كان الله في عون الرئيس المفسدون يتمرّدون على المعالجة
عمر عبد القادر غندور
في ضوء ما يعانيه لبنان من فساد وتمرّد على المعالجات وفشله في محاصرة القوى التي تحمي هذا الفساد وتجعل السلطة المتواطئة على قاعدة تقاسم الحصص بين عائلاتها وأقاربها ومحاسبيها تسرح وتمرح دون ان تترك للمواطن العادي فرصة وظيفة أو منفعة أو مصدر رزق شريف من خارج طوق المحاصصة!
مثل هذا الفساد الذي يطال السياسة والتربية والقضاء والصحة والجمارك، والإجرام بحق البيئة ونقاء الهواء والماء والغذاء، واستخدام مواقع السلطة لأهداف غير مشروعة لتحقيق مكاسب غير شرعية على حساب المال العام، وانعدام الحسّ الوطني والأخلاقي، ماذا يبقى من لبنان الوداعة وتنوّع ثقافاته وعيشه المشترك حتى استحق لقب «وطن الرسالة»!
ما أظهره اللبنانيون من طيبة وتسامح وتفاهم ومحبة في عيد البشارة الرسمي بولادة السيد المسيح عليه السلام في السراي الحكومي وغير مكان، لا يشبه أبداً وطنهم البائس الذي تصادره قوى الاستقلال والاختلاس في خدمة الوحوش التي لا تشبع، والتي حوّلت لبنان إلى مزارع طائفية ومذهبية لا تقيم له إلّاً ولا ذمةً! وهل يعقل ان يحتلّ وطننا المرتبة العاشرة بين الدول العربية الأكثر فساداً والمرتبة 136 عالمياً من اصل 176 دولة شملها مؤشر الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية ومقرّها برلين.
ما علاقة المواطنين اللبنانيين بأكثريتهم الساحقة بهذا الفساد، والذي جعل وطنهم بين الدول العشر العربية الأكثر فساداً ومن بينها الصومال! ألا يكفي ما يعانيه اللبناني من قلة وعوز على مستوى التربية والغذاء والطبابة، حتى تُلصق به جرائم مواطنيه الفاسدين على مستوى الإدارة والسلطة والتحدث زوراً باسمه!
كان الله في عون فخامة الرئيس ومن ورائه جميع اللبنانيين.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي