علي عبد الكريم من الخارجية: لبنان لا يستطيع مواجهة الإرهاب من دون التنسيق مع سورية
تقدمت وزارة الخارجية والمغتربين عبر مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير نواف سلام، بشكوى رسمية لدى مجلس الأمن ضدّ «إسرائيل» لإدانتها بأشدّ العبارات على القصف الذي تعرّض له لبنان في تاريخ 28 كانون الثاني 2015، «لما يشكل من انتهاك صارخ لسيادته ولميثاق الأمم المتحدة ولأحكام القانون الدولي والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701».
كما طلبت الوزارة من مجلس الأمن التحقيق في «تعرّض وحدات القوة الدولية للاعتداء من إسرائيل، مما أدّى إلى مقتل جندي إسباني»، مطالبة بتحميلها المسؤولية المباشرة عن «هذا العمل المُدان وكلّ ما يترتب عليه من نتائج».
وفي سياق متصل، لفت السفير السوري علي عبد الكريم علي إلى أنّ «إسرائيل كشفت بوضوح أنها ظهير وداعم ومنسّق وقائد للإرهاب الذي يضرب في سورية ولبنان والمنطقة»، مؤكداً «أنّ لبنان لا يستطيع مواجهة الإرهاب، الذي يضرب في أكثر من منطقة، من دون التكامل والتنسيق مع سورية».
وزار علي عبد الكريم أمس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في قصر بسترس حيث «تركز الحديث على الوضع الأمني وما حدث في مزارع شبعا وأهميته وانعكاسه على المنطقة، وضرورة ما حدث من أجل لبنان وردع إسرائيل والتفكير في عدوان أوسع».
وأشار إلى أنّ البحث تطرق «إلى الأوضاع والإجراءات بالنسبة إلى السوريين في المطارات والسفارات اللبنانية في الخارج وعلى الحدود وضرورة معالجة هذا الأمر في أقصى سرعة، وبالتنسيق مع الحكومة السورية والأجهزة المعنية في الدولتين اللبنانية والسورية». وقال: «أطلعني الوزير باسيل على أنه عمّم على البعثات الديبلوماسية في الخارج وطلب منها إبلاغ شركات الطيران بأن لا ضرورة أبداً لأي تأشيرة دخول أو سمة أو فيزا للسوريين في الخارج بالنسبة إلى الذين يريدون المجيء إلى لبنان أو عبره. وأبلغت الوزير باسيل أنّ هذا الأمر يحتاج إلى وضوح وتنسيق أكثر، وخروج من الإجراءات التي صارت عبئاً على البلدين وحدوديهما وعلى المواطنين السوريين واللبنانيين، وشكل نقزة أو ردّة فعل سريعة، وهذا ما تحتاج إليه العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين. والتفاؤل كبير بأنّ الإجراءات ستتمّ، سواء عبر الأمن العام أو مديره المكلف معالجة هذا الأمر والتنسيق بين الجهتين اللبنانية والسورية والأجهزة المعنية عند طرفي الحدود».
وردّاً على سؤال حول تطوّر الأمور بعد عملية شبعا، لفت سفير سورية إلى «أنّ إسرائيل هي التي تستشعر خطر ما ارتكبته في حقّ سورية ولبنان والمنطقة، وكشفت بوضوح أنها ظهير وداعم ومنسّق وقائد للإرهاب الذي يضرب في سورية ولبنان والمنطقة، لهذا فإنّ الردّ عليها من داخل الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا، وبالكفاءة والمهنية والجرأة والنجاح الهائل، هذا كله جعل القيادة المتطرفة في إسرائيل ورعاة هذه القيادة يرتبكون، وبالتالي يستشعرون نتائج ما أقدموا عليه في العدوان في القنيطرة الذي ذهب ضحيته شهداء المقاومة في لبنان أو الذين تمّ استهدافهم سابقاً بالعدوان المفتوح الذي تقوم به إسرائيل ضدّ سورية وشعبها والمواقع فيها، سواء مباشرة أو عبر الإرهاب الذي يتكامل معها ويشكل ذراعاً في الداخل السوري واللبناني، أي النصرة وداعش وكلّ مسمّيات القاعدة التي تضرب أيضاً في سيناء والعريش وفي غيرها، هي مكمّل لما يجري في الجولان وعلى الحدود السورية ـ اللبنانية، وفي كلّ أذرع إسرائيل التي تحمل اسمها مباشرة أو اسم الإرهاب التكفيري. كله الآن يستشعر الخطر جراء محور متكامل للمقاومة وجراء وعي يكبر لدى الشارعين العربي والإسلامي والرأي العام الدولي. هذا الارتداد الذي يستشعر خطره الأميركي والأوروبي وفي الخليج وتركيا، كله يشكل صورة مضافة إلى ما قدمته العملية البطولية التي قامت بها المقاومة في شبعا».
وإذ اعتبر «أنّ قوة لبنان واستقراره وأمنه في رصيد قوة سورية وأمنها»، أكد علي أنّ لبنان «لا يستطيع مواجهة الإرهاب الذي يضرب في أكثر من منطقة من دون التكامل والتنسيق مع سورية التي صمدت طوال أربع سنوات وحقق جيشها وشعبها وقيادتها أعلى درجات النجاح في مواجهة الإرهاب المتعدّد الجنسيات الذي استقدم من أربع رياح الأرض واستخدمت فيه كلّ وسائل التضليل والتحريض والمال السياسي الفاجر».
وسئل السفير السوري ما إذا كانت سورية ستردّ، من جهتها، على عملية القنيطرة أم أنها ستكتفي بردّ حزب الله، فأجاب: «إنّ الردّ قائم، ولم نكتفِ. فعندما نضرب العشرات من النصرة ومن داعش ويطوَّقون، فإننا نضرب أيضاً الجيش الإسرائيلي لأنّ هؤلاء هم امتداد له».
وكان باسيل استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت قضية العسكريين المخطوفين وصلت إلى خواتيمها: «بعد بكير».
ثم استقبل تباعاً السفراء: الأميركي دايفيد هِلْ، الذي سلّمه دعوة لحضور مؤتمر في واشنطن، الفرنسي باتريس باولي حاملاً رسالة عاجلة من حكومته، والأسترالي غلين مايلز.
والتقى وزير الخارجية المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار وشؤون التوسّع يوهانس هان، والمفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية خريستوس ستيليانيديس، ترافقهما سفيرة الاتحاد الاوروبي أنجلينا إيخهورست ووفد من الاتحاد الأوروبي، وجرى البحث في موضوع الإرهاب والوسائل التي يمكن أن يقدمها الاتحاد الاوروبي إلى لبنان من أجل مكافحته. كما جرى البحث في موضوع النازحين السوريين.
وفي مجال آخر، وقع وزير الخارجية مشروع قانون تعديل نظام الوزارة، في إطار حملته الإصلاحية لتعديل نظامها وتحديثه، وتحقيقاً للمساواة بين الرجل والمرأة، إذ طلب إلغاء الفقرة 4 من المادة 12 من النظام المذكور، التي تشترط أن تكون المرشحة إلى السلك الخارجي عزباء، وأحال مشروع مرسوم القانون إلى مجلس الوزراء لإقراره.