رحيل رفيقنا بولس كمال الخولي الباكر والموجع
ل.ن.
عرفت الرفيق بولس Paul الخولي طالباً في جامعة هايكازيان، مع بدء انتمائه الى الحزب، ثم رافقته ناشطاً في منفذية بيروت، ومكوّناً مع ناظر التدريب الرفيق فكتور معلوف ثنائياً كان له حضوره الجيد مطلع السبعينات. ثم عرفته مديراً ناجحاً في مؤسسة ناجحة هي الأولى في لبنان في عالم الكتب والمجلات باللغة الإنكليزية.
عرفت أيضاً ابن عمه الرفيق د. رجا طالباً في الـ I.C في الفترة التي نشط فيها زملاؤه الرفقاء وسيم جبران جريج، عصام إنعام رعد، أديب فرحة، يوسف غندور وغيرهم. ثم عرفت ابنه كمال طالباً في مونتريـال، رفيقاً فمدرباً لمديرية الحزب فيها.
كان يلفتك بطلّته البهية، وبرقيّه وتعامله المناقبي. لم اسمع شكوى عنه، إنما اطراء والكثير من المديح. لا تستطيع إلا أن تحترمه وتثق به وترتاح إليه.
ما عدت التقيته لظروف عملي الحزبي، ولظروف عمله الخاص الذي يتطلب الكثير من الاهتمام. انما كنت، كلما التقيت زميليه في Levant، الأمين سليم ميداني والرفيق سامي حداد، أسألهما عنه، وكان بدوره يسألهما. كانت المودة بيننا مستمرة والاحترام متبادلاً.
عندما أبلغت أحد الرفقاء من معارفه عن رحيل الرفيق بول، سمعتُ شهقة وحشرجة كلمات: «ترافقنا كثيراً في فترة العمل الحزبي، كنا معاً في مخيم تدريبي للحزب في صنين. كان قوي البنية، حائزاً حزام أسود في لعبة الكاراتيه، فكان يدرّبنا عليها، وأذكر أيضاً أنه تولى مسؤولية مدير مديرية الحزب في هايكازيان. كان يتمتع بنفسية قومية اجتماعية تتجسد في جميع أعماله وتصرفاته. خسرته الـ Levant. خسرته عائلته. خسره حزبه، وخسره كل من عرفه فأحبه». كلمات لكل من عرف الرفيق بول، وأنا منهم.
من المعروف أن رفقاء من آل خولي كانوا من أوائل الذين انتموا الى الحزب في منطقة رأس بيروت، وتحدث عنهم الأمين جبران جريج في مجلده «من الجعبة».
أولهم في الانتماء الرفيق المهندس رجا الخولي، احد الخمسة عشر الأوائل كما يروي الامين جبران جريج في الصفحة 71 الجزء الأول من مجلده «من الجعبة»، إذ يفيد بأن الرفيق رجا « انتمى عن طريق سعاده نفسه، وكانت تربط الزعيم بوالده البروفسور بولس خولي روابط احترام متبادل، وقد صرف الزعيم جهداً غير قليل في سبيل تكوين الرفيق رجا سورياً قومياً اجتماعياً».
الرفيق رجا أول من استعمل في رسائله لتحي سورية، «فرأيت تعميمها»، على ما يوضح سعاده في رسالته الى غسان تويني في 9 تموز 1946. وهو من عاون الرفيق المهندس بهيج الخوري المقدسي في وضع الشكل الهندسي لشعار الزوبعة.
الى الرفيق رجا، انتمى شقيقه بهجت على يد نسيبه وزميله في الكلية الاستعدادية I.C. ، الرفيق فؤاد خوري، بعدهما انتمى الرفيق كمال.
في الصفحة 95 من الجزء الأول من «من الجعبة» يروي الأمين جبران جريج عن الرفيق كمال أن الكثيرين من الأساتذة في الجامعة الأميركية كانوا يلتقون في المنزل برعاية والدي البروفسور بولس خولي، ومنهم كان سعاده. وأنه سمع مرة قسطنطين زريق يقول لسعاده بعد مناقشته حول أحد المواضيع: لقد افحمتنا يا أستاذ».
تولى الرفيق كمال لاحقاً مسؤولية منفذ عام حلب، وهو والد الرفيق بول خولي الذي خسرناه في عز عطائه، وبكاه كل من عرفه.
شيّع الرفيق بولس خولي عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الاثنين 19/01/2015 في الكنيسة الإنجيلية الوطنية تجاه السراي الحكومي بحضور حاشد، وألقيت كلمات مؤثرة جداً. البقاء للأمة