الهجوم التركي في الشمال السوري… حماقة أو تدبير بعلم أكثر من طرف؟
عمر عبد القادر غندور
قفزت عملية «نبع السلام» التي تقودها تركيا في الشمال السوري الى واجهة الاحداث العالمية.
والسؤال: هل يمكن ان يحصل هذا من دون موافقة الدول الكبرى؟ روسيا على الحياد وتهمّها تركيا كما تهمّها سورية واحترام السيادة السورية، ايران لا توافق على الاندفاعة التركية وهي أكثر حرصاً على سيادة سورية على أراضيها.
الدول الأوروبية فرنسا والمانيا وانكلترا تعتبر الهجوم التركي اعتداء سافراً على دولة ذات سيادة.
وآخر الكلام عن الموقف الأميركي جاء على لسان مستشارة للرئيس التركي انّ ترامب وأردوغان توصلا الى تسمية الهجوم «نبع السلام» وآخر الغارات التركية قصفت على عين عيسى داخل الأراضي السورية في عمق 50 كلم.
الموقف الحقيقي للرئيس الأميركي لا يعلمه إلا الله، وقد يكون أردوغان أقنع ترامب بإعطائه الضوء الأخضر لغزو الشمال السوري ولكن على ايّ مدى وايّ عمق…؟
أردوغان يتحدث عن مساحة تزيد عن 15 ألف كلم مربع، وترامب يتحدث عن شريط بعمق خمسة كيلومترات وحرص على تحذير أردوغان من تجاوز الحدود تحت طائلة تدمير الاقتصاد التركي.
صحيفة «الغارديان» الكندية تورد مثلاً جميلاً وحياً تحت عنوان «مغامرة وخيارات صعبة أمام أردوغان» يقول المثل إحذر ما تتمناه فقد تحصل عليه وقد تكون هذه العملية أكبر مغامرة لأردوغان للقضاء على الأكراد.
وفي واشنطن واجه ترامب اتهامات من أخلص مؤيديه في الحزب الجمهوري واتهموه بخيانة الأكراد الذين ساعدوه كثيراً…
وبعد بدء العملية التركية مباشرة هبطت الليرة التركية 1.25 بالمئة.
والمعلوم انّ الأكراد يسيطرون على 480 كلم من نهر الفرات في الغرب الى حدود العراق في الشرق يعيش فوقها مليونا كردي وعربي وسرياني، مع امتداد كردي داخل تركيا، وهل يستطيع أردوغان تحمّل نتائج هذه الغزوة التي قد تتحوّل الى حرب استنزاف طويلة الأجل؟
وبعد أقلّ من 24 ساعة على إطلاق العملية بدأت تتغيّر نبرة أردوغان، وتحدث عن بسط السيطرة على مناطق محدّدة وإنشاء «منطقة آمنة»، وقبل ساعات قال المستشار الخاص لأردوغان ان ليس لدى تركيا ايّ مصلحة في احتلال ايّ منطقة في سورية.
ولا نتحدث بعد عن حقيقة الانسحاب الأميركي من سورية ولا عن آلاف المقاتلين والتكفيريين الذين ترفض دولهم العودة إليها ولا عن آبار النفط والغاز في القامشلي ودير الزور…
لذلك يغلب الظنّ انّ السيناريو لم يغفل كلّ هذه التفاصيل التي يؤدّي تفصيلها الى تفاهمات لا بدّ منها…
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي