سورية إلى أوسع مشاركة في إعادة انتخاب الأسد… وتأكيد الاحتضان الشعبي
حسن سلامه
يميل العديد من المتابعين لاستحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان إلى الاعتقاد بأن ثمة ترابطاً عضوياً بين المتوقع في هذا الاستحقاق والوضع القائم في سورية والصراع الإقليمي ـ الدولي، لما له من تداعيات استراتيجية وطويلة على الوضع في الشرق الأوسط والمنطقة عامة. ولذلك تربط مصادر دبلوماسية بارزة بين مسار الانتخابات الرئاسية في سورية والانتخابات الرئاسية في لبنان، ما يعني أن ترجيحات عدم الاتفاق حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني أكبر من حظوظ التوافق عليه خارجياً وداخلياً، رغم ما يحكى عن تقاطعات إقليمية ـ دولية لإمرار انتخاب رئيس في لبنان قبل 25 أيار المقبل. فالسؤال المركزي: ما هي الاحتمالات المطروحة لحصول انتخابات في سورية تشارك فيها أكثرية شعبية، على عكس ما تسعى إليه واشنطن وحلفاؤها في الغرب والخليج؟
في المعطيات التي تملكها المصادر الدبلوماسية أن السلطات السورية ستعلن الأسبوع المقبل مواعيد الترشح لانتخابات الرئاسة في سورية وفتح باب الترشح، وستحدد موعد حصول الانتخابات المرجحة بعد نحو شهر ونصف شهر أو أكثر قليلاً.
انطلاقاً من ذلك، يبدو واضحاً أن الأميركي ومعه الغرب والخليج يدفعون نحو أقصى درجات العنف والتصعيد المسلح إلى موعد الانتخابات الرئاسية، واتخذ التصعيد شكلاً تصعيدياً في الأسابيع الأخيرة من خلال خطوات عسكرية كالاتي:
ـ حاول الأميركي عبر تدخل تركي مباشر إحداث خرق في جبهة اللاذقية من خلال الهجوم على مدينة كسب ومحيطها، إنما رغم دخول المجموعات المسلحة المتطرفة في الأيام الأولى إلى المدينة وبعض محيطها تمكن الجيش السوري من استيعاب الهجمة العسكرية واستعادة بعض المواقع، وهو يتابع حملته العسكرية لتطهير مدينة كسب.
ـ رتّب هجوم واسع من قبل المجموعات المسلحة، بدعم تركي أيضاً، على أربعة محاور في حلب، واستقدمت مجموعات مسلحة مدربة تدريباً جيداً، مع أسلحة نوعية قدمتها الولايات المتحدة إلى المسلحين، لكن هذا الهجوم استوعب أيضاً بل حصلت عملية عسكرية معاكسة أدت إلى استرجاع بعض المناطق.
ـ تمّت محاولات عسكرية لتصعيد الوضع في ريفي إدلب وحماه، وفي درعا، لكن الجيش السوري تمكن أيضاً من رد تلك الهجمات، كذلك في القنيطرة التي شهدت محاولات من المجموعات المتطرفة بدعم مباشر من «إسرائيل»، لكن هذه المحاولة فشلت أيضاً.
بادر الجيش السوري في ريف دمشق وحمص إلى اتخاذ مبادرة الهجوم، فتمكن من تحقيق إنجازات استراتيجية في القلمون وبعض مناطق ريف دمشق الأخرى، كذلك في حمص القديمة. وثمة توجه إلى إنهاء ما تبقى من بؤر للمسلحين في هذه المناطق خلال فترة قصيرة، وحدّاً أقصى حتى موعد الانتخابات الرئاسية.
ماذا يعني هذا التصعيد العسكري من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، من خلال تزويد المسلحين أسلحة نوعية وإدخال مسلحين من الأردن وتركيا؟
وفق المصادر الدبلوماسية، تدفع واشنطن وحلفاؤها نحو تصعيد الوضع العسكري في سورية على أبواب الانتخابات الرئاسية هناك، خاصة اتجاه التجمعات السكانية الكبرى لتحقيق أحد أمرين، إما الحيلولة دون إجراء الانتخابات الرئاسية أو على الأقل الحؤول دون مشاركة أوسع فئات الشعب السوري في الانتخابات.
لكن المصادر تبدو متيقنة من أن هذه المحاولات الأميركية ـ الغربية ستسقط مثل غيرها سابقة، بل إن الدولة السورية بكامل أجهزتها ومؤسساتها الدستورية مصممة ليس على إجراء الانتخابات فحسب، بل أيضاً على أن تشارك أوسع فئات الشعب السوري فيها. وبحسب توقعات المصادر، تُرجّح مشاركة واسعة في الانتخابات لأكثر من سبب:
ـ أولاً، أكثرية الشعب السوري باتت تدرك حقيقة ما تعرضت له البلاد من تآمر غربي ـ «إسرائيلي» لتفكيك الدولة وسيطرة المجموعات المتطرفة.
ـ ثانياً، تميل المعطيات الميدانية إلى مصلحة الدولة، ما يمكن المؤسسات من القيام بالمطلوب من خطوات وإجراءات لإنجاح الانتخابات.
ـ ثالثاً، إن التجمعات السكانية الكبرى من دمشق إلى حمص وطرطوس واللاذقية والسويداء إلى مدينة حماه ومعظم أريافها وانتهاء بمدينة دير الزور باستثناء ريفها، تستطيع المشاركة في الانتخابات. ومعظم أبناء المناطق التي يسيطر عليها المسلحون هم نازحون إلى داخل المناطق التي تسيطر عليها الدولة، وسيصار إلى اتخاذ خطوات لتمكين أبناء المناطق غير الآمنة من المشاركة في الانتخابات، فضلاً عن فتح السفارات في الخارج.
لذا ترجح المصادر أن تكون أعداد المشاركين في الانتخابات الر ئاسية، وبخاصة لإعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد، أكبر بكثير مما يتوقعه الغرب والإدارة الأميركية.