الشهداء يعودون… أن نكون أو لا نكون!

محمد صادق الحسيني

انتباه انتباه انتباه… مرة أخرى الشهداء يعودون، وإنْ لم يغادرونا أصلاً… ولكن لمن لم يتعلّم الدرس بعد من 6 شباط إلى 7 أيار!

انتباه انتباه انتباه… مرة أخرى الشهداء يعودون… وإنْ كانوا لم يغادرونا أصلاً… ولكن لمن لم يتعلّم الدرس من الدردرية السياسية القديمة… والتي تحاول الاقتراب من أبواب الشام من جديد… محاولة سرقة ما تبقى من قوت الشعب الذي لم تتمكّن من سرقته طوال سنوات الحرب الكونية على سورية الحبيبة!

انتباه انتباه انتباه… مرة أخرى الشهداء يعودون… وإنْ كانوا لم يغادروننا أصلاً… ولكن لمن لم يتعلّم الدروس من فتنة «انتفاضة الطلبة» عام 1999 إلى فتنة محاولة الانقلاب المخملية عام 2009 على أبواب طهران الثورية الأبيّة، وهي تقاتل الإمبريالية باستراتيجية حافة الهاوية أو استراتيجية الديبلوماسية البطولية والثورية.

ونحن نقترب من إنجاز فصل جديد من فصول الانتصار على الأميركيين و«الإسرائيليين» وتابعتهم الرجعية العربية… تطلّ علينا بين الفينة والأخرى وجوه مغبرة هنا وهناك، مستفيدة من جو فضاءات «استراحة المحارب» لتقول لنا بأنّ علينا اختيار وسائل وأساليب «اعتدالية» مقبولة متصالحة ومتعايشة مع لغة التخاطب العالمي الغربية المتداولة بحجة أنها لغة «المجتمع الدولي» المقبولة كي نخرج من العزلة ونربح المعركة.

كأننا نحن من خسر تلك المعارك كلّها منذ بداية القرن الحادي والعشرين حتى الآن وليس الأميركي و«الإسرائيلي» هو من خسر معاركه كلها معنا، في اليابسة كما في الجو كما في البحر، منذ انتصار عام 2000 عندما أخرجناه

من أرض جبل عامل ذليلاً خانعاً، إلى هزيمته التاريخية الأخرى عام 2006 المعروفة بحرب الـ33 يوماً، وصولاً إلى هزيمة سيدهم الأكبر باراك أوباما وهو يتراجع عن خطة العدوان على عرين الأسد ليلة الثالث من أيلول العام الفائت، ما جعله يتجرّع كأس السمّ ويقرّ بهزيمته النهائية.

يقول الأدميرال علي فدوي قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني: «خمسون ثانية تكفينا لتدمير أكبر بارجة أميركية، قمنا بتصميم مشابه لها وسنقوم بإنجاز المهمة في تجربة حية قريبة، ما يعني أننا بتنا نملك أقوى طوربيد في العالم».

بلى، قلنا لهم ونعيد التأكيد، إننا نعيش عصر الشهيد عماد مغنية والشهيد محمد سليمان والشهيد خوش نويس، ما يعني أننا نعيش عصراً يشبه عصر بدر وخيبر وليس عصر شعب أبي طالب!

مع ذلك يصرّ هؤلاء الانتهازيون ومقتنصو الفرص من ضعاف النفوس على القفز إلى واجهة المسرح السياسي هنا وهناك، في محاولة للتدثر بعباءات بعض قياداتنا، بغية التسلل إلى مطابخ صناعة القرار في بلادنا لعلّهم يوقفون زحفنا الثوري الهدار!

لهؤلاء جميعاً، ولمن يعمل معهم من وراء الظلّ، نقول: لا مكان للقتلة وبائعي الضمير وتجار اقتناص الفرص بين صفوفنا ونحن نقترب من مواسم الاحتفال بالتصر، لا في مقام السياسة والزعامة في لبنان، ولا في مراتب الاقتصاد وإعادة الإعمار في سورية، ولا في مقام المستشارين الثقافيين أو الدينيين أو الجامعيين، فضلاً عن السياسيين في إيران.

فقد هزم بني الأصفر على امتداد التجربة الإيرانية الثورية المعاصرة حتى أصبح نظام ولاية الفقيه صاحب اليد العليا في أي منازلة مقبلة، والنصر حليفنا لا محالة، ومن يشكك في ذلك فليجرب حظه.

تماماً مثلما هو الأمر في جولة الحرب الكونية على سورية الحبيبة على امتداد السنوات الثلاث الماضية، هزمت الروم، وأصبح بقاء الأسد ليس محتوماً فحسب كما قلنا بعد معركة باب عمرو الفاصلة، بل اننا نزعم اليوم أنّ هذا الأسد المنتصر سيتربّع على عرش العالم بعد الاستحقاق الرئاسي، وسيقف الكثيرون طويلاً في الصف لتقديم التهنئة وأوراق اعتمادهم لديه إنْ عاجلاً او آجلاً.

أمّا لبنان العزة والكرامة وفخر العرب والمسلمين بمقاومته الحامية ليس لوحدة اللبنانيين فحسب، بل وللمسيحيين في المشرق كلّه، ولجميع أحرار العالم حتى من غير المتديّنين، فيكفيه شرفاً أنه بات محجاً لكلّ من يريد ان يتدرّب على حرب التحرير الشعبية بنسختها التقليدية المعروفة، كما بنسختها المعدلة بعد القصير ويبرود وعموم القلمون والقادم أعظم.

وحدهم الشرفاء إذن من أنصار أمّة يا أشرف الناس هم الذين سيقودون القافلة المنتصرة نحو شاطئ الأمان، إنْ في السياسة أو في الاقتصاد أو في الثقافة أو في الدين، ولا سيما في الأخلاق، ولن نسمح بغير ذلك لأنها معركة وجود، ومعركة أن نكون أو لا نكون.

لا مكان لعديمي الشرف والأخلاق أو بعض ضعاف النفوس بين صفوفنا، خاصة الذي يريدون التطاول على المناصب العليا مهما تقمّصوا من صفات، وتحت أي عباءة تدثّروا، فلن نقبل من أحد بعد اليوم أن يتصدّر صفوف مسارحنا إلاّ من يرضى بمعادلة الذهب المصفى… أو بعرين الأسد… أو العمل تحت الكساء… ومن يقبل بها ثلاثية ماسية فله الأرجحية والأفضلية… والسلام، ونقطة أول السطر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى