إيران والسداسية… إلى اتفاقٍ نهائي وتاريخي
رئبال مرهج
لم يعد لدى فيديريكا موغريني لمفوضة السياسة الخارجية الأوربية ما تخشاه لكي تعلن بما لا يدع مجالاً للشك أن مفاوضات الدول الغربية مع إيران قد أصبحت على وشك الانتهاء و بالتالي قرب إعلان اتفاق نهائي وتاريخي، مبشرة بتحول كبير في العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي
وتلاقياً مع تصريح موغريني، أعلن وزير الخارجية الإيطالي – من طهران – أمله في أن تتبلور المحادثات النووية الجارية بين إيران و»مجموعة 5+1» لتثمر اتفاقاً شاملاً بين الطرفين.
تأتي تلك التصريحات المتفائلة في وقت سربت صحيفة «الأنباء» الكويتية التفاصيل الكاملة والنهائية للاتفاق المتوقع نهاية آذار الجاري.
إذ كشفت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة في الخارجية الأميركية أن اختراقاً مهماً حدث في المفاوضات نتيجة المحادثات الأخيرة بين وزيري الخارجية الأميركي والإيراني التي فتحت الباب نحو اتفاق يتجاوز عقبة عدد معجلات الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، إذ اتُفق على سقف لكمية اليورانيوم المخصب التي يمكن أن تحتفظ بها إيران بصرف النظر عن عدد المعجلات التي تدور. وقد حدد سقف تخصيب اليورانيوم بما يتراوح بين 300 و400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب
وتطابقاً مع الموقف الإيراني السابق الذي أعلنه السيد علي خامنئي فإن الاتفاق سيجرى على مرحلة واحدة ونهائية، هذا ما كشفت عنه الصحيفة الكويتية التي سربت نقلاً عن المصادر الأميريكية أن فترة الاتفاق هي عشرة أعوام قابلة للتمديد، حيث يتوجب على إيران إعادة هيكلة مفاعل آراك وإدخال تعديلات على المنشأة النووية الإيرانية في فوردو حيث اتفق على تحويله إلى موقع للأبحاث وبالتالي سيتوقف عن إنتاج اليورانيوم المخصب.
وعلى الضفة الأخرى يقضي الاتفاق برفع العقوبات عن إيران عبر عملية تبدأ فور توقيعه بحزمة من القرارات الرئاسية الأميركية في مساحة العقوبات التي أقرتها السلطة التنفيذية، التي لم تصدر عن الكونغرس الجمهوري الذي شرع له مجلس الشيوخ قانوناً يسمح للكونغرس بمراجعة اتفاق إيران النووي ويحظر على أوباما تعليق أو إلغاء عقوبات على إيران أجازها الكونغرس لمدة ستين يوماً بعد التوصل إلى اتفاق.
ولكن أوباما الذي تشهد إدارته الديمقراطية مواجهة مع كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون، كان قد هدد باستخدام حق النقض ضد المشروع الذي أقره مجلس الشيوخ. ما يؤكد عزم الأدارة الأميركية إنجاح الاتفاق مع إيران تحت ضغط الملفات العالقة في المنطقة بعد فشلها في إدارة أزماتها التي أشعلتها طيلة العقود الماضية.
تتالي الأحداث والتصريحات يؤكد وبشكل واضح قرب توقيع الاتفاق وما سيتبعه من تغيير كبير في سياسة الغرب تجاه إيران واعترف بقدراتها ونفوذها في المنطقة،
نفوذ إيران الذي يسبب القلق لدول الخليج و»إسرائيل» التي سارع رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو لإعلان زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تأتي الزيارة قبل أسبوعين من الانتخابات «الإسرائيلية» ومترافقة مع التوتر الذي تشهده العلاقات بين الإدارة الأميركية ونتنياهو الطامح للتأثير في صناع القرار الأميركي والحيلولة دون توقيع اتفاق حول النووي الإيراني. وأخذ هذا التوتر منحى تصعيدياً خلال الأسابيع الماضية، بعدما ألمحت الإدارة الأميركية في مرات كثيرة إلى أن نتنياهو غير مرحب به في واشنطن.
إيران التي تطالب بحقها في الطاقة النووية المدنية الكاملة وبرفع العقوبات الاقتصادية عليها أصبحت اللاعب الأقوى في المنطقة، هذا ما يعترف به الغرب يومياً، الذي لطالما حاول منذ سنوات إعاقة نجاحها وتقدمها على المستويات كافة ولكنها اليوم تستعد لإعلان انتصارها، الانتصار الذي سيتردد صداه في عواصم الطوق العربي من بغداد لدمشق فبيروت وصنعاء، أما المترددون والخائفون في صحراء الخليج وتل أبيب، فلربما لم يبق لهم إلا الإذعان أو استمرار دعمهم للجماعات الإرهابية التكفيرية حتى وإن وصلت العلاقة بينهم إلى حدود الإشهار والإعلان.