كلام في الحبّ
نبيل مملوك
سامحيني… وهذه المرة الأولى التي يتراقص فيها اعتذاري على الأسطر، سامحيني… لكوني اعتبرت هدنتنا حربًا شرسة أوقّع خلالها حسرتي على مسامكِ.
إنه اليوم الثالث الذي أكتب اليكِ فيه وأنا كالرماد في الصبح. إنه اليوم الثالث الذي أصرّ فيه على التمسّك «بالوهم»، «الخطيئة» أو الحرب التي حدثت بيننا. فالمطر الشاهد على لقائنا ما زال يضجّ سقوطه في أوردتي والأرض التي تنشّقت خطواتي اللاهثة خلفكِ ما زال يئن صدرها في إحياء أنفاسي، تصوّري اخترتُ دمية لأنساكِ، تصوري أن المدينة تواطأت ضدّي حتى في غيابكِ عنها. نعم أشعر جدًا بالطفل الذي يقع كلما فتحتِ ذراعيكِ أمامه. لقد أخبرني أنه يتوخّى عصر العالم الذي يتألّق بينهما، يريد اكتشاف الأرق كلما نضج البن في جلدكِ، أتعرفين وبكل صراحة أقولها أعشق رنين وقاحتكِ، أعشق نضج القسوة والسيف الرقيق الذي تحرسه الكلمة والصمت حرصًا على أن تتفوّهي أي كلمة تأسرني فيكِ.
سامحيني… لأني اخترتُ الصباح كي أبرّر قسوتي، فكل مساء تدخلين فيه إلى حدسي، يصبح نومي في حانة حضورك عبادة.