لبنان بين موت لا يتحقق وعافية لا تأتي
عمر عبد القادر غندور
بعد إطلاق الورشة الحكومية وبعد عودة الرئيس سعد الحريري من زيارته العائلية «الموفقة» للولايات المتحدة، وبعد انتقال رئيس الجمهورية الى مقرّه الصيفي في الجبل، والتحضير لزيارة وليد جنبلاط للترحيب بفخامته في قلب الجبل والعائد من جولة خارجية قدّم في خلالها نجله تيمور الى من يلزم، والضغط المالي المتمادي على حزب الله ومؤيّديه وحتى حلفائه من غير الشيعة، وتدخّل السفارة الأميركية في حادثة قبرشمون المحلية، وإيجاد هدنة بين مُعطيات «سيدر» وخناقات السياسيين اللبنانيين، وتوفير مناخات إيجابية تلاقي المتغيّرات الإقليمية، ومحاولة إبطال الضغوط المالية، الى ملف الحدود البرية والبحرية مع العدو الإسرائيلي الذي يمسكه الرئيس نبيه بري والذي يسعى الرئيس الحريري الى إمساكه وهو ما جرى البحث فيه خلال زيارة الرئيس الحريري الى الولايات المتحدة وما دار من حديث مع صهر الرئيس الأميركي كوشنير، وبدء الانفراج في حرب البواخر عبر المضائق، ودخول الجيش السوري الى مدينة خان شيخون في محافظة إدلب… وما يعني ذلك من تداخل أميركي كردي تركي إرهابي سوريالي في أقصى الشمال السوري، مع تواجد أكثر من 30 ألف إرهابي تقطعت بهم السبل، ما يُشكل عبئاً على الحدود السورية التركية الكردية، الى الطرح الإيراني بوجوب اقتصار حماية الخليج على أهل الخليج الإسلامي، الى التطورات في اليمن وتداعيات الحرب الظالمة والفاشلة على الشعب اليمني، كلّ ذلك أشبه بـ «اللبيط» في الخاصرة اللبنانية البالغة الحساسية بما يجري في محيط لبنان الملتهب، هل يمكن ان يكون لبنان المتعدّد المشارب والأهواء والانتماء بعيداً عما يجري في محيطه، ومن بين مواطنيه شياطين مردوا على الكذب والرياء والنفاق والعمالة والخيانة والانتفاع؟
ولا شك أنّ الاكثرية من الحاكمين في لبنان لا يملكون أصواتهم بل يردّدون ما يُملى عليهم، بدليل المصالحة السحرية التي أفرجت عن مجلس الوزراء بعد شجارات وخناقات إعلامية ما كانت لحظة في خدمة الصالح العام، ورأينا كيف هبطت هذه الشجارات في لحظة وبأرخص الأسعار وغير ذلك ومثله كثير لا يُحصى.
ولا ينتظر اللبنانيون أكثر مما ينبغي أن ينتظرونه، بل معالجات ممكنة تطال مالية الدولة ومشاريع ملحة نرجو أن تتمّ كالكهرباء والنفايات وترقيعات أخرى، وانتظار موت لا يتحقق وعافية لا تأتي.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي