الكرملين: المدافعون عن دونيتسك ولوغانسك ليسوا دمى بيد روسيا
أكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين أن أفراد قوات الدفاع الشعبي في «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك» ليسوا دمى في أيدي روسيا.
وأوضح بيسكوف أن لدى موسكو تأثيراً محدوداً على قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك ولوغانسك، على عكس الفكرة الشائعة لدى الغرب، مشدداً على أنه «على النقيض ما يتحدث عنه الناتو والدول الأوروبية، فعناصر قوات الدفاع الشعبي في دونباس ليست دمى لنا. يوجد لدى الرئيس بوتين تأثير عليهم، لأنهم يحترمونه، لكنه لا يستطيع أن يأمرهم بإلقاء السلاح».
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية إلى أنه على رغم أن العلاقات بين روسيا والدول الغربية توترت بشكل ملحوظ، إلا أن ذلك لا يعني أن «أوروبا فقدت روسيا، وروسيا فقدت أوروبا»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الرأي العام الغربي تعوّد على «تشويه صورة بوتين وإلقاء اللوم عليه في كل شيء».
وأكد بيسكوف أن الانقلاب الذي حصل في أوكرانيا بعد الأحداث التي وقعت في كييف في كانون الثاني وشباط عام 2014 لم ينل تغطية كافية ونزيهة من معظم وسائل الإعلام الغربية، مضيفاً أنه «حدث انقلاب في قلب أوروبا أعد في الخارج. هذا خطر علينا جميعاً. قد يكون يانوكوفيتش رئيساً سيئاً وربما سيئاً جداً، لكنه بلاشك كان رئيساً منتخباً، قبل أن يقرر أحد ما تنحيته عن السلطة، وهذا أمر غير مقبول بتاتاً».
من جانب آخر، قال بيسكوف للصحافيين في موسكو أمس، إن مسألة فرض عقوبات على كييف يمليها منطق الأحداث، معرباً عن أسفه لأجل أن لا أحد يريد العمل وفق هذا المنطق، مشيراً إلى أن «في المقابل، يحاول الجميع تحميل روسيا مسؤولية كل الذنوب، الأمر الذي يتعارض مع منطق تطور الأحداث».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية إنه في هذه الحال لا يمكن أن يكون هناك أي توجيه رسمي إلى برلين وباريس يدعوهما إلى الضغط على كييف. وأعاد بيسكوف إلى الأذهان أن روسيا وألمانيا وفرنسا دول موقعة على اتفاقات مينسك، وهي «لا تعد أطرافاً في الصراع»، معرباً عن قناعته بأن «جميع البلدان يجب أن تتحمل المسؤولية لضمان تنفيذ اتفاقات مينسك»، مشدداً على أن تجاهل عدم التزام أحد الأطراف اتفاق مينسك لا يساعد في تطبيع الوضع في أوكرانيا.
في سياق متصل، شدد بيسكوف مجدداً على قلق موسكو البالغ إزاء قيام كييف بالقصف المستمر باستخدام المعدات الثقيلة وانتهاك الأحكام المحددة لاتفاقات مينسك.
جاء ذلك في وقت، اتهم نواب من «كتلة بيترو بوروشينكو» في مجلس الرادا الأوكراني الأوليغارشي إيغور كولومويسكي بالاستيلاء بالقوة على مقر شركة «أوكر نفطا»، أكبر شركة نفط وغاز بالبلاد.
وقال سيرغي ليشينكو، أحد نواب الكتلة إن كولومويسكي تحصن في مقر الشركة الذي يحرسه مقاتلون من كتيبة «دنيبر-1» الموالية له، قبل أن يطوق على عجل بقضبان حديدية.
أما النائب والصحافي مصطفى نايم من الكتلة البرلمانية نفسها فأعلن عبر صفحته في موقع «فايسبوك» أنه تعرض للضرب عندما حاول الليلة الماضية دخول مقر الشركة، وذلك من قبل مجهولين بزي عسكري كانوا يحرسون المقر.
ونفى كولومويكسي نفسه هذه الاتهامات، مؤكداً أن الأشخاص الذين ظهروا أمام المبنى حراس لـ «أوكر نفطا»، تم نشرهم من أجل حماية المقر تحسباً لاعتداءات هدفها الاستيلاء على الشركة.
وتترك التطورات الأخيرة حول شركة «أوكر نفطا» انطباعاً بأن الحلقة الأخيرة من النزاع بين الرئيس بوروشينكو، «ملك الشوكولا» الأوكراني، وكولومويسكي، محافظ مقاطعة دنيبروبيتروفسك ومالك أكبر المجموعات المصرفية التجارية في أوكرانيا، لم تنته بعد.
وفي السياق، أمهل وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف المسلحين الذين يسيطرون على مقر شركة «أوكر نفطا» 24 ساعة لإلقاء السلاح.
وحذر الوزير «رجال الأعمال والسياسيين، وشخصياً كولومويكسي وبينتشوك الملياردير فيكتور بينتشوك وأحمدوف رينات أحمدوف أغنى أثرياء أوكرانيا وصاحب جزء كبير من مؤسسات التعدين واستخراج الفحم في منطقة دونباس ويريمييف إيغور يريمييف رجل الأعمال والسياسي الأوكراني وسوركيس رجل الأعمال إيغور سوركيس وغريغوريشين قسطنطين غريغوريشين رجل الأعمال النشط في مجال الطاقة ، من أن مجموعات حراسهم الشخصيين لن تجوب شوارع المدن. إنني أمهل الشركات الأمنية كافة 24 ساعة. لجعل أنشطتها تتناسب مع القانون».
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 6 آلاف شخص قتلوا في أوكرانيا منذ اندلاع النزاع المسلح بين سلطات كييف ومعارضيها جنوب شرقي البلاد.
وجاء في تقرير أصدرته لجنة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أمس أن المعلومات الكاملة عن القتلى الذين سقطوا نتيجة للتصاعد الأخير لأعمال القتال منذ أواسط كانون الثاني وحتى أواسط شباط الماضيين لم تحدد بعد.
وأشار التقرير إلى أنه منذ بدء النزاع أواسط نيسان من العام الماضي وحتى 19 آذار فإن عدد القتلى الموثق بلغ 6072 شخصاً، إلى جانب إصابة 15345 شخصاً بجروح.
وكانت اللجنة الدولية قد أفادت قبل أسبوع بسقوط 5934 قتيلاً وجرح 15300 في أوكرانيا نتيجة للنزاع المسلح في جنوب شرقي أوكرانيا.