لافروف: اتهامات كيري لوسائل إعلام روسية سلوك غير مؤدب
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا ستعمل بثبات على نزع فتيل النزاع في أوكرانيا على أساس اتفاق جنيف إلا أنها لا تقبل مطالب أحادية الجانب.
وقال لافروف في كلمة ألقاها في منتدى الدبلوماسيين الشباب في موسكو: «إن بعض الدول وأولها الولايات المتحدة تطرح مثل هذه المطالب وبدلاً من نزع سلاح القطاع الأيمن وغيره من المتطرفين يعلن الأميركيون أن كل ما تفعله السلطات الأوكرانية شرعي ولا يجري إخلاء المباني».
وأضاف لافروف إن واشنطن تتمتع بقدرة عجيبة على وضع كل شيء رأساً على عقب وبدلاً من سعيها إلى نزع سلاح القطاع الأيمن تطالب روسيا بإخلاء مقار إدارية في دونيتسك ولوغانسك وسلافيانسك وغيرها من مدن جنوب شرقي أوكرانيا.
وأوضح لافروف أن اتفاق جنيف يقضي بضرورة التزام الجهات المعنية كافة بإخلاء أيّ مبان جرى الاستيلاء عليها بشكل غير شرعي في جنوب شرقي أوكرانيا وكييف على حد سواء، لافتاً إلى أن الجانب الروسي دعا في جنيف إلى ضمان مساواة التزامات الجانبين وتزامن كل الخطوات الخاصة بإخلاء أي مبان محتلة بشكل غير شرعي ونزع أسلحة التشكيلات غير الشرعية كافة.
وحذّر لافروف من أن الغرب ينوي الاستيلاء على أوكرانيا انطلاقاً من تطلعاته الجيوسياسية وقال: «إن الغرب يريد إلى حدّ كبير وإلى الحد الذي بدأ منه كل شيء الاستيلاء على أوكرانيا منطلقاً حصراً من تطلعاته الجيوسياسية وليس من الحفاظ على مصالح الشعب الأوكراني».
وأوضح لافروف أنه عندما يحشر المرء نفسه في مثل هذا الوضع فلا بد من أن تظهر علامات النفور عليه حين لا يملك القدرة على النجاح أو أن تسير الأمور في اتجاهات لا يرغب بها وعندها لا بد له من أن يقوم بعمل ما للحفاظ على ماء الوجه أمام ناخبيه ما يجعله يصب كل ذلك في محاولات لمواصلة فرض العقوبات.
وتابع وزير الخارجية الروسي أن الإعلام الغربي عمد إلى تزييف الحقائق في ما يخص تطورات الأوضاع في أوكرانيا مشيراً إلى أن اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخاصة بتغطية شبكة قناة روسيا اليوم التلفزيونية هي سلوك غير مؤدب وغير مقبول .
وقال لافروف: «إن قناة روسيا اليوم تتنافس مع شبكة «سي أن أن» و»بي بي سي» وغيرها من وسائل الإعلام الغربية التي وثقت بأنها تهيمن على الساحة الإعلامية»، مشيراً إلى أن قناة «آر تي» تمكنت من الحصول على الكثير من المشاهدين في أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط.
وفي سياق آخر، أعلن مايكل مان السكرتير الصحافي للمفوضة السامية للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن الاتحاد أخذ في الاعتبار تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة حول تشديد العقوبات ضد روسيا، إلا أنه «يملك نظامه الخاص باتخاذ القرارات».
وقال مان أمس، إن المفوضية الأوروبية وجهاز السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «قد انتهيا من تنفيذ جزء كبير من العمل حول تحضير عقوبات المرحلة الثالثة ضد روسيا ، إلا أنه لا يوجد أي مهل زمنية لإنهائها». وأكد أنه لفرض هذه العقوبات «يتعين اتخاذ قرار سياسي مستقل من قبل دول الاتحاد الأوروبي»، مضيفاً: «لا أستطيع أن أحدد أية نشاطات معينة تستطيع أن تسفر عن فرض العقوبات الاقتصادية، إذ إن الحديث قد يدور حول خرق اتفاقيات جنيف». وامتنع المسؤول الأوروبي عن التعليق على نص حزمة العقوبات الأوروبية ضد روسيا، مؤكداً أنه لا يعلم شيئاً عن تصريحات بعض البرلمانيين الأوروبيين عن فكرة التخلي عن إنشاء أنبوب «السيل الجنوبي» لنقل الغاز. وأوضح مان لأول مرة طريقة اتخاذ العقوبات الاقتصادية قائلاً إنها «عملية ديناميكية، تجري خلالها مؤسسات الاتحاد الأوروبي تحليلاً للإجراءات المحتملة، والتي تقترحها أيضاً الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومن ثم يتم بحثها معها. عندما تصبح هذه الاقتراحات جاهزة تُطرح على الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ولكي تدخل الإجراءات الاقتصادية حيز التنفيذ ينبغي اتخاذ قرار سياسي من قبل جميع هذه الدول».