أوكرانيا تقرّ قانون اللغة الأوكرانية وصحف أميركية ترجع خسارة بوروشينكو إلى معاداة روسيا
تبنّى برلمان أوكرانيا مشروع قانون اللغة الأوكرانية قبل رفعه لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته بيترو بوروشينكو، في إطار الحرب على اللغة الروسية والتضييق عليها وناطقيها في أوكرانيا.
ويلزم القانون هيئات السلطات العامة والحكومة والمؤسسات التعليمية والمستشفيات والمؤسسات الخدمية والمواطنين باستخدام اللغة الأوكرانية في جميع مجالات الحياة، ويتيح استخدام اللغات الأجنبية في التواصل الشخصي والطقوس الدينية.
ويؤكد أصحاب مبادرة مشروع القانون المذكور أن الغاية منه «تتلخّص في تطوير اللغة الأوكرانيّة اللغة الأم والرئيسية للدولة».
وينصّ القانون على تشكيل «لجنة لغوية» خاصة واستحداث منصب أمين المظالم المخوّل حمايتها.
ويحدد القانون دائرة الذين يجب عليهم إتقان اللغة الأوكرانية بشكل جيد لتشمل رئيس الدولة ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة والبرلمان، والعاملين في مجال التعليم والمؤسسات الطبية والمحامين وكتاب العدل.
وبات واجباً استخدام هذه اللغة في المحاكم والجيش والشرطة والإعلانات والدعاية والانتخابات والاستفتاء.
يذكر أن نسبة كبيرة من سكان أوكرانيا وخاصة في جنوب وشرق البلاد، يعتبرون اللغة الروسية لغتهم الأم ويستخدمونها في التعامل اليومي، وبشكل أساسي.
وفي هذا الصّدد، قالت صحيفة «ناشيونال إنترست» الأميركية، إن «قيوداً ظهرت في عهد بوروشينكو، على استخدام اللغة الروسية والسفر إلى روسيا، والتجارة معها، وحظر الاتصالات مع الروس».
وفي الوقت نفسه، كانت العواقب السلبية لهذه السياسة على أوكرانيا قابلة للتنبؤ بها تماماً، حيث إن سكان المدن الأوكرانية يتحدّثون الروسية غالباً، وإن نصف سكان البلاد لديهم أقارب في روسيا، وفقاً للمقال.
ووفقاً لمعدّي المقال الذي نشر في الصحيفة، فإن «هزيمة الرئيس الأوكراني الحالي بيترو بوروشينكو في الانتخابات الرئاسية، كانت بسبب السياسة المعادية لروسيا التي اتبعها آخر خمس سنوات».
وتشير الصحيفة الأميركية، إلى أن «العامل الحاسم لسقوط بوروشينكو لم يكن الانهيار الاقتصادي في بلاده، أو انخفاض الإنفاق في الميزانية على المجال الاجتماعي وزيادة في أسعار الغاز الطبيعي تسعة أضعاف، بل كان السبب الرئيس هو اللعب على وتر القوميين والقومية ، إذ قام الرئيس الأوكراني على مدى سنوات حكمه بتقسيم الأوكرانيين إلى وطنيين حقيقيين لأوكرانيا و طابور خامس مزعوم داعم لروسيا، وهي الورقة التي قدّمها بوروشينكو لتبرير المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد».
وفي هذا الصدد، دعت الصحيفة السياسيين الغربيين إلى «استخلاص استنتاجين من هزيمة بوروشينكو»، قائلة: «أولاً، من غير المرجّح أن ينخفض التعاطف مع روسيا داخل أوكرانيا في المستقبل القريب، وأنه مع انتهاء الصراع الأوكراني الداخلي في دونباس واستعادة العلاقات التجارية الطبيعية بين البلدين، فإن التأثير الاقتصادي للقسم الأوكراني الناطق باللغة الروسية سيزداد، وسيزداد التعاطف مع روسيا».
أما الاستنتاج الثاني، وفقاً لـ»ناشيونال إنترست»، فهو أن «الاستراتيجية الغربية لدعم منطقة أو فصيل واحد على أمل تغيير اتجاه التنمية لشعب بأسره في أوكرانيا تبيّن فشلها كما في سورية أو العراق أو أفغانستان».
وتؤكد الصحيفة أنه «من الناحية الأخلاقية، زرع الشقاق في البلاد بهدف تغيير النظام أمر مشكوك به».
وختمت أن روسيا تمارس نفوذاً ثقافياً على أوكرانيا «بقوة ناعمة»، لا تستطيع أي دولة مجابهته بأي شكل، لأن كلتا الدولتين تتحدّثان اللغة ذاتها، ولهما تراث ثقافي مشترك.