لا أدمعَ عندي
لمِثلِ هذا اليومِ
ليتني خبّأتُ أدمعي التي ذرفتُها مذ قطعوا حبلي السّريّ
ليتني خبّأتُ أدمعي لعلّها تطفئ لهيبَ فِراشٍ يأوي إليه طفلٌ كلّما داعبَ النّعاسُ أهدابَهُ
لعلّها تفترسُ فمَ لهيبٍ انقضّ على سنبلةٍ قد تصيرُ رغيفاً للجياعِ
لعلّها تُناصِرُ غيمةً جفّتْ من كثرةِ النّيرانِ في بلادي
نيران تلعقُ البشرَ
ولا أدمعَ عندي !
نيران تقضمُ القلوبَ
ولا أدمعَ عندي !
نيران تلذعُ الأرواحَ
ولا أدمعَ عندي !
لا أدمعَ عندي تكفي لا أدمعَ عندي
لا أدمعَ عندي تعتذرُ من البشرِ والحجرِ وكلِّ طفلٍ وُلِدَ
ومن ذاكَ الذي لم يُولَد بَعد
لا أدمعَ عندي تعتذرُ من التّرابِ والنّهرِ
من الهواءِ والطّيرِ
لا أدمعَ عندي
لا أدمعَ عندي
ريم رباط – حلب – سورية