أخبار سينمائيّّة شرقاً وغرباً
ستة أفلام شاركت في الأقسام المختلفة للدورة السادسة والثلاثين من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الذي اختتم في الثامن عشر من الجاري. وتراوحت المشاركة المصرية هذا العام بين العرض العالمي الأول لثلاثة أفلام هي «باب الوداع» لكريم حنفي في المسابقة الدولية ، و»زي عود الكبريت» لحسين الإمام قسم أفلام عن السينما ، و»حائط البطولات» لمحمد راضي قسم عروض خاصة ، والأخير سمح بعرضه بعد منع طال لمدة 15 عاماً، لأسباب قيل إنها سياسية تتعلّق بنظام مبارك. وثمة فيلمان عرضا للمرة الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط، هما «القط» لابراهيم البطوط، و»ديكور» لأحمد عبدالله، والأول سبق أن عرض في مهرجان أبوظبي، والثاني في مهرجان لندن. فضلاً عن فيلم «الحرام» للمخرج الراحل بركات ضمن برنامج «كلاسيكيات السينما»، علماً أن المهرجان نظّم على هامش معرض «مئوية بركات» احتفالاً بمرور مئة عام على ميلاد المخرج الذي يعتبر من أهمّ مخرجي السينما المصرية.
يمكن القول إن الأفلام المصرية الثلاثة التي قدمت في عروض أولى خلال المهرجان، أي «باب الوداع» و»زي عود الكبريت» و»حائط البطولات»، تجمعها على نحو غير مباشر ثيمة الوداع، على اختلاف تنويعاتها. فالحياة ليست سوى باب للوداع، وداع الأحباب الذين نلتقيهم في أعمارنا القصيرة التي لا يمكن أن نعيشها إلا إذا طردنا الهواجس التي تلاحقنا خوفاً من الفقدان والموت المقيم غير المفارق أرواحنا، وتلك إحدى تجليات فيلم «باب الوداع» لكريم حنفي الذي استغرق تنفيذه أكثر من أربع سنوات. ويمثل مصر في المسابقة الدولية، وهو أكثر الأفلام المصرية المشاركة في المهرجان إثارة للجدال بسبب الشكل الذي اختاره المخرج للتعبير عن أفكاره حول الموت والحياة، وعن الحزن الذي يسكن النفوس أسى على فقدان قريب، من خلال مزيج بصري يجمع بين التعبيرية والسوريالية والإيقاع التأملي البطيء واللقطات الطويلة ذات التكوينات المجرّدة من العناصر الدرامية التقليدية، ويشعرنا المخرج كريم بأنه كان بصدد إنجاز فيلم قصير قرّر تمديده قليلاً، إذ لا حكاية محدّدة فيه، بل نحن أمام شعور أو حزم من المشاعر المختلفة، فهناك الابن الصغير الذي فقد والده وترمّلت أمه ونراه في مشهد البداية الطويل يزور المقابر مع جدته. وهناك الأم التي يبدو أنها ترمّلت في سن باكرة ونراها في لقطة طويلة أمام المرآة تقص شعرها كأنها تعلن الحداد الروحي على العالم الذي انتزع منها زوجها.
لا حوار في هذا الفيلم، ولا حاجة إلى مثله فنحن لسنا أمام أشخاص ذوي ملامح تقليدية وصراع كلاسيكي وحبكة واضحة، بل حيال نوبات من المشاعر التي يختلط فيها الزمن بالهاجس، والواقعي بالمتخيل المرعب، والحاضر بالمنتظر. لكن أزمة الفيلم ليست في نوعيته تحديدا، بل في تفاصيله التي تشعرنا بأننا شاهدناها قبلاً في العديد من التجارب المماثلة شكلاً ومضموناً مثل الجدّة التي تعدّ القهوة، والابن المحبوس خلف زجاج ينهمر عليه المطر، وصور الغائبين التي تنزف دمعاً من أثر الشموع المشتعلة أمامها، واليد التي تتحسس حائطاً خشناً تذكرنا بمشهد مشهور لفلليني عندما كان يحلم بروما، والشابة التي ترتدي ملابس حداد وطرحة زفاف تذكرنا بمشاهد من فيلم «المستحيل» لحسين كمال.
أما فيلم «حائط البطولات» فهو تجربة لا تستحق التوقف عندها طويلاً. سيناريو ركيك جدّا إن لناحية تركيب الشخوص أو التفاصيل الاجتماعية والسياسية والعسكرية لأجواء وبيئات سنوات الحرب مع «إسرائيل» منذ عام 1967، فثمة غياب للبناء التاريخي والتوثيقي الناضج الذي يتمثل في الإجابة عن أسئلة الدراما التوثيقية الضرورية: من ومتى وأين، أي من هي الشخصيات التاريخية أو حتى المؤلفة؟ ومتى حدث ذلك؟ وأين وقع الحدث؟! والتاريخ الوحيد الذي يمكن أن نلمحه على الشاشة هو سيناء 1967، وعلى خلفية معتقة تقنياً، وهي المادة البصرية التي سبق لمخرج الفيلم محمد راضي تصويرها واستخدامها في فيلمه الرائع «أبناء الصمت» قبل نحو أربعين عاماً واعتبر آنذاك واحداً من أهم الأفلام عن فترة حرب الاستنزاف. كما يعاني الفيلم من الأداء الهزيل والهزلي للممثلين، خاصة في أدوار الشخصيات «الإسرائيلية» مثل موشيه دايان وغولدا مائير وآرييل شارون، فالجميع ينطق حرف الراء على نحو مثير للضحك، بينما تنوعت اللهجة البديلة للإيهام بالعبرية بين الفصحى البلهاء والشامية الركيكة وعربية «الخواجة ياني» الشخصية اليونانية الأشهر في تاريخ السينما المصرية التي كانت تنطق الحاء خاء وصاحبة العبارة الأيقونية «يا خبيبي». وأبرز مثل على رداءة السيناريو مشهد مقتل ابن الشاويش مجاهد في مدرسة بحر البقر، ففي المشهد التالي مباشرة نراه يتحدث مع زملائه في الوحدة الذين يرغبون في تعزيته قائلاً إنهم «صعايدة» ولا يقبلون العزاء إلا بعد الأخذ بالثأر، ما يعني أنه صعيدي من محافظة الشرقية، حيث كانت تقع مدرسة بحر البقر، وهي سلالة جديدة اكتشفها الفيلم قبل 15 عاما.
«حائط البطولات» وداع حقيقي لسينما الحرب بجميع عناصرها النمطية مثلما ظهرت في السينما المصرية منذ عام 1973 حتى مطلع الألفية الجديدة بكامل أيقوناتها، بدءاً بمحمود ياسين صاحب أكبر رصيد من أفلام الحرب، وصولاً إلى مشاهد القصف والعبور والعمليات العسكرية التي تحللت وفقدت خامتها البصرية وتأثيرها النفسي والوجداني.
تعتبر تجربة «زي عود الكبريت» للممثل الراحل حسين الإمام أنضج التجارب المصرية التي شهدتها العروض الأولى ضمن المهرجان، فهو فيلم صادق لا يدّعي شيئاً، ويحمل في الوقت نفسه الكثير من الأسئلة حول السينما والفن والحياة. يتخذ الإمام – مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً ومنتجا في هذا الفيلم- من المحاكاة الساخرة إطاراً نوعياً ودرامياً له، يشتبك من خلاله في جدلية ساخرة مع حقبة مهمة في تاريخ السينما المصرية، هي حقبة الميلودراما الفاقعة التي كان والده المخرج حسن الإمام أحد رموزها البارزين، متخذاً من العبارة الأيقونية المشهورة ليوسف وهبي «شرف البنت زي عود الكبريت»، قوساً مفتوحاً يملأه قدراً هائلاً من اللحظات الطريفة التي تعيد إنتاج الوجود السينمائي عبر إحياء شخصيات من أفلام الجسد والسيجارة والكأس وغير ذلك، كأنها شخصيات في واقعه الفيلمي الجديد، مركزاً على التفاصيل والجمل وطبيعة الأداء وعناصر الفيلم الميلودرامي المشهورة، التي شكلت حقبة كاملة في الأربعينات والخمسينات في السينما المصرية. سخرية حكيمة تعيد اكتشاف تلك العناصر والرغبة في البحث عن أسباب رسوخها في وجدان المتلقي المصري والعربي، رغم كل ما فيها من عيوب وسطحية وركاكة وتكرار.
فيلم «القطع» للمخرج فاتح أكين عن «مذابح الأرمن»
عبر جغرافيا تمتد من تركيا إلى أميركا مروراً بسورية ولبنان وكوبا، تدور حواد فيلم «القطع» عن «مذابح الدولة العثمانية ضد الأرمن في الحرب العالمية الأولى، وشهد «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عرضه الأول في العالم العربي وأفريقيا. واختار المهرجان فيلم المخرج الألماني-التركي فاتح أكين لافتتاح دورته السادسة والثلاثين وعرضه في المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية بحضور المخرج.
مدى الفيلم الناطق بالتركية والعربية والإنكليزية مدته 138 دقيقة، وبطله الحداد الأرمني الشاب «نزارات» أحد أبناء مدينة ماردين، ينتزع من بين أسرته المكونة من بنتين وزوجة تنفيذاً لفرمان يجبر كل شاب على التجنيد في الحرب التي دخلتها دولة الخلافة العثمانية متحالفة مع ألمانيا. ويُظهر الفيلم كيف كان يُطلق الرصاص على من يتباطأ في تنفيذ أمر التجنيد وكيف أفلت بطل الفيلم من القتل حين عملت السكين في عنقه وأدى الجرح الغائر إلى إصابته بالخرس لكنّه ظل على قيد الحياة.
ويهيم «نزارات» في الصحراء ليبلغ أطلال مخيم تطايرت فيه الخيام وبقايا ثياب الموتى وتحول نزلاؤه إلى هياكل عظمية وبعضهم في النزع الأخير يتألم ويطلب شربة ماء مستحيلة، وبينهم شقيقة زوجة «نزارات» التي تبلغه بمقتل أسرته فيما هو عاجز عن الكلام ولا يستطيع أن يقدم إليها الماء ولا يملك سوى أن يحتضنها في لقطات متوسطة وقريبة ضمن مشهد طويل، وتسأله أن ينقذها من العذاب فلا يملك بعد تردد إلاّ أن يستجيب ويخنقها باكياً. ولا ينقذه من الموت في الصحراء إلاّ شيخ من مدينة حلب يحمله فوق عربة يجرها حصان ويتحايل على شرطيين يسمحان له بالعبور. وتقود المصادفة «نزارات» إلى لقاء صبي كان يعمل معه في ورشة الحدادة في مدينة ماردين فيخبره بأن ابنتيه على قيد الحياة…
«وداعاً للغة»… لا يزال جان لوك غودار متمرّداً
المخرج الفرنسي جان لوك غودار ليس أحد أهم رواد حركة الموجة الفرنسية الجديدة في الستينات فحسب، بل هو كذلك من روّاد كاسري القواعد المتعارف عليها في السرد السينمائي، من خلال أسلوبه التجريبي الفريد في التصوير والمونتاج وتوجيه الممثل. وفي عمر الثالثة والثمانين، وبعد نحو ستين عاماً أنجز خلالها 39 فيلماً لايزال غودار يستلهم هذه الروح التجريبية المتمردة في فيلمه الأخير «وداعاً للغة» الذي عرض ضمن قسم «مهرجان المهرجانات» في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي».
في هذا الفيلم الذي تضطلع ببطولته إيلوا جوديت وجيسيكا أريكسون وكمال عبدلي وريشار شوفالييه لا يروي غودار قصة بقدر ما يوظف التقنية لإيصال أفكار محددة عن العالم المعاصر، من خلال علاقة مفككة بين رجل وامرأة يتوسط بينهما كلب. ويستعين غودار لتصوير فيلمه بخمس كاميرات مختلفة، بينها كاميرا شبه احترافية وكاميرا هاتف محمول في استكشاف حر للتقنيات الجديدة في التصوير، كما استخدم تقنيتي العرض الثنائي والثلاثي الأبعاد، على متواز أحياناً، ليخلق تجربة سردية غير مريحة بصرياً لكنها معبرة عن حالة التفكك في علاقة البطل والبطلة. على لسان بطليه يجسد غودار أفكاره عن عجز الإنسان المعاصر عن التواصل وركونه إلى سلطة أعلى تحدد مصيره، وعن مأساة اتخاذ قرار مثل خوض الحروب. ويضيف إلى صوتيهما تعليقاً صوتياً هو المعادل لصوته كفنان حاول ستين عاما استغلال الصورة ليجسد رؤيته للحياة. وفي حين تستخدم تقنية العرض الثلاثي الأبعاد لتحقيق عنصر الإبهار في أفلام الخيال العلمي، والحركة يستغلها غودار لخلق تجربة مشاهدة غير مريحة لتفاصيل الحياة العادية.
كما يستخدم المونتاج السريع والمبتور أحياناً للصوت والصورة ليكسر نمط السرد التقليدي وليبرز أيضاً الطريقة التي تبتر بها الشخصيات أفكارها لدى تواصلها بحيث يصبح الكلب في النهاية وسيطاً بينها وبين البطل الحقيقي للفيلم.
ربما يحمل الفيلم نظرة تشاؤمية لمخرج قرر وداع اللغة كوسيلة للتواصل والتعبير، لكن رائد الموجة الفرنسية الجديدة لا يزال يملك القدرة على استكشاف أدوات لغة أخرى هي لغة الصورة.
فيلمان روسيّان يعالجان مسألة استغلال النفوذ
يعالج فيلمان روسيان حصدا جوائز بارزة في مهرجانات دولية قضايا استغلال النفوذ عبر معالجة فنية عالية وسرد سينمائي محكم ينتهي ببطلي الفيلمين إلى مصير تراجيدي، والفيلمان هما «لفاياثان» 2013 و«الأحمق» 2014 .
في فيلم «لفاياثان» يكشف المخرج أندريه زفياكنتسيف 50 عاماً دوائر تتحالف فيها سلطة رجال السياسة ورجال الأعمال ورجل الدين الكنيسة، لتمكن عمدة إحدى المدن من الاستيلاء على بيت يطل على البحر، بعد تهديد صاحبه الذي يرفض ثمناً بخساً للتنازل عنه، تمهيداً لتحويل المنطقة إلى منتجع سياحي. والفيلم من تأليف مخرجه زفياكنتسيف وأوليغ نيجينال، مدته 141 دقيقة ونال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كانّ هذا العام.
أما فيلم «الأحمق» الذي عرضه «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في قسم «مهرجان المهرجانات» فتبلغ مدته 116 دقيقة وفاز بطله أرتم بيستروف بجائزة أفضل ممثل في مهرجان لوكارنو هذه السنة، سيناريو وإخراج يوري بيكوف 33 عاما .
يأخذ المخرج بطل الفيلم «ديما» في رحلة تستمر ليلة واحدة، لكنها كافية لكشف تحالفات الفساد واستغلال نفوذ يودي بأرواح أكثر من 800 شخص يقيمون في بناية على وشك الانهيار بسبب اقتسام المسؤولين أموالاً اختلسوها من مشروع البناء. و»ديما» مجرد عامل شاب يسعى إلى تحسين وضعه الاجتماعي عبر استكمال دروس تؤهله ليصبح مهندساً ولم يكن يدري أنه سليم النية، وأن براءته ستقوده إلى مصيره التراجيدي، لكنه أرضى ضميره حين اكتشف ذات ليلة أن المبنى الذي تقيم فيه مئات العائلات الفقيرة على وشك الانهيار بسبب تسريبات المياه وتشققات الجدران وأن عليهم إخلاءه فوراً. ويبحث «ديما» عن العمدة لطرح حقيقة الكارثة الموشكة، أملاً في إصدار قرار بإخلاء المبنى. وقبيل وصوله إلى مكان الحفل الصاخب توزع كؤوس الخمر ببذخ، لكن دخوله يربك الانسجام ويؤدي إلى مصارحات وتبادل اتهامات صارخة بين مسؤولين تم استدعاؤهم وهم نيام أو إفاقتهم من السكر. كان قرار الإخلاء يوجب توفير إيواء بديل، عاجل لهؤلاء الذين يراهم المسؤولون «حثالة ولا يستحقون الحياة». وفي محاولة لاستعادة الموقف الذي زلزله ظهور بطل الفيلم يُقتل موظف ويؤمر الشاب بمغادرة المدينة فوراً ونهائياً كي لا يشي بالجريمة، فيقود سيارة يحمل فيها ابنه وزوجته، إلا أنه يتوقف وهو على أطراف المدينة فيترجل منها ويطلب إلى زوجته قيادة السيارة والابتعاد، ويقصد المبنى ويطرق الأبواب ويوقظ النيام. نهاية البطل المأسوية تزيد المشاهد توتراً.
بوينس آيرس تحتفي بالسينما المغربية وبفلسطين
احتضنت العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس فعاليات الدورة الرابعة لـ«المهرجان الأميركي اللاتيني للفيلم العربي»، وتحظى هذه الاحتفالية السينمائية بحضور شعبي واسع في بوينس آيرس، لأسباب عديدة أبرزها أعداد المهاجرين الكبيرة، إذ يشكل المهاجرون العرب نحو عشرة في المئة من التعداد الأصلي للسكان هناك. وأقيمت دورة هذا العام تحت عنوان «المشاركة التاريخية وتفكيك الصورة النمطية».
ضمن فئة «مسابقة الأفلام العربية الطويلة» عرضت تسعة أفلام عربية يدور معظمها حول البنى الاجتماعية العربية القابعة بين حلم التغيّر وما يحمله من أعباء ثقيلة، ومرارة الراهن وقسوته. ومن الأفلام التي عرضت في هذه الفئة «تحت رمال بابل» لمحمد الدراجي، والفيلم التونسي «باستاردو» لنجيب بلقاضي، والفيلم اللبناني «عصافير أيلول» لسارة فرانسيس، والفيلم التسجيلي السوري «العودة إلى حمص» لطلال ديركي، والفيلم المغربي «هم الكلاب» لهشام العسيري. أما عروض «مسابقة الأفلام القصيرة» فشهدت كثافة الحضور الأنثوي، إذ من أصل سبعة أفلام قصيرة شاركت خمسة أفلام لسينمائيات عربيات، فحضرت فلسطين عبر «همدان» للمخرجة ماريا سولا، و«فلسطين في الجنوب» لآنا ماريا آورتادا، وعبر الفيلم الفنزويلي «فلسطين وقصص أخرى». وفي حفل الختام أعلنت إدارة المهرجان اللاتيني العربي عن جوائز المهرجان، ففي مسابقة الفيلم العربي الطويل نال الجائزة الأولى شريط «حبيبي بيستناني عند البحر» 2013 لميس دروزة، وهو الفيلم الوثائقي الطويل الأول للمخرجة الأردنية. وفي الفئة نفسها نال فيلم «باستاردو» للتونسي نجيب بلقاضي جائزة تلفزيون «إينكا»، فيما ذهبت جائزة الجمهور لفيلم «العودة إلى حمص» للمخرج السوري طلال ديركي. أما جائزة الفيلم العربي القصير، فذهبت للفيلم الجزائري الفرنسي «الأيام الماضية» 2013 إخراج كريم موسوي. كما قرر تلفزيون «إينكا» منح الجائزة الخاصة به للأفلام القصيرة لفيلم موسوي أيضاً. وفي مسابقة «البانوراما اللاتينية العربية» حصد الجائزة فيلم المخرج البرازيلي دييغو فاجيانو «الثورة هذه السنة» 2014 . أما جائزة فئة «أعمال متقدمة» فذهبت إلى فيلم «يلله، يلله» لكريستيانو بريفانو.
من خلال عرض الأفلام اللاتينية والعربية على حدّ سواء، يسعى المنظمون إلى جعل مهرجانهم فرصة لخلق مساحة ثقافية للتقريب بين الشعوب والتعارف بين الثقافات. دورة المهرجان اللاتيني هذا العام احتفت بالسينما المغربية، فركزت عروض المهرجان عليها لتعريف المشاهد بأبرز إنتاجاتها، كما استضافت العديد من المشتغلين في السينما المغربية. وفي المسعى عينه، خصصت إدارة المهرجان ضمن البرنامج الرسمي فئة «البلد الضيف: المغرب» لعرض إنتاجات السينما المغربية وضمت عشرة أفلام بينها «يا خيل الله » لنبيل عيوش، و«حدود» لفريدة بن اليزيد والفيلم القــصير «شـــاشة سوداء» لنورالدين لخماري.
ضمن سعي المهرجان إلى تكريس نظرته إلى السينما كأداة قادرة على خلق حوار ثقافي، بعيداً عن النظرة النمطية والقوالب الإعلامية الجاهزة بين الشعوب، عرضت ثلاثة أفلام فلسطينية ضمن فئة «نافذة فلسطين»، كما حضرت فلسطين في عدة أفلام لاتينية مثل «همدان» للمخرجة ماريا سولا و«فلسطين في الجنوب» لآنا ماريا آورتادا، والفيلم الفنزويلي «فلسطين وقصص أخرى». تعمل اللجنة المنظمة للمهرجان، التي يترأسها إدغاردو بشارة الخوري، على خلق قاعدة للحوار بين الراهن العربي بمتغيّراته، ودول أميركا اللاتينية. وفي المسعى ذاته يقام هذه السنة أسبوع للسينما العربية في كل من المكسيك والتشيلي وفنزويلا وكولومبيا والدومنيكان.
فيلم ثانٍ لأنجلينا جولي مخرجةً يمنحها أملاً
أعلنت النجمة الأميركية أنجلينا جولي أن فيلم «أنبروكن» Unbroken الذي أخرجته ويدور حول عدّاء أولمبي أميركي سقط أسيراً في الحرب العالمية الثانية أعطاها شحنة معنوية ساعدتها كأم. كان المئات من معجبي جولي في انتظارها أمام دار للسينما في سيدني في أول عرض عالمي لثاني فيلم من إخراجها مأخوذ عن رواية للورا هيلينبراند تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً وتدور حول العداء الأولمبي لويس زامبريني الذي مكث 47 يوماً على طوف نجاة لدى تحطم طائرته في المحيط الهادي ثم أسره اليابانيون وظل أسيراً طوال عامين.
تقول جولي: «كإنسانة وكأم، وكشخصية تعمل على المستوى الدولي، كنت في حاجة شديدة إلى أن أتعرف في حياتي إلى رجل مثل لويس زامبريني لأدرك أن ثمة أملاً».
وتمكنت جولي من عرض نسخة أوّلية من الفيلم الذي صور في أستراليا على زامبريني قبل وفاته في تموز عن 97 عاماً. وتضيف قائلة: «قوة القلب والإرادة التي لا تقهر أمرٌ ثمين. علينا أن نتذكر ذلك ونتمسك به فهو يساعدنا في اجتياز الصعاب وهو ما ساعد الناس في الأوقات الحالكة».
كان برفقة جولي في حفل الافتتاح زوجها الممثل براد بيت وجاك أوكونيل الذي مثل شخصية زامبريني. كما أعلنت النجمة الأميركية، وهي أم لستة أطفال وبعضهم بالتبني لمجلة «فانيتي فير» هذا الشهر أنها مستعدة للعمل في السياسة أو في الخدمة العامة.
أول فيلم أخرجته جولي «في أرض الدم والعسل» تدور حوادثه في حرب البوسنة وعرض عام 2011.