شماس: الأزمة التجارية وقد تتحوّل إلى كارثة
أشاد رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس بـ«نجاح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في تحييد النقد عن السياسة»، مضيفاً أنّه «ينجح اليوم في تحييد الاقتصاد عنها أيضاً من خلال اقتصاد المعرفة»، ومعتبراً أنّ «التحييد الحقيقي هو في إيجاد اقتصاد مبني على التصدير أكثر مما هو على الاستيراد».
وحول وضع القطاع التجاري في الوقت الراهن، لفت شمّاس في حديث مسهب لـ«المركزية»، إلى أننا «عوّلنا على مجموعة من المحطات التي أضعناها هذه السنة»، عازياً «صمت أركان القطاع عن هذا الواقع المزري، إلى وجود أولويات أخرى مثل ملف العسكريين المخطوفين، والوضع المؤسساتي المعقد».
وأشار إلى أنّ صمت التجار يدل إلى «الأزمات الفردية وهي ككرة ثلج تكبر لتصبح جماعية خلال عام 2015، لأنّ التراكمات بدأت منذ عام 2011 حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه».
وأضاف: «يجب أن يكون 2015 عام التحوّل الإيجابي، وإلا فإنّ هذه المعاناة الفردية التي يعيشها التجار اليوم ستتحوّل إلى كارثة اقتصادية جماعية»، مشيراً إلى أنّ «الاستهلاك في لبنان هو في حدود 35 مليار دولار، وإذا اهتز الاستهلاك 1 في المئة فيعني ذلك أنه انخفض 350 مليون دولار في السنة».
وأشار إلى «أننا سنشعر بالتداعيات الإيجابية لتراجع سعر النفط في عام 2015، لأنّه سيوفّر على تحويلات الدولة لمؤسسة كهرباء لبنان في حدود 500 مليون دولار، والأهم أنّه يخفف من وطأة العجز التجاري من 17 مليار دولار إلى 15 ملياراً».
ولفت إلى أنّ «مؤسسات القطاع الصناعي، سيّما في ما خصّ الطاقة المكثفة، ستستفيد من هذا الانخفاض حتماً. أما في ما يتعلق بالأسر اللبنانية فإنها ستوفر في فاتورة استهلاكها النفطي»، مضيفاً أنّ «هذه الأموال ستستهلك في قطاعات أخرى ومنها القطاع التجاري، لكن الصورة التي أرسمها اليوم تنقل الوضع الراهن للقطاع».
وختم شماس: «نحن اليوم في حاجة إلى قاطرة جديدة الأولى هي «اقتصاد المعرفة» والقاطرة الثانية هي «النفط والغاز»، مشيراً إلى أنّ «الحاكم سلامة نجح في تحييد النقد عن السياسة وهو ينجح اليوم في تحييد الاقتصاد عنها أيضاً من خلال اقتصاد المعرفة، إلا أنّ التحييد الحقيقي هو في إيجاد اقتصاد مبني على التصدير أكثر مما هو على الاستيراد».