بحضور 21 دولة عربية وأفريقية.. دعوة الى معالجة الاختلافات في تفسير مفاهيم التطرف.. ورفض تصنيف حركات المقاومة به
شهدت العاصمة العراقية بغداد مؤتمراً مهماً لبحث مكافحة الإرهاب، حضره العديد من السياسيين والأمنيين والمفكرين ورجال الدين، الذين بحثوا إيجاد حلول جذرية لمشكلة التطرف.
وعقد المؤتمر، الذي حمل اسم «المنتدى العربي الأفريقي لمكافحة الإرهاب والتطرف»، على مدى يومي 23 24 مارس/ آذار، الحالي، بحضور 21 دولة عربية وأفريقية من الدول، التي اكتوت بنار الإرهاب، ودفعت أثماناً باهظة من دماء أبنائها في سبيل مقاومة هذا الخطر.
وذكر البيان الختامي، أن الحاضرين قاموا على مدار أربع جلسات متواصلة ببحث ومناقشة أهم أسباب الإرهاب وانتشاره وأسبابه، وقدموا رؤى مختلفة وأفكاراً متعددة للقضاء على ظاهرة الإرهاب.
وأثنى البيان الختامي للمؤتمر على دور العراق في استضافة المشاركين فيه، وخاصة عمار الحكيم، رئيس تحالف الإصلاح والإعمار.
وأعلن المؤتمر دعم جهود المعهد الثقافي الأفريقي العربي، وجهود إدارة مكافحة الإرهاب في الأمانة العامة للجامعة العربية في إيجاد السبل الملائمة لتنفيذ توصيات هذا المنتدى من خلال تفعيل قنوات الاتصال بينهما من جهة، وتذليل العقبات من الجهات المعنية من جهة أخرى، والحثّ على توسيع تمثيل الدول العربية والأفريقية داخل إطار المنتدى.
ودعا البيان الى معالجة الاختلافات في تفسير مفاهيم التطرف والإرهاب بين الدول الأعضاء في المنتدى العربية والأفريقية وبين المجتمع الدولي، بما يعزز التعاون الدولي في التصدي لهذه الظاهرة ومكافحتها.
ولفت إلى أهمية العمل على تعزيز وإيجاد مبادرات للمصالحة الوطنية والمجتمعية والحوار بين مختلف مكونات مجتمعات الدول العربية والأفريقية الأعضاء في المنتدى بكافة أطيافهم الدينية والإثنية.
وحثّ جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي على تنظيم فعاليات ومؤتمرات إعلامية تساهم في توحيد الخطاب الإعلامي العربي والأفريقي ضد التطرف، ودعا إلى تبني مشروع عربي أفريقي موحّد لمكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابع التمويل، مع التشديد على مراقبة حركة الأموال المرتبطة بدعم الأنشطة الإرهابية.
وبحث المؤتمر إنشاء مكتبة إلكترونية متخصصة في دراسة ومعالجة ظاهرتي الإرهاب والتطرف، على أن تضمّ كل ما يتعلق بهذين العنوانين من كتب ودراسات وفتاوى وتجارب الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب وتنقية الفكر والتراث، والحث على تجديد الخطاب الديني، على أن تنظم آلية محددة للاستفادة من محتويات هذه المكتبة الإلكترونية طبقاً لعضوية الاعضاء في المنتدى.
كما حث الجهات ذات العلاقة بالعمل على إيجاد قائمة إرهاب عربية أفريقية موحّدة على أن تشمل كافة المعلومات المتعلقة بالأشخاص الذين ثبتَ تورطهم بالإرهاب سواء بالانتماء لمنظمات إرهابية، أو التنفيذ أو التمويل أو الترويج للفكر المتطرّف وكافة أشكال الدعم الإرهابي، طبقاً لحكومة كل دولة من الدول الأعضاء، على أن تتضمّن قائمة المعلومات ما يتوفر بحق هؤلاء من بياناتهم الشخصية والتوصيفية وذلك للمساهمة في الحدّ من نشاطهم الإجرامي.
وطالب برفع الوعي بصعود وتنامي ما يُعرف بظاهرة إرهاب الاستعلاء الأبيض لما لها من تأثير سلبي على المجتمعات الآمنة وتقوية لدوافع ومبررات التنظيمات الإرهابية المتطرفة كردة فعل لهذه الظاهرة المستنكرة.
كما يتوجّه المنتدى بالثناء والتقدير على ردة الفعل الإيجابية لحكومة وشعب نيوزيلاندا إثر الحادث الإرهابي الإجرامي الذي تعرّض له المصلون في مسجد مدينة كرايست تشيرش.
وطالب بإنشاء مراكز تأهيل لضحايا العنف والتطرف وإعادة تأهيل الأطفال المجنّدين في صفوف التنظيمات الارهابية وإخضاعهم لبرامج الدمج المجتمعي، مع الدعوة الى وضع استراتيجية وبرامج وطنية عربية وافريقية لمكافحة تجنيد الأطفال واستغلالهم في النزاعات والتطرف.
وشدّد بيان المؤتمر على ضرورة رفض تصنيف حركات المقاومة بالإرهاب، وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ مقررات المنتدى على أن تجتمع اللجنة خلال ثلاثة أشهر لتقييم الإجراءات المتخذة في إطار تطبيق هذه المقررات.