لافروف: روسيا مستمرّة بدعم دمشق في القضاء على الإرهاب
جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيد ضرورة تعاون المجتمع الدولي في القضاء على الإرهاب في سورية وإيجاد حل سياسي للأزمة فيها.
وشدد لافروف في كلمة أمس، أمام الأكاديمية الدبلوماسية في موسكو على أن بلاده مستمرة في تقديم الدعم لسورية للقضاء على كل التنظيمات الإرهابية وخلق الظروف المناسبة لعملية التسوية السياسية للأزمة فيها.
وبين لافروف أن على الدبلوماسية أن تلعب دوراً في تعددية الأقطاب وحل المشكلات العالمية. وقال إن «شركاءنا الغربيين لا يوافقون على التعاون معنا بهدف الحفاظ على هيمنتهم».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة يواصلون استفزازاتهم واعتداءاتهم على المدنيين ومواقع الجيش العربي السوري في محافظتي إدلب وحماة.
ونقل عن زاخاروفا قولها في إحاطة إعلامية أول أمس «هذه الهجمات التي تتم في منطقة خفض التصعيد في إدلب أسفرت عن العديد من الضحايا بين المدنيين والعسكريين».
وتنتشر في ريفي حماة وإدلب المتجاورين مجموعات إرهابية تتبع في معظمها لتنظيم جبهة النصرة أبرزها ما يسمى «جيش العزة» و»الحزب التركستاني» تضم في صفوفها أعداداً كبيرة من المرتزقة الأجانب وتعتدي بشكل متكرر على المناطق الآمنة والمواقع العسكرية في ريف حماة الشمالي.
ميدانياً، واصلت وحدات الجيش السوري دك مواقع وتجمعات التنظيمات الإرهابية في إطار الرد على خرق اتفاق منطقة خفض التصعيد وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد بريف حماة الشمالي.
وذكر مصدر أن وحدات من الجيش نفذت صباح أمس رمايات مركزة بسلاحي الصواريخ والمدفعية على تجمعات وتحصينات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة في أطراف بلدات الحويز وتل الصخر وكفرنبودة بريف حماة الشمالي.
وأضاف أن رمايات الجيش أسفرت عن القضاء على عدد من إرهابيي التنظيم التكفيري وتدمير منصات إطلاق قذائف وصواريخ وخطوط إمداد على أطراف هذه البلدات باتجاه ريف إدلب الجنوبي.
ونفذت وحدات الجيش أول أمس عمليات على تجمعات وأوكار إرهابيي «جبهة النصرة» وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد على أطراف بلدة مورك في ريف حماة الشمالي.
وفي السياق، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس، في نشرة لها بشأن الوضع في سورية، بأن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سورية رصد خلال الـ24 الساعة الأخيرة، 6 خروق لنظام وقف العمليات العسكرية، وذلك في محافظتي، اللاذقية 5 وحماة 1 ، بينما لم يقدم الجانب التركي أي معلومات بشأن عدد الخروق التي رصدها.
وخلال 24 الساعة الماضية، لم يقم مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة ورصد تحركات اللاجئين، بحسب النشرة، بتنفيذ أي عمليات إنسانية.
وبشكل عام تم تنفيذ 2096 عملية إنسانية. وبلغ الوزن الإجمالي للمساعدات الإنسانية 3333.77 طن.
وأضاف المركز بأنه خلال الــ24 الساعة الماضية، لم يتم توقيع أي اتفاقيات حول انضمام مراكز سكنية جديدة إلى نظام وقف العمليات العسكرية، ولذلك ما زال عدد المراكز السكنية المنضمة إلى هذا النظام يبلغ حالياً 2518 مركزاً.
ولم يتغير عدد الفصائل المسلحة التي أعلنت عن قبولها بتنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية وهو 234 فصيلاً.
من جهة أخرى، أعلن رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، فيكتور كوبتشيشين، أول أمس، أن أكثر من 450 لاجئاً غادروا مخيم الركبان في سورية عبر الممر الإنساني خلال يوم.
وقال كوبتشيشين: «تمكن 459 لاجئاً من مغادرة مخيم» الركبان «، عبر الممر الإنساني، خلال يوم».
وأضاف كوبتشيشين، أنه منذ 19 شباط/ فبراير، تمكن قرابة 2300 شخص، من مغادرة المخيم الواقع على الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات السورية.
يذكر أن مخيم الركبان، الذي يقيم فيه، وفقاً للأمم المتحدة، أكثر من 50 ألف لاجئ، تم إنشاؤه عام 2014، في المنطقة الحدودية مع الأردن من الجهة السورية، للاجئين السوريين، على طول 7 كيلومترات، بين سورية والأردن.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أكدت أن مخيم الهول للنازحين السوريين الواقع في منطقة خاضعة للأميركيين في سورية يمر بأوضاع إنسانية كارثية حيث يموت فيه يومياً من 10 إلى 20 شخصاً.
وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء فيكتور كوبتشيشين، في بيان صحافي صدر عنه: «يشهد مخيم الهول الواقع في منطقة تسيطر عليها الولايات المتحدة، حسب معلومات من نازحة تمكنت من الخروج منه، أوضاعا إنسانية كارثية. ويلقى حتفهم في المخيم يوميا من 10 إلى 20 شخصا، بينهم أطفال».
وأضاف كوبتشيشين: «وخلال الأسبوع الماضي توفي هناك بسبب نقص الأدوية والأغذية وسوء الظروف المعيشية غير الإنسانية 7 أطفال».
وشدّد مدير مركز حميميم على أن العدد العام للأطفال الذين لقوا مصرعهم في مخيم الهول، الواقع في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، بسبب الكارثة الإنسانية هناك ارتفع إلى 235 شخصاً.
ودعا كوبتشيشين المنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة الناس في المخيم، الذي أصبح واحدا من أكبر المخيمات في شرق الفرات بل في سورية كلها، والتخفيف من معاناتهم.