أوّل كتاب مصريّ لرفعت سيّد أحمد حول تنظيم «داعش» الإرهابيّ وثائق ومعلومات نادرة عن قصة نشأة التنظيم وصعوده من العراق إلى سورية مروراً بمصر ولبنان وليبيا



إنّه كتاب جديد وخطير في الوقت نفسه، يصدر في مصر عن تنظيم «داعش» الإرهابي، وأول عمل توثيقي على المستوى العربي لواقع هذا التنظيم ومستقبله، عنوانه «داعش ـ خلافة الدم والنار» أنجزه الدكتور رفعت سيد أحمد، الباحث والمفكر المصري المعروف الذي يتناول في كتابه هذا، وبالوثائق والمعلومات الجديدة، تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف إعلامياً بـ»داعش» قبل وبعد الحرب التي يخوضها مع التحالف الدولي بقيادة أميركا، في ثمانية فصول ومئات الوثائق والصور النادرة، حول جذور نشأة التنظيم في العراق على عهد أبو مصعب الزرقاوي 2004 وصولاً إلى أبي بكر البغدادي القائد الحالي 2014 والذي قدم نفسه باعتباره خليفة المسلمين مطالباً إياهم بالبيعة. يكشف الكتاب عبر دراسة معمّقة مستندة إلى المعلومات الدقيقة دور واشنطن في صناعة هذا التنظيم لتفكيك كل من العراق وسورية باسم «الثورة» الزائفة، وسرعان ما ينقلب السحر على الساحر، فيذبح التنظيم عشرات الأجانب بينهم صحافيون أميركيون وبريطانيون ومئات المسلمين والمسيحيين والأقليات، مستنداً إلى فتاوى دينية شاذة ومرفوضة يورد الكتاب نماذج منها . يقدم الكتاب الأسرار الكاملة عن قادة «التنظيم» ومذابحه وصراعاته مع التنظيمات الأخرى من «القاعدة» إلى «النصرة» فـ«الجيش الحر»، كاشفاً النقاب عن كون تلك التنظيمات والدول وأجهزة الاستخبارات التي صنعتها تستهدف في الأساس خدمة المشروع الأميركي الصهيوني، لإشغال جيوش المنطقة وإنهاك قواها، وتفتيت وحدتها بعيداً عن العدو الاستراتيجي للأمة «إسرائيل». في الكتاب معلومات وأسرار ووثائق لا غنى عنها لمن يريد أن يعرف من أين جاءت وإلى أين تذهب «داعش». إنها القصة الكاملة لأخطر تنظيم ديني في عالمنا العربي معدّ لاغتيال الإسلام بعدما تمّ له ولصانعيه اغتيال الأوطان باسم «الربيع العربي»، وصدر الكتاب قبل أيام لدى «دار الكتاب العربي» في مصر، وهنا أبرز محتوياته: 450 صفحة تتوزع على تسعة فصول تتناول عناوينها قصة «داعش» والقضايا المتفرّعة والمرتبطة بالتنظيم وبيانها كالآتي:

الفصل الأول: «داعش»: النشأة والمسار والجرائم، الفصل الثاني: «داعش» تواجه العالم وتصادق «إسرائيل» من إعلان جدة… إلى مؤتمر باريس ! الفصل الثالث:

حين ينقلب السحر على الساحر: الأهداف الأميركية في مواجهة «داعش» التي صنعتها؟ الفصل الرابع: «داعش» والقاعدة… الأخوة الأعداء حين يكفّرون بعضهم البعض، الفصل الخامس: «داعش» والتكفير، الرؤية الإسلامية الصحيحة لرفض الغلوّ والتكفير، الفصل السادس: «داعش» في مصر من «حازمون في بلاد الشام» إلى «أنصار بيت المقدس» العدو واحد ، الفصل السابع: «داعش» في لبنان… المواجهة القاتلة، الفصل الثامن: الحقيقة الغائبة… الرؤى الاستراتيجية لوظيفة «داعش» في تفتيت المنطقة، والفصل التاسع عن ثلاثية الدم في «داعش» ويتناول بالتفصيل علاقة التنظيم بتركيا والنفط والصراع في عين العرب ـ كوباني، ثم يقدم الكتاب في ملحق كبير عشرات الوثائق والصور النادرة والمعلومات المهمة عن قادة التنظيم وبخاصة أبو بكر البغدادي. يتناول الكتاب عبر فصوله التسعة العديد من القضايا المهمة يمكن اختصارها في الآتي: نشأة «داعش» وأبرز قادتها التاريخيين: يكشف الكتاب التاريخ السري لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والمعروف اختصاراً بـ«داعش»، وتسمي نفسها الآن «الدولة الإسلامية» فحسب. هو تنظيم مسلح انبثق من تنظيم «القاعدة» قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين والمعروفة أكثر باسم «تنظيم القاعدة في العراق» وشكلها أبو مصعب الزرقاوي عام 2004 وكان شارك في قوات المقاومة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها العراقيون في أعقاب غزو العراق عام 2003 خلال 2003-2011 حرب العراق، جنباً إلى جنب مع بعض الجماعات السنية المسلحة التي قد تشكل مجلس شورى المجاهدين التي مهدت أكثر لـ«دولة العراق الإسلامية» في أوجها، وقيل إنها تتمتع بحضور قوي في المحافظات العراقية من الأنبار ونينوى ومحافظة كركوك، وأكثر تواجداً في صلاح الدين وأجزاء من بابل وديالى وبغداد، وقيل إن بعقوبة أضحت عاصمة لها. ومع ذلك، فإنّ محاولات الدولة الإسلامية في العراق العنيفة لإحكام السيطرة على أراض جديدة أدّت إلى ردّ فعل عنيف من العراقيين السنة وغيرهم من الجماعات المتمرّدة، ا ساعد في دحر حركة الصحوة وتدني سيطرتها. تحت قيادة أميرها أبو بكر البغدادي الذي أضحى خليفة للمسلمين وفقاً لها في 30/6/2013 نمت «داعش» بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضدّ السنة العراقيين العرب، ونعمت بوجود كبير في المحافظات السورية مثل الرقة وإدلب ودير الزور وحلب بعد دخول الحرب على سورية. كان لـ«داعش» صلات وثيقة مع تنظيم «القاعدة» حتى شباط عام 2014، فبعد صراع على السلطة استمرّ ثمانية أشهر، قطع تنظيم «القاعدة» جميع العلاقات مع جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» رداً على وحشيتها! وكأنّ «القاعدة» وأخواتها ليست وحوشاً أو هي أقلّ توحّشاً من «داعش» رغم جرائمها المشهورة! في حزيران 2014، كان لدى تنظيم «داعش» على الأقل أربعة آلاف مقاتل في صفوفه في العراق، وبالإضافة إلى الهجمات على أهداف حكومية وعسكرية أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل ألوف المدنيين. في آب 2014، ادعى المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ «التنظيم» زادت قوته إلى خمسين ألف مقاتل في سورية وثلاثين ألفاً في العراق. تزعم الأدبيات الأولى لـ«داعش» أنّ هدفها هو إقامة الخلافة في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق. وبعد مشاركتها في الحرب السورية توسّع هدفها ليشمل السيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في سورية. وأعلنت الخلافة في 29 حزيران عام 2014، وأصبح أبو بكر البغدادي معروفاً الآن باسم أمير المؤمنين إبراهيم الخليفة وبات يُلقب بالخليفة، وأُبدل اسمها إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وبدأ تكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين واختير أبو عمر البغدادي زعيماً لها، ثم تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبي عمر البغدادي يوم الاثنين 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيماً لهذا التنظيم، وشهد عهد أبي بكر توسعاً في العمليات النوعية المتزامنة مثل عمليات البنك المركزي ووزارة العدل، واقتحام سجنيْ أبو غريب والحوت ، وخلال الحوادث الجارية في سورية واقتتال الجماعات المسلحة المؤلفة من المرتزقة الذين يسمّون زيفاً بـ«الثوار» وعصابات «الجيش الحر» مع القوات الحكومية السورية شكلت جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز القوى المقاتلة في سورية، وفي 2013/4/09، وبرسالة صوتية بُثت عن طريق «شبكة شموخ الإسلام»، أعلن أبو بكر البغدادي من خلالها دمج فرع تنظيم «القاعدة» في سورية جبهة النصرة مع «دولة العراق الإسلامية» تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ويزداد نفوذ الدولة في الداخل السوري يوماً فآخر. تبنّت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، وسيطر أفراد هذا التنظيم على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية بدءاً من أواخر كانون الأول 2013 ومطلع عام 2014.

التاريخ السريّ لقادة «داعش» الكبار

يكشف الكتاب، بالتفصيل، أسماء قادة «داعش» ويدعو إلى تأمل مستوى ثقافتهم الضحلة التي تنعكس على سياساتهم حيال البلاد التي يتواجدون فيها، فيقتلون بلا رحمة أو وعي، وينسبون ذلك ويا للأسف إلى الإسلام وهو منهم براء. لنتأمل قادة «داعش» التالية أسماؤهم ومستوى تعليمهم وجذورهم الإرهابية ومحدودية ثقافتهم الإسلامية وكراهيتهم الشديدة للديمقراطية وللحريات، فنعلم، إلى أين يقود هؤلاء الجهلة شعوبهم 1 أبو مصعب الزرقاوي ـ المؤسس الأول للتنظيم: اسمه أحمد فاضل نزال الخلايلة، أردني من الزرقاء. لا يتحدث أصحابه عن الفترة التي سبقت وصوله إلى أفغانستان في 1989 رغم أهميتها الكبيرة في التكوين النفسي لهذا الشاب الذي ولد في عائلة من عشرة أبناء في 1966. توفى والده وكان في عمر المراهقة فترك الدراسة لينضم إلى عصابة أشقياء، وكان أول حكم قضائي عليه بتهمة حيازة المخدرات والاعتداء الجنسي في عمر 19 عاماً. عام 1989، سافر الزرقاوي إلى أفغانستان للانضمام إلى ما يعرف اليوم بالأفغان العرب ضد الغزو السوفياتي، لكن السوفيات كانوا يغادرون أفغانستان بالفعل يوم وصل إليها. وهناك التقى أبا محمد المقدسي الذي شكل له أول معلم سلفي جهادي. رجع بعد ذلك إلى الأردن واعتقل عام 1993 بعد العثور على أسلحة ومتفجرات في منزله. أمضى ست سنوات في سجن أردني مع أبي محمد المقدسي إثر الحكم عليهما بالسجن خمسة عشر عاماً في قضية «بيعة الإمام» التي انتهت بعفو ملكي. بعد إطلاق سراحه من السجن عام 1999 عاد إلى أفغانستان وأقام معسكراً للتدريب برضا القاعدة ليعود إلى المنطقة عام 2000. علماً أن الزرقاوي تزوج ثلاث نساء إحداهن في الرابعة عشرة من العمر. وسمع به العالم للمرة الأولى على لسان كولن باول وزير الخارجية الأميركي الذي تحدث عن تحالف بين «القاعدة» التي أوفدت الزرقاوي إلى العراق وصدام حسين. عام 2004 ذبح أبو مصعب الزرقاوي أحد الرهائن الأميركيين في العراق واسمه يوجين أرمسترونغ، وجزّ عنقه بسكين في فيديو مصوّر نشرته جماعة «التوحيد والجهاد» على الإنترنت لتبدأ «سُنّة» جزُّ الرؤوس وقطعها عند هذه المجموعة. ثم أسس ما سُمّي بتنظيم «التوحيد والجهاد» وظلّ يتزعمه حتى مقتله في حزيران 2006. وكان الزرقاوي يعلن مسؤوليته عبر رسائل صوتية ومسجلة بالصورة عن عدة هجمات في العراق، بينها تفجيرات انتحارية وإعدام رهائن. وكان يسجل محاضرات صوتية لأتباعه. ولو ما تركنا ما قاله في فريضة الجهاد جانباً لوجدنا وفقاً للدراسة المتميّزة للدكتور هيثم مناع عن «داعش» امتلاكه موقفاً تكفيرياً من الشيعة يمكن متابعته في عدة محاضرات ومواقف أبرزها «حقيقة الرافضة رفض الله». وكان يتكلم بحقد عن الديمقراطية ويعتبرها سبيل المجرمين، على ما يتضح من مداخلته ولتستبين سبيل المجرمين: الديمقراطية . بايع تنظيمه أسامة بن لادن عام 2004 وتحوّل اسم التنظيم إلى «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين». 2 أبو عمر البغدادي: هو حامد داوود محمد خليل الزاوي من مواليد قرية الزاوية التابعة لمدينة حديثة في ولاية الأنبار عام 1964. ولد وعاش حياته في ولاية الأنبار. تخرج من كلية الشرطة في بغداد وكانت بداية عمله ضابطاً في الشرطة العراقية. كان معروفاً في حديثه بتزمته الديني وازداد ذلك بعد حرب الخليج الثانية مطلع تسعينات القرن الفائت. في 30 كانون الأول 2007 دعا أسامة بن لادن إلى مبايعة أبو عمر البغدادي أميراً على «دولة العراق الإسلامية» وكانت معظم التشكيلات السلفية الجهادية في العراق قد بايعته. وفي 19/4/2010 أعلنت قوات الاحتلال الأميركية مقتل أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المصري نائبه في منطقة الثرثار بعد مواجهات مسلحة لعدة ساعات. لخص أبو عمر البغدادي طبيعة تنظيمه وأهدافه في رسالة صوتية منشورة في كتاب السلفية والإخوان وحقوق الإنسان ص 217 وما بعدها وكان موقفه من عموم الشيعة وغير أهل السنة تكفيرياً وعنيفاً، كذلك موقفه من الديمقراطية والحريات التي كان يرفضها تماماً. 3 – أبو حمزة المهاجر: يلقب أيضاً بـ«أبو أيوب المصري»: هو عبد المنعم عز الدين على البدوي. ولد عام 1968 في مصر، في محافظة سوهاج، وانضم إلى الجماعة الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري عام 1982 وعمل مساعداً شخصياً للظواهري. تنقل بين أفغانستان حيث تخصص في صناعة المتفجرات، واليمن حيث عمل في التعليم باسم مستعار. تزوج من يمنية عام 1998 ودخل العراق مع أسرته عام 2002 وشارك في بناء «تنظيم القاعدة في العراق» بعد احتلال بغداد والتحق بالزرقاوي. قتل في 19/4/2010. 4 – أبو بكر البغدادي: هو القائد الحالي لتنظيم «داعش» وطالب بمبايعته كخليفة للمسلمين. اسمه الحقيقي إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري السامرائي، ولد في الجلام من أعمال السامراء العراقية عام 1971. يتحدر من عائلة تأخذ بالمنهج السلفي في فهم العقيدة الإسلامية، من عشيرة البوبدري العراقية، وهو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد سبق التعريف به لكنّ ثمة إجماعاً على أنه متوسط الثقافة الإسلامية وأنه أخذ منهجاً تكفيرياً ولا يزال ضد خصومه من الجماعات والقوى الأخرى. شرّع القتل والذبح لجميع المخالفين له في الرأي والموقف واعتبر موقفه هو هوقف الإسلام ذاته ! . 5 – أبو عبد الرحمن البيلاوي: اسمه الحقيقي عدنان اسماعيل نجم، يلقب أيضاُ بـ«أبي أسامة البيلاوي وأبو البراء»، من مواليد 1973 في محافظة الأنبار. خريج الكلية العسكرية، الدورة 77، انضم إلى صفوف الحرس الجمهوري وتدرج إلى رتبة مقدم. كان الساعد الأيمن لأبي مصعب الزرقاوي قتل الزرقاوي في غارة أميركية في 7 حزيران 2006 خلال سنوات ثلاث وتركزت مهمّاته على تحديد المواعيد الخاصة بالأخير، وكان مقرباُ من كبار قادة التنظيم في محافظة الأنبار. أعدّ الانتحاري الذي نفذ عملية الطارمية التي استهدفت وزارة العدل، وأشرف على عمليات الهجوم على التجمعات الانتخابية استهداف الجوامع والكنائس والحسينيات وأربعينيات الحسين، والتخطيط لاقتحام سجن صلاح الدين الإصلاحي وجامعة الإمام الصادق، واقتحام سجن الطوبجي والتاجي وأبو غريب. رئيس المجلس العسكري وعضو مجلس الشوري. 6 – العقيد حجي بكر: يقول عنه د. هيثم مناع في دراسته عن «داعش» إنه اليد اليمنى لأبي بكر البغدادي حتى مطلع 2014. اسمه الحقيقي سمير عبد حمد العبيدي الدليمي، وعرف بأسماء حركية كثيرة مثل «أبو بلال المشهداني» و«حجي بكر». ولد في الخالدية الأنبار مطلع الستينات ونشأ فيها حتى أكمل الدراسة الإعدادية. التحق بالكلية العسكرية وتخرج ضابطاً وتدرّج بالرتب حتى وصل إلى مرتبة عقيد قبيل الاحتلال الأميركي. يؤكد لنا أحد مؤسسي جماعة التوحيد والجهاد مبايعته لأبي مصعب الزرقاوي مع عدد من الضباط السابقين. حافظ على علاقة جيدة بالجيش الإسلامي في العراق وكان يساعدهم بخبرته العسكرية. اعتقل في سجن بوكا. كلّف باكراً بمتابعة انتاج السلاح الكيماوي وتطوير الأسلحة في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق». تسلم مسؤولية المجلس العسكري للتنظيم وتسلم عام 2012 وزارة التصنيع العسكري فيه. كذلك تولى إدارة العمليات العسكرية وإدارة المعسكرات في الشام. قتل في سورية في كانون الثاني 2014 خلال مواجهات بين «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» من جهة، و«داعش» من جهة أخرى، في مدينة الأتارب شمال حلب. جمع حجي بكر بين التخطيط العسكري والتواجد الميداني، وشكل مقتله ضربة قويّة للتنظيم. 7 – أبو أيمن العراقي: أبو أيمن العراقي أو أبو مهند السويداوي، أهم مسؤولي «داعش» في سورية اليوم. كان في الجيش العراقي في عهد الرئيس السابق صدام حسين، ضابطاً برتبة مقدم. عضو في أول مجلس عسكري لـ«داعش» مكوّن من شخصين. كانت كنيته في العراق «أبو مهند السويداوي». من مواليد 1965. كان والي الأنبار وتولى إدارة قاطع الكره الشمالي. أعلنت وفاته عدة مرات، لكنه سرعان ما كان يظهر ثانية قاتلاً المسيحيين أو المسلمين المخالفين له. 8 – أبو على الأنباري: أحد أهم قيادات التنظيم. اسمه علاء قَرداش التركماني. ولد في تلعفر من أسرة تركمانية. استخدم ألقاباً عديدة، بينها «أبو جاسم العراقي» و«أبو عمر قرداش»، و«أبو على الأنباري». كان مدرساًُ لمادة الفيزياء، وفي الوقت نفسه ناشطاً بعثيّاً ومسؤول فرقة حزبية في عهد النظام السابق. هو مسؤول شرعيّ في «التنظيم» في مدينة الرقة، ويعطي دروساً دينية في جامع الإمام النووي بين صلاتي المغرب والعشاء. 9 – أبو محمد العدناني: اسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة، من قرية بنش في ريف إدلب، مواليد 1977. تأثر باكراً بالسلفية الجهادية. ويقول «الداعشيون» إنه بايع الزرقاوي قبل احتلال العراق مع 35 شخصاً للقتال في سورية، إلاّ أنه ذهب إلى العراق بعد دخول قوات التحالف والتحق بالزرقاوي هناك. تشير سيرته المنشورة من جماعته إلى أن ثقافته وقراءاته تنحصر في الكتب الإسلامية القديمة أو الجهادية، وقلما يذكر كتباً تنويرية أو إصلاحية. له مواقف تكفيرية مبكرة، وهو صاحب إحدى فتاوى قتل الجماعات المتشددة في مصر لضباط الشرطة والجيش مثلما جرى يوم 20/9/2014. 10 – عمر الشيشاني طرخان باترشفيلي : هنا نأتي إلى الدور الأجنبي في حوادث سورية والعراق، وهو دور يصنفه القانون الدولي تحت تسمية «دور المرتزقة». أما عمر الشيشاني فوُلد عام 1986 في قرية بيركياني، وادي بنكيسي في جورجيا. أدّى في الجيش الجورجي الخدمة الإلزامية بين 2006 ـ 2007. عام 2008 تعاقد مع الجيش لينضم إلى كتيبة الرماة. شارك في المعارك مع الجيش الجورجي ضد روسيا في 2008، أصيب بمرض السلّ عام 2010 وسرّح من الخدمة. في أيلول 2010 سجن بتهمة شراء أسلحة وحكم بالسجن ثلاث سنوات وأطلق سراحه لتدهور حالته الصحية. قاد مجموعات صغيرة تجمعت وتوحدت في كتائب المهاجرين. ولعب دوراً هاماً في ضم قطاعات من المهاجرين من القوقاز وغيرها لتنظيم «داعش» الذي كلفه بقيادة المنطقة الشمالية. من أبرز الرموز والقيادات «الداعشية» في سورية: 1 – أبو لقمان يسمونه بـ«أمير الدولة الإسلامية في الرقة». سوريّ إسمه علي الحمود أبو لقمان ويوصف بأنه رجل التنظيم الأول في سورية بعد «أمير الجماعة وقائدها» أبو بكر البغدادي. علي الحمود الشواخ من مواليد عام 1973، من عشيرة العجيل فخذ الكبيسات ، ويتحدر من قرية السحل الواقعة غرب مدينة الرقة. تخرّج الحمود من جامعة حلب عام 1999 وحاز شهادة في الحقوق وعمل في مهنة التدريس ثلاث سنوات في ريف الرقة ولم يخط أي دراسة أو ثقافة إسلامية معتبرة. تسلم «إمارة الدولة في الرقة» بعد السيطرة عليها، قبل أن يصبح الرجل الأول للتنظيم في المنطقة أعلن عن مقتله في 07/01/2014 من خصومه . وهو المسؤول عن جميع عمليات الإعدام التي جرت في الرقة، وأبرزها إعدام أبو سعد الحضرمي أمير «جبهة النصرة» في الرقة. 2 – خلف الذياب الحلوس اسمه داخل التنظيم «أبو مصعب الحلوس» أما اسمه بين أبناء قريته وعمومته فهو »أبو ذياب»، من مواليد قرية كنيطرة إحدى قرى بلدة سلوك. 3 – أبو عمر الملاكم 4 – محمود الخضر 5 – أبو عبد الرحمن الأمني 6 – أبو علي الشرعي هؤلاء هم قادة «تنظيم الدولة الإسلامية» داعش ، ومنظّروها وشيوخها بناء على محدودية إدراكهم الديني ومعرفتهم بالإسلام، وتلك هي بلدانهم التي أتوا منها وبعضها غير عربية مثل الشيشان والصين وأفغانستان وبريطانيا وغيرها ، وتلك هي ثقافتهم الإسلامية الضحلة والتي تتّسم إما بالابتعاد الكامل عن أي ثقافة إسلامية معتبرة، أو الركون إلى العشائرية والجذور العسكرية في حزب البعث العراقي، مع ميل واضح إلى استخدام القوة في فرض الوجود. نحن أمام حالة بؤس معرفي وإنساني فريد مغلّفة بعنف دموي لا يشبع. وهذه هي «داعش» التي لا تختلف عن مثيلاتها من تنظيمات العنف الديني في بلادنا العربية، وهؤلاء هم قادتها ولنتأمل مؤهلاتهم ومسيرة حياتهم وتحولاتهم السياسية لن نقول الفكرية لأنها غير موجودة أصلاً لنحكم على المصير البائس الذي يدفعون أنفسهم وتنظيمهم ودولتهم إليه!

«داعش» جماعة صنعتها أميركا

يكشف د. رفعت سيد أحمد في فصول كتابه التسعة حقائق مهمة تؤكد أن «داعش» تنظيم صنعته واشنطن، بشكل مباشر أو عبر سياساتها العدوانية في احتلال العراق وتفكيك سورية. ويؤكد أيضاً في كتابه ووثائقه أنّ الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بتنظيم «داعش» أيّا تكن تضعنا أمام ظاهرة تحتاج إلى دراسة معمّقة، فالظاهرة هذه ليست مخالفة لروح العصر فحسب وسماحة الإسلام وعدالته فحسب، لكنها تمثل أيضاً لدي المؤلف «إسرائيل العربية» مثلما تمثل «إسرائيل» «داعش العبرية»، إذ لا تخدم استراتيجياً سوى أعداء هذه المنطقة مهما ادّعت بياناتها زوراً الدفاع عن الإسلام، فهي تغتاله بأفعالها وفهمها المتخلف لمراميه ومقاصده وشريعته النبيلة. تنظيمات كهذه، لا تجد في الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بحسب المؤلف، مبرراً للحرب المقدسة ضدّه ولم «تضبط» مرة واحدة فحسب توجّه رصاصها إلى العدو الصهيوني طوال تاريخها الدموي الطويل، ومعها الدول وشيوخ الفتاوى الذين أرضعوهم بالمال والجهاد الزائف، لكنها توجه حربها إلى المسلمين ومواطني بلادهم من الأقليات الأخرى، وتلك حال التنظيم الإرهابي في مصر المسمّى «أنصار بيت المقدس» ومثل عشرات التنظيمات في البلاد العربية، وهذا تحديداً ما كان يهدف إليه صناع هذا التنظيم ومموّلوه من التحالف الدولي الحالي. وهنا ترتسم عدة علامات استفهام وأوّلها كيف لمن صنع الإرهاب ووظفه أن يقضي عليه؟ إن «داعش» وأخواتها من التنظيمات الإرهابية الملتحفة خطأ برداء الإسلام قد تكون لنشأتها أسباب سياسية واجتماعية وإقليمية، ولكن العامل الخارجي ـ على ما يؤكد د. رفعت سيد أحمد ـ في تخليقها وتوظيفها كان الأبرز. إنها في اختصار «جماعة وظيفية»، تماماً مثل «إسرائيل» في إطار المشروع التقسيمي الغربي للمنطقة، وأي ربط بينها وبين الإسلام أو الثورات أو «الربيع العربي» الخادع هذا هو من قبيل التزييف البائس للحقائق. إنّ «داعش» كظاهرة، لن تنتهي، وفقاً لمؤلف كتاب «داعش» ـ خلافة الدم والنار» الدكتور رفعت سيد أحمد. قد تتقلص ويتراجع دورها والضجيج الإعلامي حولها بعد أن يكون التحالف الدولي حقق أهدافه في سورية وفيالنفط العربي وفي عزل محور المقاومة الممتدّ بعضه عن بعضه الآخر، وقد تتراجع لكنها لن تنتهي كظاهرة وستنتج معامل الغرب «دواعش» أخرى تستغلّ بيئتنا العربية والإسلامية الخصبة بعوامل الفساد والاستبداد والفقر والجهل بالدين والتواطؤ المبتذل مع عدو الأمة الاستراتيجي، الكيان الصهيوني. من هنا ضرورة التأمل والمقاربة المعمّقة لـ«داعش» وأخواتها ممن اُبتلي الإسلام بهم فحاولوا اغتياله مجدداً بعد اغتيال وحدة الأوطان، خدمة لأعداء نراهم الآن يفركون أيديهم سعادة بحالنا وزماننا «الداعشي» البائس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى