معركة «البيرنابيو» فرصة الريال للثأر قبل موقعة «آليانز آرينا»
حسين غازي
تتجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية مساء اليوم الأربعاء نحو ملعب سينتياغو بيرنابيو، الذي سيكون مسرحاً لقمة من العيار الثقيل تجمع بين ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ لحساب ذهاب دور الأربعة من منافسات دوري أبطال أوروبا. ويحمل اللقاء في طياته العديد من دوافع الانتقام للملكي وذلك بعد خروج الميرينغي على يد النادي البافاري خلال الموسم قبل الماضي 2012.
فالمواجهة ستكون أنموذجاً للتميّز الكروي وربما تكون باباً لوضع قدم في النهائي لأحد الفريقين.
لقاءات الفريقين معاً في دوري الأبطال تصب في مصلحة الفريق البافاري، فخلال 20 مباراة بين الكبيرين استطاع بايرن ميونيخ الفوز في 11 مرة وتعادلا مرتين وكان الفوز من نصيب النادي الملكي في 7 مرات.
جاءت أولى المواجهات التي جمعت الفريقين بتاريخ 31 آذار 1976، وللمصادفة كانت أيضاً في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب سانتياغو بيرنابيو، وكان التعادل سيد الموقف 1-1 حيث تقدم الميرينغي في الدقيقة السابعة عبر روبيرتو مارتينيز ولكن قبل نهاية الشوط الأول استطاع هداف العالم الأسبق جيرارد مولرمن إدراك التعادل في الدقيقة 42، وفي مباراة الإياب عاد مولر ليزور شباك ريال مدريد مرتين لينتهي اللقاء بهدفين من دون رد، ويصعد البايرن للنهائي ليواجه سانت ايتيان الفرنسي ويفوز عليه ويحقق اللقب.
المرة الثانية كانت أيضاً في الدور ذاته، ولكن مباراة الذهاب جرت في برلين واستطاع الفريق البافاري سحق الفريق الملكي برباعية مقابل هدف يتيم، وسجل النجم الألماني ماتيوس هدفين من ركلتيّ جزاء آنذاك، أما مباراة الإياب في البيرنابيو فقد فاز الميرينغي فيها بهدف وحيد من دون رد ليتأهل البايرن للنهائي ويخسر هذه المرة 2-1 عبر الهدف الأشهر للنجم العربي الجزائري رابح ماجر.
وعلى رغم أن الفريق الألماني يمتلك سمعة كبيرة، إلا أن ريال مدريد لديه سجل مميز أمام البايرن في البيرنابيو تحديداً، فخلال الـ10 مباريات التي جمعت الفريقين في العاصمة الإسبانية، تمكن الفريق الأبيض من تحقيق سبعة انتصارات، تعادل وهزيمتين. بالإضافة إلى ذلك، فإن آخر أربع مباريات جمعت الفريقين في البيرنابيو انتهت بفوز الملكي.
وقد ارتفعت معنويات ريال أخيراً بسبب العودة المنتظرة لأفضل لاعب في العالم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي ابتعد عن صفوف الفريق في الأسبوعين الماضيين لإصابته بشد في أربطة الساق. وهذا يعني أن قائمة إصابات ريال مدريد ستقتصر الآن على الظهير الأيمن ألفارو أربيلوا والمهاجم خيسي الذي تعرض لتمزق في الأربطة خلال فوز ريال مدريد على بوروسيا دورتموند الألماني في دور الثمانية من دوري الأبطال. في حال عودة رونالدو إلى التشكيل الأساسي لريال مدريد اليوم فسيأتي ذلك على حساب إيسكو على رغم تألقه في الآونة الأخيرة في نهائي كأس إسبانيا الذي تغلب فيه فريقه بهدفين لهدف على منافسه اللدود برشلونة. ويسعى ريال مدريد إلى الثأر من بايرن ميونيخ، ولكن حامل اللقب الألماني يسعى من جانبه لتسجيل هدف حاسم خارج أرضه اليوم لتسهيل مهمته في مباراة العودة في ألمانيا.
ولم يظهر بايرن بمستواه المعهود في مبارياته الأخيرة في الدوري الألماني بوندسليغا الذي حسم لقبه النادي البافاري قبل أسابيع. ولكنه تغلب على فريق القاع آينتراخت براونشفيغ في مباراته السابقة بالبطولة السبت الماضي.
وقال فيليب لام قائد بايرن ميونيخ بعد تلك المباراة: «كان أداؤنا جيداً، خصوصاً في الشوط الثاني… من المهم أن نلعب مباراة العودة على أرضنا بمعنويات جيدة، وهذا ما نعمل من أجله بالفعل». وأضاف: «سنثبت يوم الأربعاء أننا دائماً على قدر المسؤولية في المباريات المهمة. ولكن الفرص ما زالت متكافئة تماماً».
ولعب بايرن أخيراً من دون حارس مرماه الدولي مانويل نوير، ولكن حارس منتخب ألمانيا عاد إلى تدريبات الفريق البافاري ومن المرجح أن تسمح حالته بالمشاركة في مباراة ريال مدريد.
ويأمل كثير من عشاق ريال مدريد عبر العالم ألا يتمكن نوير من الوجود في مباراة اليوم، إذ يعلمون جيداً أن غياب نوير يعني أن البايرن سيفقد جزءاً كبيراً من قوته، فذكريات الفريق الأبيض مع نوير ليست جيدة، واللاعبون أيضاً إذ تمكن نوير من التصدي للعديد من الفرص المحققة لنجوم مدريد في 2011. وقد تصدى لركلتي جزاء كريستيانو وكاكا وكان سبباً في إقصاء الريال وتأهل البايرن إلى نهائي نسخة 2011.