مدارات اليرموك في منتصف الطريق… بانتظار شهر الحسم
نيبال هنيدي
ما تزال الدول المعادية لحلف المقاومة تحاول جاهدة استنزاف سورية واليمن بإرسال المسلحين ودعم الارهاب عابر الحدود وتمويله. ويعمل حلف المقاومة في المقابل على توزيع استراتيجياته على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة حتى توقيع الاتفاق النووي النهائي بين إيران و«السداسية الدولية».
وكانت ساعة صفر للهجوم على حلف المقاومة بقصف اليمن، بعدما شكلت السعودية حلفاً للعدوان عليه في أواخر الشهر الماضي. ومع انتهاء السبوع الاخير من الشهر الاول لهذا العدوان، يبدو واضحاً الافلاس السعودي في تغيير المعادلات على الارض.
شهر آذار هو شهر امتصاص الصدمات، ويحضر الجيش السوري لمعركة اليرموك على تركيا التي دعمت «النصرة» لتدخل إدلب في الثامن والعشرين من الشهر الفائت بعد 4 أيام من المعارك التي وصفت بالأعنف، تتراجع لتتموضع على الحياد في دعهما لها، بعد أن أرسلت حوالى ألفي مسلح، إضافة الى ألف وخمسمئة كانوا يتواجدون في المدينة. وفيما سلّم الأردن المعبر الحدودي الأخير مع سورية لمسلحي تنظيم «القاعدة» في بداية هذا الشهر، بقرار خليجي ـ «إسرائيلي» في محاولة لارباك الجيش السوري في الجبهة الجنوبية، بعد أن شكل الأردن غرفة عمليات ودعا ما يسمى «الجيش الحر» في بداية آذار الماضي بعد الخسارات التي تكبدتها «جبهة النصرة» والجماعات المسلحة التابعة «للجيش الحر» في معارك ريف درعا، والتي يجهز الجيش السوري لمعارك تحريرها من «النصرة».
فشل العدوان السعودي خصوصاً بعد انسحاب دولتين: تركيا والباكستان، من حلفها، جعل مخيم اليرموك يبقى حتى الشهرالمقبل في منتصف الطريق، بعدما تعطّلت المصالحة فيه بتدخل تركي ـ سعودي مع «داعش» و«النصرة» لتسليم المخيم لـ«داعش»، وسيطرت الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في الخامس عشر من هذا الشهر على ساحة الريجة في المخيم بعد معارك مع «داعش» و«النصرة»، فيما أفادت مصادر ميدانية عن انسحاب مسلحي تنظيم «داعش» الارهابي من مخيم اليرموك الى أطرافه الواقعة لناحية منطقة الحجر الاسود.
خصوصية مخيم اليرموك فرضت طوال السنوات الماضية من الازمة خصوصية التعامل العسكري معه، ولكن دخول تنظيم «داعش» الإرهابي اليه، لم يترك خياراً أمام الحكومة السورية والفصائل الفلسطينية سوى القيام بعملية عسكرية مشتركة واسعة يشارك فيها الجيش السوري والفصائل الفلسطينية لطرد التنظيم وإعادة الأمن والاستقرار إلى المخيم.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني قد أعلن بعد اجتماعه بوزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر في التاسع من هذا الشهر، ضرورة تنفيذ «عمل عسكري يراعي حياة المدنيين السوريين والفلسطينيين في اليرموك»، إضافة الى تشكيل «غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينية التي ترغب، والتي لها وجود ملموس داخل المخيم أو في محيطه لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكرياً». مؤكدا أن فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية ما عدا حماس اتفقت على تشكيل هذه الغرفة.
من جهته صرح أبو رامز مصطفى ـ مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة في لبنان إن «القتال سيستمر ضد داعش، وإن عدداً من فلسطينيي سورية انضموا إلى الفصائل المقاتلة ضد التنظيم».
هذه العملية ستتم في انتظار ما اذا كانت تركيا وأيضاً الأردن سيعيدان النظر في زج نفسيهما في دائرة الارهاب على حدودهما بدعمهم اللوجستي والعسكري للجماعات الارهابية، وخصوصاً «النصرة» في إدلب ودرعا، يخطو الجيش السوري بثبات لفرض طوق حول إدلب وعمليات عسكرية في درعا وريف القنيطرة ودمشق، في انتظار شهر الحسم القادم على الحدود.
فهل تتحمل قدرات تركيا والأردن المزيد من تبعات تدخلهما؟ سؤال يبقى رهن الميدان.