واشنطن: طهران تمارس ابتزازاً نووياً ماكرون: التصعيد لا جدوى منه والاتحاد الأوروبي يجدّد دعمه للاتفاق النووي
اعتبرت الولايات المتحدة، نية السلطات الإيرانية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم «ابتزازاً نووياً»، ودعت المجتمع الدولي إلى «تشديد الضغط على إيران في هذا السياق».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، غاريت ماركيس، في تصريح صحافي أدلى به أمس: «خطط إيران حول تخصيب اليورانيوم ممكنة فقط لأن هذه الصفقة النووية المرعبة لم تشمل قدراتها في هذا المجال».
وشدد ماركيس على أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «أكد بوضوح أنه لن يسمح أبداً لإيران بتصميم السلاح النووي»، مضيفاً: «يجب أن يلقى هذا الابتزاز النووي ضغوطاً دولية مشددة».
في السياق، دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، إلى «خفض التصعيد بعد استهداف ناقلتي النفط في مياه خليج عمان»، وفق ما أوردت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغيريني.
وفي ختام اجتماع عقده مجلس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، في لوكسمبورغ، قالت موغيريني: «دعوتنا هي إلى القدر الأكبر من ضبط النفس وخفض التصعيد».
وجددت المسؤولة الأوروبية بذلك ما قالته أثناء الاجتماع، حيث حثت جميع الأطراف على «التهدئة على خلفية الحادث الذي أثار مخاوف من إمكانية اندلاع نزاع شامل في المنطقة»، قائلة: «ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس، وأعتقد أن الكلام بالغ الحكمة يأتي على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عندما يقول إن العالم ليس قادراً على تحمل نزاع جديد».
وأكد الوزراء الأوروبيون أثناء الاجتماع إدانتهم للهجوم الذي وقع الخميس الماضي في خليج عمان، متخذين في الوقت نفسه «موقفا متحفظا إزاء الاتهامات التي سرعان ما وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية إلى إيران بهذا الشأن»، وأعربوا عن تطلعهم إلى «الحصول على مزيد من الحقائق حول الحادث الخطير».
من جهتها أكدت الأمينة العامة لخدمة العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي هيلغا شميد دعم الاتحاد للاتفاق النووي مع إيران، بما في ذلك استخدام نظام المدفوعات الجديد «إنستكس» لمواصلة التجارة بين الطرفين.
وأكدت شميد «التزام الاتحاد الأوروبي الاتفاق الدولي الذي يحقق هدفه الأساسي في ضمان عدم امتلاك إيران المواد أو المعدات اللازمة لصناعة الأسلحة النووية».
وكانت المسؤولة التقت نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي خلال زيارتها طهران يوم 15 حزيران الحالي.
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون أن «إعلان إيران، أمس، اعتزامها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم سيضر بمصالحها».
وقال ماكرون، «آسف لإعلان إيران المتعلق بتخصيب اليورانيوم». وأضاف «التصعيد لا جدوى منه وهو ضد المصالح الإيرانية أصلاً».
وأشار إلى أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت بأن إيران تحترم لحد الآن تعهداتها النووية. ونحن نشجع طهران للتحلي بالصبر والمسؤولية».
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أسفه بشأن إعلان إيران أنها ستتجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المسموح بها لكنه أوضح أن باريس ستجري مشاورات مع إيران وشركائها لتفادي أي تصعيد آخر في المنطقة.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني «أعبر عن أسفي للإعلان الإيراني الصادر اليوم لكن مثلما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن إيران تحترم التزاماتها ونشجعها بقوة على التحلي بالصبر وبالمسؤولية».
وقال الرئيس الفرنسي إنه توجد فرصة من الآن وحتى الثامن من تموز لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني.
وأوضح ماكرون «كل أشكال التصعيد لا تسير في الاتجاه الصحيح ولن تساعد إيران ذاتها ولا المجتمع الدولي، لذلك سنبذل كل ما في وسعنا مع شركائنا لإثناء إيران ولإيجاد سبيل ممكن للحوار».