جابر لـ«الشرق الجديد»: لإيران دور كبير في وقف الحرب على اليمن
اعتبر العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدارسات ان «المملكة العربية السعودية منزعجة مما لا شك فيه من الاتفاق النووي المرتقب مع ايران لأنها تعتبر ان ما سينتج منه هو اتساع نفوذ ايران في المنطقة، اما في ما يتعلق باليمن، فالسعودية تعتبره حديقتها الخلفية وان سيطرة الحوثيين عليه تضر بمصالحها، ومن سيطرة ايران على باب المندب من خلال الحوثيين، هذه كلها هواجس، لكن كانت مضخمة جداً لأن المملكة العربية السعودية دولة لها مكانتها بالمنطقة وتأخذ نفوذها حسب امكاناتها وحجمها».
وتابع جابر: «هذه الهواجس جعلت المملكة العربية السعودية تحضر لهذه العملية العسكرية واميركا لم تعترض، واستذكر هنا قصة غلاسبي السفيرة الاميركية في بغداد مع صدام حسين حين قال لها سأهاجم الكويت فقالت له اعمل ما يحلو لك ورأينا الكوارث التي حصلت».
وقال جابر: «كل الكتب العسكرية تقول ان الضربات الجوية ولو كانت على اشهر طويلة لا تحقق الأهداف السياسية والاستراتيجية، ولا بد من حرب برية ولكن في الوضع اليمني الحرب البرية كارثة على من يقوم بها وعلى المنطقة كلها، لأسباب جغرافية وديمغرافية وعسكرية وغيرها، لذلك كانت المملكة معولة على باكستان ومصر وتركيا، لكن باكستان حيدت بفضل النشاط الدبلوماسي الايراني وتركيا ايضاً عندما عاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من زيارته لطهران طرح نفسه كوسيط ومصر لن تدخل في المستنقع اليمني برياً».
وأضاف: «الحرب وقعت ولم تؤد الا الى دمار نصف البنى التحتية في اليمن وقتل الآلاف وتشريد عشرة ملايين يمني وكارثة انسانية، هذه من الأسباب التي أدت الى اقتناع المملكة العربية السعودية مؤخراً انها لن تحقق اي أهداف لو استمرت الحرب، وايضاً الضغط العالمي الانساني، وعبد ربه منصور هادي اكتشف مؤخراً انه لن يستطيع ان يعود الى اليمن على رأس السلطة تحت القصف الجوي السعودي والتدمير».
ورأى: «ان من الأسباب ايضاً، المبادرات قرار الامم المتحدة، مبادرة بان كي مون، المبادرة الايرانية والعمانية والروسية كلها تحركت بسرعة والسبب الأهم الذي ادى الى توقف الضربات هو الاستعراض البحري في بحر العرب قطع ايرانية وقطع اميركية واعتقد ان التوتر اشتد قليلاً».
وأشار جابر إلى انه «عندما أعلن مساعد وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان قبل خمس ساعات، انه خلال ساعات سيكون هناك وقف للضربات الجوية، هذا يعني انه كان مستنداً الى معلومات دقيقة وهو قام بجهود مضنية، ما معناه ان لإيران دوراً كبيراً سيما ربما مع الاميركيين منعاً للاشتباك في بحر العرب ووقف هذه الحرب».