مكتبة «البناء»
صدر عن «دار الجندي للنشر والتوزيع» ـ القدس، كتاب «تاريخ فلسطين ورحلة تمكين الغرباء» للباحث الدكتور المصري أنور محمود زناتي. يقع الكتاب في 275 صفحة من القطع الكبير. وهو عبارة دراسة أكاديمية تناقش المشروع الصهيوني واستيلاءه الممنهج على الأراضي الفلسطينية. كما يتطرّق الكتاب إلى قضية مهمة، ألا وهي تفنيد مسألة بيع الفلسطينيين أراضيهم.
وشمل الكتاب دراسة موثقة تشمل:
ـ تقسيم الأراضي في فلسطين حتى عام 1918.
ـ التقديرات المختلفة لتطوّر أعداد السكان في فلسطين 1914 ـ 1948.
ـ موجات الهجرة اليهودية من 1882 ـ 1948.
ـ أعداد اليهود من عام 1918 حتى عام 1948.
ـ تطوّر عدد سكان فلسطين من عام 1914 حتى عام 1947.
ـ تطوّر أعداد السكان في فلسطين تحت الاحتلال البريطاني.
ـ تطوّر نسبة ملكية الأراضي في فلسطين تحت الاحتلال البريطاني.
ـ نسبة الأراضي التي أقيمت عليها دولة الاحتلال الصهيوني عام 1948.
ـ شهداء مجزرة دير ياسين.
ـ المجاز الصهيونية في فلسطين 1947 ـ 1948.
ـ ملكية الأراضي التي أقيمت عليها دولة اليهود.
ـ أسباب اللجوء وفق الملفات الصهيونية.
كما أهدى الزناتي كتابه إلى المرأة الفلسطينية التي قالت ذات يوم: «لست لاجئة، بل أنا… بنت البلد». وهي سيدة تدعى «أمّ ممدوح»، هُجّرت من قريتها في الجليل الأعلى بعد حرب 1948، وكانت قد نزحت مع أبناء بلدتها إلى قرية أخرى في الجليل منتظرة العودة.
«حارس الحبق»… تجلّيات العشق في شعر توفيق أحمد
كتب محمد خالد الخضر:
«حارس الحبق»، دراسة نقدية للدكتور محمد هايل طالب، تسلّط الضوء على تجربة الشاعر توفيق أحمد، حرص خلالها على إظهار القيم الفنية في كثير من شعر الغزل لدى الشاعر، إضافة إلى البنى النفسية والجمالية وخلفيتها المعرفية المتجلية في خطاب العشق.
وحاول طالب أن يشكل مذهباً نقدياً متماهياً مع الحدس التجريبي والحسّ الإبداعي اللذين يكوّنا الحالة الأدبية الموجودة في النصوص، بعدما رأى أن النقد أهمل التجارب الفردية. معتبراً أن هذه الدراسة واجب ثقافي يجب أن ينجز مضافاً إلى تجاربه النقدية الأخرى.
ويستقرئ طالب في قصائد أحمد المقولات الدلالية لخطاب العشق لدى الشاعر، معلّلاً العلاقة بين التاريخ الشعري العابق بالحياة والمميز بالريادة، وبين الذات الشاعرة، وظهور ذلك في الأعمال الشعرية بأبعاد تصويرية تضفي الجمال على الرؤى الشعرية عند الشاعر. معتبراً أن الدلالات الشعرية عند أحمد كوّنت معادلاً موضوعياً للموقف الحضاري من حيث بنيتها في اللغة الشعرية المتجذرة في التاريخ.
وأشار طالب في كتابه إلى أن الأنثى لدى الشاعر الأحمد هي ذاتٌ حالمة وحلم مشخّص. وأن مشاعر الشوق والحنين هي المحفّز للشاعر ليتخذ من المرأة هيكلاً بنيوياً لقصيدته.
وقال طالب: يبرز التكييف الدلالي بين المجاز والحقيقة التي وظفها توفيق أحمد في نصوصه الشعرية ومؤدّاها الجمالي، ومدى إثارتها حاسة البصر نتيجة البراعة في التشكيلات الدلالية التي يصوغها الشاعر أحمد.
ويتناول طالب الثنائيات الضدّية في خطاب العشق لدى الشاعر أحمد، إذ يعدّها طالب أسساً محورية في العمل الإبداعي وفي مدى شاعريته وجماليته. فالثنائية الضدية تجعل النص الإبداعي حركياً حدثياً يخلق تضاداً فكرياً في سياق الحدث الشعري، إضافة إلى أن التضادّ عنصر أساس وصاحب دور فعال في بقاء كثير من النصوص الإبداعية.
واهتم الشاعر بحسب طالب بتقنية التضاد كأسلوب فنّي. كثنائية اليباس والإيناع التي جاءت متكرّرة في نصّ «تلك الليلة»، إذ أظهر الناقد مواطن التضاد في مفردات القصيدة ودلالاتها.
وفي تحليل طالب الفعلَ السرديّ والقصصيّ ودوره في خطاب العشق، رأى أن السردية كخطاب لا يقتصر وجودها على الأجناس الأدبية، وهي تخضع في كل جنس أدبي لقوانين ذلك الجنس البنيوية، معتبراً أن السرد صيغة رافقت الغنائية منذ أقدم العصور، إذ اعتنى الشعر العربي قديمه وحديثه بالجانب السردي.
وبرزت في نص أحمد كما أورد طالب تقنيات حوارية عزّزت من درامية نصّه كتقنية العودة إلى الوراء، وهي تقنية قائمة على أساس استرجاع الزمن الماضي الذي تكون صوره غير مرئية بشكل منطقي ومتسلسل، ويكون استرجاعاً عشوائياً معتمداً على التداعي الذي يتم بوساطة الذاكرة غير المرتبطة بزمان أو مكان، وجاءت هذه الوسيلة البنائية في قول الشاعر أحمد:
سنوات عشر شربنا أساها
كنت ليلاً فيها وكنت الضياء
سنوات عشر وكنت ربيعا
في تفاصيلها وكنت الشتاء.
وعن رأيه في كتاب «حارس الحبق» لمحمد هايل طالب، قال الناقد رضوان هلال فلاحة إن المؤلف اتّبع قواعد نقدية تضيّق من آفاق الرؤى الشعرية وإن كانت الحالة الثقافية الغنية للدكتور محمد هايل طالب أضفت على هذه المدرسة النقدية غنى معرفياً، كما أن الموضوعية في الطرح أبعدته عن المديح لتكون لغته النقدية منهجية ومتوازنة.