ميقاتي من الديمان: الظرف ليس مناسباً لأي خضة سياسية الراعي يؤكد أن الحل واحد وهو الدستور والتمسك بالطائف
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الديمان، الرئيس نجيب ميقاتي وعقد معه خلوة لنصف ساعة جرى خلالها البحث في الاوضاع السياسية الراهنة. ثم انضم الى الاجتماع النواب العامون للبطريرك الراعي ووزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل افيوني وعضوا «كتلة الوسط المستقل» النائبان جان عبيد وعلي درويش، الوزير السابق وليد الداعوق، والدكتور خلدون الشريف.
بعد الاجتماع، أبدى الرئيس ميقاتي ارتياحه للكلام الذي سمعه من البطريرك الراعي عن تمسكه بالعيش الواحد وبلبنان الذي نحبّه جميعاً. أما على صعيد الاداء السياسي فيؤكد البطريرك الراعي أن الحل واحد وهو الدستور والتمسك باتفاق الطائف. وهذا هو الكلام الحقيقي الذي يجب أن يُقال من قبل كل مواطن مخلص لكونه يشكل المدخل للخروج من الأزمة التي نمر بها.
وأضاف ميقاتي: يجب أن نقوم بمصالحة أنفسنا مع وطننا ومن ثم نتصالح مع بعضنا البعض، والنداء الذي أطلقه المطارنة في اجتماعهم الأخير أكد هذا الأمر وشدد على إبعاد الشخصانية عن الشأن العام. هذا هو لبناننا جميعاً. وشدد على ان المطلوب هو الابتعاد عن التشنجات والاهتمام بالأمور المعيشية والحياتية والاقتصادية التي تشهد صعوبات كثيرة.
ورداً على سؤال عن هجوم وزير الخارجية جبران باسيل على بعض نواب طرابلس وعلى مشروع «شركة نور الفيحاء «تحديداً؟ أجاب ميقاتي: «لقد سمعت ما قاله الوزير باسيل بشأن «نور الفيحاء»، وهي ليست مجرد أمر يتعلق بتأسيس شركة بل تحولت الى عنوان عريض لإنارة مدينة طرابلس بطريقة قانونية وفنية مقبولة من الجميع من دون عوائق. نحن لا ندافع عن»نور الفيحاء» كشركة، بل همنا هو إنارة طرابلس، ويمكن خلال تسعة أشهر تأمين التيار الكهربائي لطرابلس على مدى 24 ساعة بأسعار أقل مما يتم دفعه اليوم. وهذا المشروع يستوفي كل الشروط القانونية والفنية، والمطلوب القيام بمناقصة قانونية لتلزيم المشروع كائناً من يكون الملتزم، لأن الغاية هي انارة طرابلس». وأضاف: «أما بشأن كلام الوزير باسيل السياسي، فليس هذا المقام هو المكان المناسب للردّ ونحن نحترم المنبر الذي نتحدث منه».
وعن موضوع تعطيل جلسات مجلس الوزراء؟ قال ميقاتي: «الحل هو في العودة الى الدستور وتحييد المواضيع الدستورية عن السجالات والتجاذبات. مجلس الوزراء يجب ان يأخذ دوره كاملاً مع اعطاء فترة زمنية لإنجاز التحقيقات في الاحداث التي حصلت، ومن ثم يحسم الموضوع ما اذا كان الملف يستدعي أن يحول الى المجلس العدلي.
اما العناد فليس وقته ولا مصلحة لا أحد به. وأثنى الرئيس ميقاتي على رئيس مجلس النواب نبيه بري ومسعاه الدائم، وحيا رئيس الحكومة سعد الحريري على حرصه على وحدة مجلس الوزراء، وعلى التضامن الوزاري ووحدة الحكومة، مضيفاً: الظرف ليس مناسباً لأي خضة سياسية ويجب تجاوز كل الخلافات. المطلوب في هذا الظرف التعالي على الجرح ولا بد ايضا من الترحم على الشهداء الذي سقطوا.
وعن التلويح بالثلث المعطل لمجلس الوزراء، قال ميقاتي: «الرئيس الحريري يتابع الشأن الحكومي آخذاً في الاعتبار دقة الظرف والمصلحة العامة».