عون خلال استقباله وفوداً من الجبل: المصالحة لن تهتز وإن اختلفنا سياسياً وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا والاتفاق على إعمار لبنان
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال ان المصالحة الاساسية التي حصلت لن تهتز وإن اختلفنا سياسياً، مشيراً الى ان الاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديموقراطي، ولكنه ليس اختلافاً على الوطن.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله، في قصر بيت الدين، وفدا من منطقة الجبل جاء بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط للترحيب برئيس الجمهورية في بيت الدين. وضم الوفد السيدة داليا وليد جنبلاط ممثلة والدها وشقيقها النائب جنبلاط، والوزيرين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور والنواب بلال عبدالله وهادي ابو الحسن ومحمد الحجار وفاعليات دينية وبلدية اضافة الى وفد من قياديي الحزب الاشتراكي.
وخلال اللقاء، توجهت السيدة جنبلاط لعون بالقول: «نرحب بكم في منطقة الشوف والجبل، ونعتبر ان وجود فخامتكم يشكل دفعاً كبيراً للمصالحة والوحدة الوطنية في الجبل. ونتمنى لفخامتكم اقامة مريحة ونشكر استقبالكم لنا.»
بدوره قال شهيب في كلمته: «نرحب بكم وبقدومكم فخامة الرئيس الى بيتكم في بيت الدين. الجبل بكل اطيافه السياسية والروحية أتى مرحباً بكم لتمضية فترة اقامتكم الصيفية المعتادة». اضاف: «ان وجودكم هو تكريس للمصالحة الراسخة التي أرساها الطيب الذكر الراحل مار نصرالله بطرس صفير وكرسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وكذلك عززتها زيارتكم الى المختارة عام 2010. والمصالحة كانت وستبقى عنواناً ساطعاً للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل وعنواناً لتعزيز الحياة المشتركة ومعاني الشراكة الوطنية في هذه المنطقة من الوطن».
وقال: «حينما اكدتم فخامة الرئيس ان الجبل هو صلة الوصل بين السهل والساحل، انما كنتم تعززون فكرة ان الجبل هو قلب الوطن. واذا كان القلب بخير فإن الوطن بألف خير. وانطلاقاً من هذه الروحية معكم ومع باقي شركاء المصالحة نحافظ على لبنان التسامح والديموقراطية والحريات والتنوّع».
تابع: «فخامة الرئيس اطمئن. فالمصالحة فعل وعي يمارس يومياً عن قناعة وخيار ثابت، ووجودكم اليوم في بيت الدين تأكيد على نهج هذه المصالحة. نتمنى لكم باسم الحاضرين إقامة طيبة. ولشخصكم التقدير وللوطن المناعة والعزة والاستقرار».
ورد عون بكلمة شدد فيها: «اننا اليوم منصبون على معالجة نتائج هذه الأحداث ونأمل التوصل قريباً لحلول تتيح لنا الصعود من الهوة. ولذلك اجتمعنا: رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة وانا مع نخبة من رجال المال والاقتصاد المعنيين مباشرة بالأمر، ووضعنا ورقة مالية، اقتصادية واجتماعية، نتطلع قريباً الى وضع خطط لتنفيذها. ونحن شهود على انفسنا حيث أكدنا ان في ذلك وجوباً والزاماً على انفسنا. ونحن نود ان نقول لكم هذه الكلمة لكي نخرج من الأجواء الإعلامية التي كانت تبشرنا لأكثر من سنة بتخفيض سعر الليرة وانهيار الليرة والوطن وما الى ذلك».
وطمأن الى «اننا سنبذل قصارى جهدنا لنخرج من هذه الحالة، وهذه بشارة لكم نعمل على أن تتحقق. وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض. وعلينا أن نتفق على إعمار لبنان، مهما اختلفنا في السياسة لأن من يربح في رهانه، وضعه مثل الذي يفشل في رهانه. كلاهما سيعيشان معاً في الوطن نفسه، فلماذا لا يكون وطناً مزدهراً؟ نتمنى لكم على الدوام السلام والاستقرار ونحن معكم. هنا في منطقتكم تلتقي مكوّنات مؤسسي لبنان، ومَن يؤسس أمراً مثل الذي يأتي بولد الى الحياة، فهو يحبه ويأمل أن يراه قد شبّ وكبر».
وكان الرئيس عون التقى راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار على رأس وفد من كهنة الأبرشية.
وردّ الرئيس عون بكلمة اشار فيها الى ان «المطلوب من الجميع العودة الى الشوف والجبل وجزين والبقاع من دون أي خوف». وقال: «نحن نسهر على العودة الكريمة ولو كنا في بيروت».
واستقبل عون راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي بشارة حداد.
وأكد عون اننا «نؤمن بالعيش المشترك والمساواة بين اللبنانيين. وبقدر ما تعيشون الوحدة هنا، فهذا يصبح رمزاً لوحدة لبنان ونكون نحن مطمئنين أكثر»، مشيراً الى «ان هموم الوطن ترافقنا ونأمل ان تتحسن الأوضاع الاقتصادية التي وضعنا لها خطة استنهاض ومشاريع عدة».
وكان رئيس الجمهورية التقى وفد المجلس الرعوي في دير القمر. وأكد عون أن «ما يهمنا اليوم هو استتباب الأمن والاستقرار، وان تسود العدالة والاحترام بين جميع مكوّنات الشعب اللبناني بتكافؤ تام بين الذين يعيشون في مجتمع متعدد».
وقال: «اليوم تأمنت الظروف ليعيش الجميع بكل احترام مع بعضهم البعض. ونحن سنعمل على إزالة عوامل الخوف كافة وبث الروح الإيجابية بين الجميع»، متطلعين إلى «عودة الجميع الى قراهم حتى الذين لم يعودوا اليها بعد».
وشارك عون واللبنانية الاولى السيدة نادية الشامي عون، أبناء بيت الدين في قداس الاحد في كنيسة مار مارون في بيت الدين.