الجيش والوحدات يتقدمان في محيط الحسكة ووفد تركي يزور دمشق الأحد موسكو تحذر من مغامرة عسكرية في سورية وفرنسا وبريطانيا ترفضان إعادة العلاقات مع دمشق
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرصة التسوية السلمية والدائمة للأزمة السورية لا تزال قائمة، إلا أن مستقبلاً كئيباً جداً ينتظر البلاد في حال القيام بأي مغامرة عسكرية فيها.
وقال لافروف إنه «في حال عدم إعاقة ذلك التسوية السلمية على أساس حوار سياسي داخلي ، وإذا لم يبحثوا عن مبرر لاستخدام القوة ضد النظام السوري، أو ما هو أسوأ، استفزاز لجعله ذريعة، أعتقد أنه توجد لدينا فرصة لعملية تسوية بطيئة لكنها تزداد قوة». وأضاف: «أما في حال أية مغامرة عسكرية فإنه ينتظر سورية مستقبل حزين جداً».
واعتبر لافروف أن رفض الولايات المتحدة إجراء حوار مع دمشق حول محاربة تنظيم «داعش» يدفع للتكهن بأن الضربات يمكن أن تطاول مستقبلاً ليس الإرهابيين وحدهم، مذكراً بأن التحالف الدولي بقيادة واشنطن لم يخطر السلطات السورية مسبقاً عن خطط الضربات الجوية على أراضي سورية، معللاً ذلك بأن حكومة بشار الأسد غير شرعية.
وأكد لافروف أن «اعتبار سورية شريكاً من أجل تدمير السلاح الكيماوي، وليست كذلك في محاربة الإرهاب، هو تناقض وازدواجية في المعايير، وهو ما يدفع للظن بأن الضربات التي تستهدف الأراضي السورية حيث يسيطر الإرهابيون، قد تستهدف في لحظة ما أجزاء أخرى من الدولة السورية لا يسيطر عليها الإرهابيون».
وبخصوص المفاوضات السورية – السورية، أكد لافروف أن روسيا تعول على مشاركة عدد أكبر من قوى المعارضة خلال اللقاء المقبل بين المعارضة والحكومة السورية في موسكو، و قال: «نحن نجهز الآن للقاء آخر نعول فيه على مشاركة ممثلين عن عدد أكبر من مجموعات معارضة، و نعول كذلك على تعزيز عملنا المشترك مع دول المنطقة بما فيها مصر التي تعمل أيضاً بنشاط على مسألة تعزيز المواقف البناءة لدى المعارضين».
من جانبه صرح غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي أن لافروف قد يلتقي المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في 2 آذار المقبل على هامش دورة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الـ28 في جنيف.
ولم يذكر غاتيلوف جدول الأعمال المحتمل للقاء، مؤكداً فقط أنه «سيتم تبادل الآراء حول الجولة الأولى من المشاورات السورية التي جرت في موسكو»، لافتاً إلى أن الجولة الثانية قد تجرى في نيسان المقبل «وفقاً لتطور الأوضاع».
ويلتقي لافروف أيضاً نظيره الأميركي جون كيري في جنيف لبحث تطورات الشرق الأوسط إلى جانب الملفين الأوكراني والنووي الإيراني.
وفي السياق، رأى وزيرا الخارجية الفرنسي رولان فابيوس والبريطاني فيليب هاموند في مقال مشترك أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في حكومة وحدة وطنية بسورية.
وكتب الوزيران في مقال نشر في صحيفتي «لوموند» الفرنسية و»الحياة» العربية أمس، «للحفاظ على أمننا القومي علينا هزيمة «داعش» في سورية، ونحن بحاجة إلى شريك في سورية للعمل معه لمواجهة المتطرفين».
وقالا إنه من المرجح أن تشمل حكومة الوحدة «بعض أقسام هيكل النظام الحالي والائتلاف الوطني السوري وغير هؤلاء من المعتدلين، ممن يؤمنون بسورية تمثل الجميع وتحترم مختلف أطياف المجتمع السوري. إلا أنه من الواضح لنا أن الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في أي حكومة كهذه».
وأضاف الوزيران أن الرئيس السوري «عبر وسائل الإعلام الغربية، يستغل فظائع المتطرفين ليطرح نفسه شريكاً لنا في مواجهة فوضى بلاده. ويبدو أن البعض يميلون إلى ذلك». وأكدا «لم يعد الأسد المسيطر على زمام الأمور في بلده، إذ خسر أراضي في شمال البلاد حيث تقاتل بشكل شجاع جماعات المعارضة المعتدلة، وفي شرقها لا يبدي الأسد أي مقاومة لعناصر «داعش»، وفي شمال غربي البلاد أحكم موالون لتنظيم القاعدة قبضتهم على المنطقة وباتت حدود البلاد مخترقة من الجهات كافة».
وتابع هاموند وفابيوس أن «اقتراح الأسد حلاً لمواجهة المتطرفين يعني عدم فهم مسببات التطرف، إذ بعد سقوط 220 ألف قتيل واضطرار ملايين السوريين إلى النزوح من بيوتهم، من الغباء والسذاجة افتراض أن غالبية السوريين على استعداد للعيش بإرادتهم تحت سيطرة من أحال حياتهم عذاباً».
جاء ذلك في وقت يصل الأحد المقبل إلى دمشق وفداً تركياً يضم نواباً عن أحزاب معارضة، إضافة إلى رئيس البرلمان التركماني في تركيا، وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، إلى جانب رئيس الحكومة التركية الأسبق عبد اللطيف شنر، ورئيس اللجنة الأمنية التركية السورية الأسبق ووزير الدفاع الأسبق وعدد من رجال الأعمال، للقاء كبار المسؤولين السوريين.
ميدانياً، أحكم الجيش السوري سيطرته أمس على خربة نورا وخزنة في ريف القامشلي الجنوب الشرقي، وتل سطيح في الريف الجنوبي للمدينة، في حين سيطرت وحدات حماية الشعب على بلدة تل حميس الاستراتيجية بريف القامشلي وقرى تقتق، خويتلة، أبو توينة وسليمة الكسار الواقعة شمال البلدة.
إلى ذلك، سيطر الجيش السوري على تل المجدع بمنطقة صلخد القريبة من الحدود السورية الأردنية في ريف السويداء الجنوبي الشرقي، حيث سيمكن ذلك الجيش من فرض سيطرة نارية على خطوط إمداد المسلحين عبر الحدود الأردنية نحو مناطق جنوب شرقي السويداء الممتدة نحو البادية السورية وتتداخل جغرافياً مع أقصى مناطق ريف درعا الجنوبي الشرقي.