صالح لـ«المنار»: كلام كيري فرضه صمود سورية وحلفائها

أكد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح أنّ التوصل إلى الاتفاق النووي سينعكس ايجاباً على لبنان في الملف الرئاسي، مشيراً إلى أنّ ما يعطل إنجاز هذا الاستحقاق هو غياب التفاهم السعودي الإيراني، مؤكداً أنّ السعودية ليس لها خيار آخر سوى السير في الركب الأميركي، وسترضى أن تقيم علاقات إيجابية مع ايران ما سينعكس إيجاباً على كلّ الملفات في المنطقة.

كلام صالح جاء خلال حوار على قناة «المنار» الذي استهله بالتعليق على نتائج الانتخابات في الكيان الصهيوني، حيث أشار إلى «أنّ كلام رئيس حكومة العدو بنيامين نتنيناهو لا يُظهر أنّ هناك تمايزاً بين المعسكرين المتنافسين في «إسرائيل»، فالأول نعى قيام دولة فلسطينية والثاني يصرّ على إقامة المستوطنات الصهيونية، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، نحن نتعامل مع مجتمع عدواني واضح في مواقفه ودوره، مشيراً إلى أنّ نتائج الانتخابات «الإسرائيلية» تدلل على أنّ الكيان الصهيوني مستمرّ في نهجه وعدوانيته، ولا يقبل أي تسوية أو مفاوضات مع الفلسطينيين وما جرى من مفاوضات لم تؤت ثمارها والخيار الوحيد الناجع هو خيار المقاومة الذي يؤدّي إلى استعادة الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني».

وعن تداعيات الاتفاق الأميركي – الإيراني حول النووي إن تمّ على المستوى الإقليمي، لفت صالح إلى «وجود تعاون يحصل في موضوع مكافحة الإرهاب»، مؤكداً «أنّ التداعيات ستكون بمجملها إيجابية على المنطقة، والاتفاق سينسحب على الأقلّ تبريداً للأجواء في أكثر من ملف، في العراق ستتصاعد العمليات العسكرية ضدّ الإرهاب تؤدّي إلى الحسم، وفي اليمن سيبدأ حوار جديد بين السعودية وإيران وسينعكس على الملف اليمني والسوري واللبناني، لافتاً الانتباه إلى أنّ الأميركي رسم خطاً بيانياً وبوصلة للمرحلة المقبلة ظهرت من خلال التصريح الأخير لوزير الخارجية الاميركي جون كيري، فما قاله ليس زلة لسان أو جائزة تمنح للرئيس بشار الأسد، بل هو نتيجة صمود سورية طيلة 4 سنوات وعدم تمكّن جيوش العالم من إسقاط هذا النظام القويّ، وبالتالي من البديهي أن يعترف العالم بهذا الأمر».

وأضاف صالح: «الاتفاق النووي سينعكس ايجاباً ايضاً على لبنان في الملف الرئاسي، فما يعطل إنجاز الاستحقاق الرئاسي هو غياب التفاهم السعودي الإيراني، لكن السعودية ليس لها خيار آخر سوى السير في الركب الأميركي، وسترضى أن تقيم علاقات إيجابية مع ايران ما سينعكس إيجاباً على كلّ الملفات».

وأشار صالح إلى أنّ «الرئيس سعد الحريري حاول في اللقاء الأخير مع الرئيس نبيه بري تقديم حلّ كسلة متكاملة لم تصل الى خواتيم معينة، لأنّ الظروف لم تنضج بعد والجميع في حالة انتظار وترقب لما ستفضي إليه المفاوضات النووية».

وأوضح أنّ «السلة تتضمّن استعداد الحريري ان يكون رئيساً للحكومة وإقرار قانون انتخاب وإجراء تعيينات أمنية، أما بالنسبة إلى رئاسة الجمهورية فهو يريد رئيساً يرضي الجميع لكن في المقابل هناك تمسك من قبل فريق 8 آذار بأنّ المرشح الأول والوحيد حتى الآن هو العماد ميشال عون حتى يقول هو إنه ليس مرشحاً».

وعن الكلام التصعيدي الأخير لقوى 14 آذار والرئيس فؤاد السنيورة، أعرب صالح عن اعتقاده بأنّ الأخير هو رأس حربة المشروع الأميركي في لبنان، قائلاً: «شاهدنا الدور الذي مارسه السنيورة في السنوات الماضية حين كان يريد إلزام المقاومة بالتزامات لا يريدها حتى الاميركي و»الإسرائيلي»، جازماً بأنّ هذه التصريحات التصعيدية هي من ضمن لعبة توزيع الأدوار بين هذا الفريق لأنهم يعتبرون المقاومة خصماً».

وإذ وصف كلام السنيورة بـ»السفيه والسيّئ والغير موضوعي ويسعى الى تعطيل الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، لفت صالح إلى أنّ حزب الله هو المدرك والواعي والذي يتعامل بعقلانية وحرص على أمن البلد وسلمه الأهلي واستقراره ووحدته الوطنية ومنع الفتنة الطائفية والمذهبية، مضيفاً: «السنيورة لديه مشروعه الخاص الذي يتناقض مع مشروع الحريري، وطموحه ان يعود هو الرجل الأول في الطائفة السنية، فيما يرى الحريري أنّ الحوار مع حزب الله هو لمصلحة «المستقبل» لأنّ جميع القوى المرتبطة به ذهبت الى الحالة الأصولية والمتطرفة وبات الاستقرار والأمن في البلد مصلحة مشتركة لدى الطرفين».

وأضاف: «تصريحات 14 آذار هي صحوة ميت، فهناك انتصارات عديدة في المحيط ورهانات تسقط الواحد تلو الآخر».

وتطرّق صالح إلى ملف التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، فاعتبر أنّ «الحكومة تملك صلاحيات بإجراء تعيينات وليست في حاجة إلى رئيس الجمهورية في هذا الصدد، لكن ما يعرقل ذلك هو الخلاف على الأسماء، وهناك مساع تجري من ضمنها اللقاء بين العماد عون والنائب وليد جنبلاط لمنع فكرة التمديد».

وشدّد على أنّ «الوضع الأمني على الحدود ووجود الإرهاب التكفيري المنتشر في كلّ لبنان يستدعي المزيد من الحذر وجاهزية الأجهزة الأمنية، لذلك المطلوب تعيين رأس لها للحفاظ على بلدنا وفي ذلك طبعاً مصلحة وطنية عليا».

وعن دور مؤتمر الأحزاب العربية أكد صالح أنّ «ما يجري في سورية لم يكن هدفه الذهاب نحو التغيير بل إسقاط موقع أساسي للمقاومة وزعزعة بنيان المقاومة في المنطقة، وقال: «بذلنا جهداً كبيراً لتجميع القوى العربية من كلّ الاتجاهات والأفكار ودعوة الجميع عندما تنضج الظروف إلى مؤتمر، وهناك تطوّر في فهم الأحزاب العربية للقضية السورية بأنّ اسقاط النظام هو سقوط ركن من أركان المقاومة وتسيّد الكيان الصهيوني على المنطقة، وهذا ما يدفع قوى ومحور المقاومة إلى الدفاع عن سورية ومواجهة الإرهاب التكفيري والكيان الصهيوني الذي يحاول ضرب النظام في سورية».

وأضاف صالح: «إسرائيل والإرهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة، وما حصل على الحدود الجنوبية لسورية من تنسيق بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية، كما غارة القنيطرة، دليل على ذلك، ما يؤكد ضرورة مواجهة الإرهاب بوجهيه «الإسرائيلي» والتكفيري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى