخالد رمز لبنان، هكذا هي المقاومة خالدة راسخة في وجدان الوطن والأمة».
وحيّت «وحدة وصلابة الموقف اللبناني على مستوى الرئاسات في التصدّي لأطروحات بومبيو الإسرائيلية، بما يشكّل منعة للموقف اللبناني وحصانة لسيادة لبنان واستقلاله وحقوقه القومية».
بدوره، رأى أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين- المرابطون» العميد مصطفى حمدان، في بيان، أنّ الموقف الرسمي اللبناني حول زيارة بومبي «كان واضحاً في مواجهة أيّ محاولة لبث الفتنة الداخلية، وبالتالي كان هناك إصرار من قبل المسؤولين اللبنانيين الرسميين وفي مقدمهم الرئيس العماد ميشال عون على أن النازحين السوريين ليسوا ورقة بيد أحد، لا مع الولايات المتحدة الأميركية ولا غيرها، إنما هي ورقة لبنانية – سورية فقط».
أضاف «كلما رأينا الإنجازات والانتصارات على أرض سورية التي تحمي كلّ المنطقة العربية وليس فقط سورية، نجد الأميركيين سيسعون أكثر فأكثر إلى تحسين شروط هزيمتهم عبر النازحين ومحاولات لبث الفتن الداخلية في الدول المجاورة لسورية».
واعتبر الأمين العام لـ»التيار الأسعدي» معن الأسعد، أنّ زيارة بومبيو إلى لبنان والمواقف المشبوهة والمستفزة التي أطلقها تصبّ في مصلحة الكيان الصهيوني.
ورأى «أنّ بومبيو لم يساير أو يجامل في لقاءاته بل قدّم أجندته السياسية والأمنية والاقتصادية بشكل وقح وغير مسبوق في العلاقات الدولية»، معتبراً «أنّ زيارته تدخل سافر في شؤون لبنان وضدّ مصلحته ومحاولة لتقويض أمنه واستقراره وسلبه حقوقه في النفط والغاز».
وأشاد بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل «المشرّفة والوطنية والمسؤولة، التي أكدت حق لبنان واستقلاله وسيادته وصانت كرامة اللبنانيين».
ووصف الأسعد القوى السياسية «المنبطحة والتي ارتضت بالموقف الأميركي بأنها ليست متآمرة فقط على حزب الله بل على لبنان» محذراً البعض من «توريط لبنان في ما لا قدرة له على تحمّله اقتصادياً ومالياً واجتماعياً».
واعتبر رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان، في كلمة ألقاها خلال حفل أقامته الجمعية في مركزها في بر الياس، تكريما للأمهات، أنّ زيارة بومبيو «هي لإشعال فتنة لبنانية داخلية»، وانه «أراد من اللبنانيين حرباً أهلية ومذهبية وطائفية، وأن يجعلوا لبنان لقمة سائغة للصهاينة».
وأكدت جبهة العمل الإسلامي في لبنان في بيان «أنّ المقاومة الإسلامية والوطنية والشعبية هي مقاومة شريفة ومشروعة، وأنّ حق لبنان طبيعي ومشروع جيشاً وشعباً ومقاومة في التصدي للعدو الإسرائيلي الغاصب وفي تحرير بقية أراضيه المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر».
ولفتت إلى وقاحة بومبيو وإلى تعاطيه اللاأخلاقي واللاسياسي مع سيادة لبنان واستقلاله، وذلك من خلال تحريضه اللبنانيين بعضهم ضدّ بعض ومهاجمته السافرة والوقحة لحزب الله ولشريحة واسعة وكبيرة من اللبنانيين»، وأشارت إلى أنّ موقفه «غير مفاجئ».
كذلك اعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر «أنّ زيارة بومبيو مشروع فتنة في الداخل وحرب في المنطقة»، وقال «على إيقاع تصريح رئيسه السيد دونالد ترامب بضرورة ضمّ مرتفعات الجولان السورية الى الكيان الصهيوني أكمل وزير الخارجية الأميركي لدى زيارته إلى لبنان بهجوم على الشعب اللبناني وقواه المقاومة للعدوان والاحتلال المستمرّ على أرضه بحراً وبراً وجواً في محاولة متجدّدة لإيقاع الفتنة بين اللبنانيين وتحريضهم على بعضهم البعض، ومحاولة فرض إملاءات فوقية خارجة عن أيّ عرف دبلوماسي في العلاقات الدولية».
وحيا «الموقف الموحد الذي قابل به المسؤولون اللبنانيون تلك المواقف الخطرة لرأس الدبلوماسية الأميركية وتأكيدهم على أنّ حزب الله هو مكوّن أساسي من مكونات لبنان وله حضوره الفاعل والكبير في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي الحياة الوطنية اللبنانية ومختلف مؤسساتها وفي حقه المشروع مع سائر اللبنانيين بالمقاومة والدفاع عن أرض الوطن».
ودان الأسمر «هذا التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية»، رافضاً «كلّ الضغوط السياسية والأمنية والمالية التي تمارسها الولايات المتحدة على سيادة بلدنا وحريته واستقراره الداخلي»، مستنكراً «ما جاء على لسان الرئيس الأميركي ترامب حول هوية أرض الجولان السورية والحق باسترجاعها بكافة الأشكال، كما حق اللبنانيين باسترجاع مزارع شبعا وكفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر»، معلناً «دعمه الكامل للجيش اللبناني والشعب والمقاومة في استرجاع كلّ شبر من أرض الوطن ووضع حدّ للاعتداءات الصهيونية وكل من يدعمها ويساندها في العالم أجمع».
واستنكر رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير، مواقف بومبيو، واعتبر أن «هذه التصريحات تستهدف كل لبنان من خلال محاولات التحريض وزرع الفتنة بين اللبنانيين».