أسد المحاور العميد الركن محمد ديب… حيث تكون البطولة يكون

العميد محمد ديب مواليد 1 أيار عام 1960 قرية السنديانة الشرقية ريف حمص الغربي،

أنهى الابتدائية بمدارس الزعفرانة والإعدادية في الخنساء والثانوية في شين.

انتسب إلى الكلية الحربية عام 1980 والتحق باللواء 91 التابع للفرقة الأولى في راشيا لبنان وتدرج بالمناصب حتى تسلم قيادة اللواء.

بقي مع قوات لوائه على تماس مباشر مع العدو الصهيوني حتى عام 1985.

نفذ مشاريع فصائل وسرايا وكتائب الدبابات ومشاريع القيادة والأركان.

إعداد نضال نصر

في الحرب على سورية وضعت المجموعات الإرهابية المسلحة نصب أعينها محاولة فصل البلاد عن بعضها وبعد أحداث حلب وفصل العاصمة الاقتصادية لسورية عن السياسية دمشق عبر السيطرة على شريان الحياة الأهم الذي يربط دمشق بحلب عن طريق سيطرتها على الاوتستراد الدولي وكان لا بد من اتخاذ قرار سريع بإيجاد طريق بديل يربط شمال البلاد بجنوبها بقرار حاسم لفتح طريق دمشق حمص سلمية اثريا خناصر حلب… والذي يربط شمال سورية بجنوبها ويقسم جبهة المسلحين إلى شرقية مركزها الرقة وغربية مركزها إدلب وريفها.

كلفت القيادة العسكرية العميد الركن محمد ديب قائد اللواء الرابع والثلاثين في الفرقة التاسعة «لتنفيذ المهمة وضمان صعوبة قطع الطريق مرة أخرى من المسلحين وتأمين من يرتاد المحور الأهم في سورية».

لم تكن عملية تأمين محور اثريا الأولى التي كلف بها ديب، فمنذ بداية الأحداث نفذ مهمات في منطقة ريف دمشق الكسوة وما حولها وواجه العصابات المسلحة في محافظة دير الزور فترة عشرة أشهر سمي بعدها قائد للواء الرابع والثلاثين في الفرقة التاسعة في درعا. وتابع عمله في هذا اللواء الذي كان يتخذ من منطقة اللجات معقلاً له، وتعرض لهجوم عنيف من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة أدى إلى خسارته شهداء وعتاد وأبنية وجُهز وأعيد من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، حتى بات يقاتل خارج أسوار اللواء بستة كيلو مترات تقريباً.

وشكل اللواء الرابع والثلاثون عامل رعب كبير للعناصر الإرهابية المسلحة في اللجات ومحيطها بعد خمسة أشهر من العمل إذ وصل اللواء إلى وضع مريح بعد تنظيف محيطه من المسلحين بالكامل، في هذه الأثناء قامت العصابات الإرهابية المسلحة بقطع الشريان الوحيد الذي يربط العاصمة السياسية دمشق بالعاصمة الاقتصادية حلب.

بتاريخ 26/8/2013 كلف العميد ديب بتشكيل قوة لفتح المحور من الصبورة إلى اثريا إلى خناصر وبالتالي حلب، وفي 7/9 من العام ذاته تحركت القوات باتجاه خناصر لفتح الطريق ونجحت العملية وأبلى اللواء بلاء رائع.

عقب فتح الطريق، انتشرت القوات على طرفي الطريق متخذة من قمم الجبال المحيطة بالمحور مقار دائمة لها، وكانت توجيهات القيادة بضرورة الحفاظ على الطريق مفتوحة كون الصعوبة لا تكمن في فتحها، بل في السيطرة عليها وحمايتها لأنها تقسم المجموعات المسلحة إلى قسمين، ما يعيق عملية التواصل بينهم. هذا ما جعل المحور عرضة بشكل متواصل للهجوم وكان الهجوم الأشرس والأكبر قد تعرض له المحور في 21/10/2013 وبعد خسارة المسلحين خسارة كبيرة أعادوا الكرة في 23/11/2013 وتكبدوا خسائر بالعتاد والأرواح.

ربما من المغامرة ما قام به العميد ديب، عندما حاول بقوة صغيرة التوجه إلى مزرعة العجراوي لملاقاة العناصر التي خرجت من مطار الطبقة العسكري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منهم، بعد إصرارهم على الخروج من المزرعة «مع العلم أن رأي العميد محمد كان يقول بضرورة بقائهم في المطار أو المزرعة والدفاع عن أنفسهم إلى حين وصول قوات مساندة، لأن نتائج دفاعهم عن أنفسهم أقل بكثير من نتائج خروجهم منها»، ومع ذلك أصروا على الخروج ففي الساعة الثانية عشرة ليلاً كانت القوات الموجودة في اثريا تطلق القنابل المضيئة بمعدل شهب واحد كل خمس دقائق، واستمر الاتصال بين العميد محمد والعميد هيثم في المزرعة حتى الساعة الثانية والنصف فجراً. بعدها انقطع الاتصال بشكل كلي فقرر التوجه باتجاه مزرعة العجراوي عند الرابعة فجراً بدل الخامسة على رأس قوة مؤلفة من ثلاث دبابات وعربة بي أم بي وبضع سيارات مزودة برشاشات ثقيلة باتجاه الشرق، بمشاركة قوات الدفاع الوطني قطاع الرقة بقيادة أحمد منصور ولعل صغر حجم الحملة منحها قوة عملاقة من حيث درجة المخاطرة ففي الكيلو الثالث والعشرين شرق اثريا ظهرت على يمينها سيارتان جرى التعامل معهما فلاذتا بالفرار، وفي الكيلو الخامس والثلاثين اندفعت باتجاهها سيارتان مزودتان برشاشين ثقيلين، واشتبكت السيارة الأولى مع العقيد ياسر قائد دبابة T72 فدمر البيك آب الأول ولاذ الثاني بالفرار. الساعة السادسة والثلث تماماً حلق الطيران المروحي فوق القوة لمساعدتها في إيجاد، الجنود ولكنه لم يعثر عليهم. استمرت قوات المحور بالبحث عن ناجين على مدار ثلاثة أيام وكانت تلك القوات تغامر بالتوغل شرقاً حتى مسافة تزيد عن الستين كيلو متر في المساحة الواقعة بين اثريا ومطار الطبقة ومجمل ما استطاعت تلك القوات العثور عليه من جنود بين شهيد وجريح و معافى حوالى 210 جنود وتطابقت روايات اغلب الجنود الواصلين على انهم تعرضوا لهجوم كبير من قبل «داعش» بعد خروجهم من مزرعة العجراوي فانقسموا لقسمين، قسم اتجه شمالاً وقسم اتجه جنوباً ولا يزال مصير أغلبهم مجهول حتى الآن.

ويبقى الجيش العربي السوري مصنع الأبطال وعرين الأسود يرابطون حيث تكون الشهامة والرجولة وحيث يقتضي الواجب الوطني المقدس ذلك، والعميد الركن محمد ديب واحد من هؤلاء الأسود .

ما ورد في المادة من معلومات وتحركات رواها العميد الركن محمد ديب لـ«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى