ترجيحات بعدم قبول مبادرة طهران حول مضيق هرمز تقرير إيراني للأمم المتحدة حول ناقلة النفط وتلويح بالخطوة الرابعة
قدّمت طهران للأمم المتحدة تقريراً حول الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر، وأشارت الخارجية الإيرانية، إلى استعدادها لـ «المضي في الخطوة الرابعة من تقليص التعهدات في الاتفاق النووي».
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أمس، أن سيد عباس موسوي، قال في مؤتمر صحافي، إن «المبعوث الخاص للحكومة الصينية سيزور إيران اليوم».
وذكر موسوي أن «إيران أرسلت تفاصيل مبادرة هرمز للسلام إلى الدول المعنية»، معرباً عن أمله في أن «تنضم تلك الدول إلى هذه المبادرة»، مضيفاً: «هناك هجوم على ناقلة نفط إيرانية وأعتقد أن دولة ما تقف وراء الهجوم، ونحن قمنا بتقديم تقرير للأمم المتحدة حول هذا الأمر».
وحول زيارة وفد «إسرائيلي» للمشاركة في مؤتمر المنامة الأمني، قال موسوي: «من المؤسف جداً أن تقوم بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بعد سبعين عاماً من الجرائم وقتل الأطفال. إننا ندين هذا الإجراء».
وقال موسوي: «أهداف هذا المؤتمر غير واقعية، وتأثير إيران تاريخي ومعنوي، ولا يمكن من خلال مؤتمرات كهذه، وبالتعاون مع الكيانات الغاصبة، التعاطي مع هذه القضية».
وحول العملية التركية في الشمال السوري، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن «إيران تفهم مخاوف تركيا، لكن يجب احترام السيادة الإقليمية لسورية، وهناك العديد من الخطط والاتفاقيات في هذا المجال، التي يتعين الأخذ بها»، مضيفاً: «يجب احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها من قبل جميع دول المنطقة، وتجب متابعة المخاوف من خلال آليات سلمية».
واستطرد: «لدينا اتفاق أضنة بين تركيا وسورية، ويجب على البلدين تنفيذ هذا الاتفاق»، مضيفاً: «إيران أعلنت عن استعدادها للتقريب بين البلدين، حيث أجرى ظريف مكالمات هاتفية مع نظرائه في سورية وتركيا والعراق، وستستمر هذه الجهود».
ولفتت الوكالة الإيرانية إلى قول عباس موسوي: «بعض القضايا التي أعلنت أول أمس، من قبل منظمة الطاقة الذرية تشمل القضايا نفسها، وهناك أشياء أخرى في مرحلة اتخاذ القرار، ونأمل ألا يتم الانتقال إلى المرحلة الرابعة، وأن نشهد بعض الخطوات والإجراءات الخاصة من قبل الدول المتبقية في الاتفاق النووي، وإلا فإن إيران مستعدة لاتخاذ الخطوة الرابعة».
وأوضح أن «المبادرة المشتركة بين فرنسا واليابان، هي الخطة السابقة، التي لم تنجح حتى الآن، لقد قدم اليابانيون سابقاً خطة مماثلة، التي كان من الممكن أن تكون مفيدة، ولا أعرف أي شيء عن الخطة الجديدة».
في سياق متصل، قال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، إن «هدف إيران من مبادرتها لتحقيق السلام في مضيق هرمز، هو أن تتخلص من السياسية الأميركية التي تستهدف تهميش دورها في المنطقة بحكم أنها الدولة الوحيدة المشرفة استخبارتياً وسياسياً وعسكرياً على مضيق هرمز».
وأضاف «أبو النور» أمس، أنه «ليس من المنطقي أن تتشكل تحالفات بالمنطقة ليس من بينها إيران»، مشيراً إلى أن «المبادرة تهدف أيضاً لتوصيل رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن إيران ليست مهمّشة، وإنها لا تزال موجودة في قلب الأحداث، لذا قد طرحت وزارة الخارجية المبادرة رسمياً أمس وأرسلتها للدول المعنية».
واستبعد أبو النور «موافقة دول الخليج على المبادرة الإيرانية»، موضحاً أن «إيران منخرطة في الكثير من ساحات صراع مع تلك الدول التي تعتبرها بدورها مزعزعة للاستقرار، وأنه من غير المنطقي أن تنضم معها في تحالف».
وحول مؤتمر البحرين لأمن الخليج، قال محمد محسن أبو النور إن «البحرين تلعب دوراً مهماً وترغب أن تكون مفاعلاً أكاديمياً بحثياً لوضع حلول لمشاكل المنطقة، وقد يسفر المؤتمر عن توصيات للتوصل إلى سبل تسوية لهذه الملفات، خاصة في ضوء مشاركة لاعبين دوليين كبار، لكن على أرض الواقع ليس هناك هامش للنجاح، وهذا المنتدى قام بتهميش إيران وعدم دعوتها».
وأعرب أبو النور عن اعتقاده أن «إدانة ورفض إيران لمشاركة إسرائيل تأتي ضمن الخطاب السياسي لإيران، لأنه من المعروف أن بين إيران وإسرائيل تعاون موثق من قبل وزارة الدفاع الإيرانية والكنيست الإسرائيلي، ولو تمت دعوة إيران للمؤتمر واعتبرت جزءاً من السلم والأمن الدوليين، لبادرت بطرح الحلول في إطار هذا المنتدى».
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وشهد تصعيداً عسكرياً، خاصة في منطقة الخليج، حيث أرسلت الولايات المتحدة المزيد من القوات العسكرية بعد وقوع هجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان. إضافة إلى إسقاط طائرة استطلاع أميركية حديثة بصاروخ إيراني فوق مضيق هرمز، كما دعت واشنطن إلى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة الدولية في مياه الخليج ومضيق هرمز، وهو المقترح الذي رفضته طهران في مناسبات عدة، مؤكدة أن «تأمين الملاحة في مياه الخليج مسؤوليتها، ومسؤولية دول المنطقة، وأن وجود قوات أجنبية في المنطقة سيزيد من التوتر وعدم الاستقرار».
ظريف يعلن استعداده
للسفر إلى الرياض
أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، استعداده للسفر إلى العاصمة السعودية الرياض، من أجل حل الخلافات إذا تهيأت الظروف المناسبة.
وأكد ظريف، أمس، أن «طهران ستقف دائماً إلى جانب الشعب اليمني، لأنها تؤمن بأن إيقاف الحرب هو لمساعدة الشعب اليمني بالدرجة الأولى».
وأشار إلى أن «الاتصالات مستمرة مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بشأن الوضع في اليمن»، مشدداً على أن «طهران ترحّب بأي مبادرة لتخفيف التوتر في المنطقة وستتعاون بشكل تام مع أي خطوة لإنهاء الحرب في اليمن».