الجدّة هي الحارس الأمين لذاكرة الأمة
يكتبها الياس عشي
لن ينسى الشعب السوري العظيم مناسف الدم، ولا المجازر الإعلاميّة، ولا احتفالات النطع والشيّ والإعدامات، ولا تدمير تراثه الثقافي والديني والأخلاقي، ولا نسف البنى التحتية وتفكيك المصانع وسرقة النفط وهدم المدارس، ولا النداءات الملحّة للتدخّل العسكري الأجنبي واحتلال الأرض. ولن ينسى، حتماً، الشهداء الذين صاروا علامة فارقة لكلّ بيت.
غداً.. بعد غد.. بعد ألف عام.. ستبقى سورية، وسيتحلّق الأطفال، في مواسم الشتاء، حول الموقد، يستمعون إلى جدّتهم وهي تروي لهم حكاية من حكايات الوفاء، وأخرى من حكايات الغدر، وثالثة عن وقفات العزّ، ورابعة عن حقول الياسمين التي لم تتوقّف يوماً عن استقبال العصافير والفراشات. وستعلن الجدّة، بكلّ بساطة، أنّها الحارس الأمين لذاكرة الأمّة.