في ذلك الدربِ
جهاد الحنفي
في ذلك الدَّربِ كان العتمُ رُبَّانا
والصمتُ موجاً شقيَّ الهمسِ يغشانا
عاتبتُها… قبَّلتني أنْ كفى عتباً
العمر أجمله ما كان نسيانا
ها أكملتْ لحظةُ الأسرارِ دهشتَنا
فكيف نرضى لهذا السّحرِ نُقصانا
وعانقتْني كريحٍ فانثنى جبلٌ
بداخلي وتلاشى فهْو ما كانا
نسيتُني الآن والشيطانُ ملءُ دمي
ما أروع «الآن» إذ تُحييكَ شيطانا
في ثغرِها لهفةُ الآهاتِ ترسمُ لي
بجمرتيْن ضياعَ الدَّربِ عنوانا
وصدرُها لغةُ العنقودِ مختمرا
ًكم ذا سكرتُ وكم ما زلتُ ظمآنا
يا عطرَها آخرُ الأسرارِ أعمقَها
أشعل بلهثتِنا البركانَ طغيانا
في ذلك الدربِ كان الليلُ ثورتَنا
والريحُ والنّارُ بعضاً من خطايانا