«الإخوان»… محاولات نشر الفوضى حتى نفاد الرصيد
بشير العدل
بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات عن الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب المقبل، يكون الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق التي تمّ الإعلان عنها في الثالث من تموز 2013 قد وضع موضع التنفيذ، ليسدّ الطريق على جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنّفة محلياً وعربياً وشبه دولياً بالإرهابية، والمناصرين لها من فصائل وتيارات الإسلام السياسي، أمام الحديث عن العودة إلى الوراء وزمن حكم الإخوان الذي قسّم البلاد والعباد على حدّ سواء.
ومع ذلك خرجت تظاهرات محدودة في بعض أحياء القاهرة والمحافظات في اليوم التالي مباشرة لإعلان الجدول الزمني للانتخابات، قادها منتمون إلى جماعة «الإخوان» وتقدّمتها النساء، في إعلان من جانب الجماعة بأنها مستمرة في تظاهراتها، ونشر الفوضى التي تعهّدت بها قياداتها وأنصارها حتى الخامس والعشرين من كانون الثاني الجاري، وهو التاريخ الذي تعتبره الجماعة يوم ذكرى ما تقول عنه بأنه ثورة، لم تكن حتى الجماعة شريكاً فيها من الأساس، في حين أنه يعدّ في الواقع تاريخاً لنفاد رصيد الجماعة من التمويل الذي حصلت عليه من التنظيم الدولي والدول التي تسانده، لاستمرار تظاهراتها ليس بهدف الإصلاح، وانما بهدف الإعلان عن أنها ما زال لها تواجد في الشارع المصري، وأيضاً على الخريطة السياسية.
وأظنّ وليس كلّ الظنّ إثماً أنّ جماعة «الإخوان المسلمين» لم تكن تسعى يوماً إلى استقرار مصر أو الدول عموماً، وإنما تسعى الى إسقاط الأنظمة والحكومات، وهو الخطر الذي تداركته مصر مبكراً ومعها دول الخليج التي ترسّخ لديها إيمان بأنّ مواجهة الجماعة لا يعني فقط تحقيق أمن مصر واستقرارها، وأنما تحقيق أمن دول الخليج واستقرارها أيضاً، على اعتبار ان مصر تضمّ أكبر فصيل للجماعة، وأنّ خطره لا بدّ أن ينتقل الى دول أخرى إنْ لم تكن هناك مساندة لمصر في مواجهته، وهو ما يفسّر عندي أسباب تضامن الدول الخليجية مع مصر في مواجهة الارهاب الذي تباركه جماعة «الاخوان» وتدعو اليه.
غير أنّ سير الدولة نحو تحقيق خارطة الطريق التي تمّ الإعلان عنها في أعقاب إطاحة الشعب بنظام حكم جماعة «الإخوان» في الثورة الشعبية الجارفة التي خرجت في 30 حزيران من العام 2013 وانتهائها من استحقاقي الدستور وانتخابات الرئاسة، وقربها من الانتهاء من استحقاق انتخابات المجلس النيابي، لم يكن كافياً كي تتعظ الجماعة وتأخذ بالنصيحة السياسية وتعرف أنه لا إرادة تعلو إرادة الشعب، وأنّ الشعب والدولة يسيران نحو تنفيذ خياراتهما، وذلك لأنها جماعة لا يصلح معها النصح، لأنها بحكم تكوينها نرجسية وتتآمر على نفسها، وهي الفكرة التي آمنت بها وحاولت أن تصدّرها إلى الآخرين غير أنها فشلت في ذلك.
وتراهن الجماعة على نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار والنيل من الشرطة والجيش والقضاء، وهو المثلث الذي تريد الجماعة هدمه ببث الأكاذيب والتلفيقات والافتراءات بحق الكثيرين حتى يخرج الشعب على جيشه وشرطته وهو رهان خاسر، لأنّ الجماعة لم تعد فقط منبوذة من الشعب وإنما وصل به الحدّ الى كراهيتها ولفظها لولا حق المواطنة، وهو الأمر الذي يجعل الشعب يرفض كلّ ما تصدره الجماعة من أفعال وأقوال بعد أن اتضح انها جماعة لا عهد ولا وعد لها.
وعلى ذلك فإنّ تلك المحاولات من جانب الجماعة مستمرة حتى يظهر جنودها من الشياطين لأوليائهم أنهم أوفوا بعهدهم لمن يدفع لهم المال والعتاد وذلك حتى نفاد الرصيد.
eladl254 yahoo.com
كاتب وصحافي مصري
مقرّر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة