الحوثي: أفشلنا مخططاً للسيطرة على اليمن
يوم خامس عاشته اليمن أمس، وهي في حالة فراغها السياسي، وغموض شديد يكتنف طبيعة محادثات القوى السياسية التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بنعمر لحل الأزمة المقبلة الناتجة من الاستقالة المفاجئة لرئيس البلاد وحكومته، فيما تابعت الجماعات التكفيرية حشد عناصرها في مأرب.
في هذا الوقت، اعتبر زعيم جماعة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي أنه كان لا بد من الخطوة التي قامت بها اللجان الشعبية في اليمن في الأيام الماضية من أجل البلد ووحدته، وأوضح أنه كان هناك مخطط للسيطرة على البلد، مشيراً إلى أن هذا المخطط يحمل مخاطر على وحدة البلاد.
وتطرق الحوثي في كلمة عبر الشاشة إلى خطوة استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وقال إنها كانت «تهدف إلى مناورة من أجل الابتزاز وكانت خطوة شاذة». وأردف «استقالة الرئيس لم تكن خطوة موفقة ونتوجه الى القوى السياسية ان تكون بمستوى التحدي». وقال: «نقول للجميع إننا نريد انتقالاً سلمياً للسلطة ولا مبرر للقلق في الداخل أو في الخارج»، مضيفاً: «ليس لدى الشعب اليمني أي توجه لخلق مشاكل مع كل الجوار او أي قوى دولية». وأشار الحوثي إلى أن هناك من يقوم ببعض الاعمال الاستفزازية وافتعال الأزمات وهناك من لا يريد الخير للجنوبيين، مؤكداً أن لا أحد يريد اقصاء اي قوة سياسية كما شدد على ان اتفاق السلم والشراكة هو الاساس. وإذ دعا كل القوى الى التعاون بدل التصارع، اعتبر أنه من الافضل لكل القوى ان تلتف حول الخطوات الشعبية والثورية لأنها لمصلحة الجميع.
ولفت إلى أن هناك من يسعى الى تصعيد الوضع الأمني في مأرب، وقال: «واهم من يعتقد في الداخل والخارج ان خلق الفوضى يحول دون تحقيق اهداف الشعب اليمني».
وتيرة الخلافات تزداد
ولا تبدو نتائج محادثات السياسيين مطمئنة حتى اللحظة إثر تصاعد وتيرة الخلافات بين أطراف المشاورات، ليتسع مشهد التجاذبات عقب فشل البرلمان في عقد جلسته المفترضة لمناقشة قرار استقالة هادي.
الساعات الأخيرة شهدت اجتماعاً خاصاً لهيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء الكتل لتدارس إمكانية عقد جلسة برلمانية يحضرها غالبية الأعضاء، فيما يرى قياديون في حركة أنصار الله أن أطرافاً تدفع بتأجيج الصراع من خلال استخدام ورقة الشارع، الذي شهد بعض الاحتجاجات المناهضة للحركة وللجان الشعبية، ويَعتبر أفراد من هذه اللجان أن انهيار مؤسسات الدولة حتم عليهم القيامَ بمهمة حفظ الامن.
في الاثناء، أكد مسؤول يمني أمس أن الحوثيين أفرجوا عن مدير مكتب الرئيس اليمني أحمد بن مبارك بعد مرور 10 أيام على اختطافه.
وقال المصدر، إن الحوثيين سلموا بن مبارك، المرشح السابق لمنصب رئيس الوزراء، لزعيم قبلي من محافظة شبوة، التي ينتمي إليها جنوب شرقي اليمن.
ويأتي هذا النبأ بالتزامن مع محادثات يجريها المبعوث الأممي جمال بنعمر مع القوى السياسية اليمنية وبحضور ممثلين عن جماعة الحوثي للخروج من الأزمة.
من جهة أخرى، علقت الكتلة البرلمانية الجنوبية عضويتها في البرلمان اليمني بعيد تأكيد المبعوث الأممي إلى اليمن على إمكانية التوصل إلى حل سياسي على أساس اتفاق السلم والشراكة.
وقال مصدر إن الكتلة البرلمانية الجنوبية قررّت بعد اجتماع عقدته تعليق عضويتها في البرلمان اليمني.
وكان مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مشاورات مغلقة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لمناقشة تطورات الأوضاع الأخيرة في اليمن والتحديات التي تواجه سير العملية السياسية السلمية.
إلى ذلك، ذكر المركز الأميركي لمراقبة المواقع الالكترونية سايت أن تنظيم القاعدة نشر تقريراً فصلياً أكد فيه أنه شن 204 عمليات في اليمن وهجوماً في فرنسا على صحيفة «شارلي ايبدو» الأسبوعية الساخرة.