«عشق الصباح»
إليك هيأت في محراب البوح أرق ألحان الأغاني والكلمات.. في صوتك نغمات ناي فيروزي.. مهلاً لا توقظي أحلامي الغافيات في الذاكرة.. يا دفقة عطر تزيد في إغرائي.. لو.. لو نلتقي وتمنحي لهفي رشفة من رحيق الثغر تجعلني ثملاً كشارب دن من عناقيد دالية.. الذكريات وحكايانا والحب والأحلام وخفقات قلب عاشق في الليل «سهران» يرقب القمر والمطر الهاطل على شرفات البحر.. حيث يلقي القمر سلامهُ الكوني على العشاق الحالمين خلف نوافذ الأمل.. وهو يمضي في مسارات السماء متألقاً بهياً متلألئاً ينير حواكير يتفتح زهر أشجار «سفرجلها ورمانها وليمونها على قطرات الندى».. يا شغفي لرحيق أنثى يسجد الشوق ملهوفاً على ضفاف ثغرها الوردي همساً وتقبيلاً.. يا وحي الكلمات وسر البوح.. ألف حسرات على الصبا بدا ينوس وقد سرق الزمان أحلامي وسني عمري وبعض الأحلام والذكريات. يا لهمس الفراشات وزقزقة العصافير أول الشمس في الصباحات.. كم وردة خبأتها في دفاتري وغفت سنوات بين صفحات كتاب؟ وكم قطفة حبق تركتها في كفيك.. يا لريحتك.. ريحة الحبق التي تسكنني.. طال ليلي… ليل الانتظارات.. ثمة مواعيد لا تنسى ولا يطويها الزمن مهما طال الغياب.. اشهد بأني حاولت رسم وجهك.. آلاف من المرات.. ولكنها الألوان والأوراق «حرون «ما تركت لي أي مجال كي أتعلم فنون الرسم.. وفي كل مرة أعيد محاولاتي يا للخيبات.. تبقين أنت الأجمل.. أنتِ امرأةٌ ولا كلُّ النساء.. أعود إلى صومعتي مسكوناً بالصمت والأحلام… وتبقين أنت أميرة الأحلام والذكريات.
حسن إبراهيم الناصر