«اللجنة الثورية» اليمنية ملتزمة الهدنة ورفض الحوار في الرياض
استهدفت طائرات التحالف السعودي بأربع غارات متتالية قوات من الجيش اليمني، وحاولت التقدم باتجاه عدن من الجهتين الشّمالية والغربية، حيث دارت بينها وبين أنصار الرئيس هادي معارك عنيفة.
كما تجدّدت المواجهات العنيفة وسط أحياء مدينة الحوطة شمال عدن، لدى قيام وحدة من الجيش بالتوغّل إلى وسط البلدة للبحث عن مسلحين من أنصار هادي، ما أوقع شهداء وجرحى.
وفي السياق، امتدّت المواجهات إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، كما تواصلت المواجهات في الضالع، وشهدت أحياء عدة في مدينة تعز اشتباكات عنيفة بين «أنصار الله» ومسلحين من أنصار هادي استخدمت فيها أنواع الأسلحة كافة.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن التحالف السعودي استهدف مناطق حدودية في صعدة بينها الجبل الأحمر.
وكان العدوان السعودي واصل فتكه باليمنيين الآمنين، مستهدفاً بطائراته الحربية ودباباته مزيداً من القرى والبلدات، ليُقوضها ركاماً ويُحيل أهلها إلى أشلاء.
إلى ذلك، رفع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة غلام علي خوشرو شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد السعودية بسبب العراقيل التي تضعها قوات الائتلاف بقيادتها أمام إيصال المساعدات للشعب اليمني.
وفي رسالة وجهها خوشرو إلى مجلس الأمن الدولي حول هذا الموضوع، دعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات للمساعدة في إيصال شحنات المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى الشعب اليمني.
وكان مساعد رئيس الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري هدّد الثلاثاء الماضي بأنّ «ضبط النفس الإيراني له حدود وأي تعرض لسفينة المساعدات الإيرانية، قد يشعل النار في المنطقة»، وأضاف مهدداً أن «هذه النار إذا اشتعلت يصعب احتواؤها».
في المقابل، أكّد نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أنّ «قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ليس لديها تفويض دولي يُجيز لها إيقاف أو تفتيش السفن المتجهة إلى اليمن».
وقال المسؤول الأممي، في تصريحات خاصة لوكالة «الأناضول»: «لقد قلنا من قبل إن من الأفضل توجيه سفن المساعدات الإنسانية إلى جيبوتي، ومن هناك تقوم المنظمة الدولية بالإشراف وتنسيق نقلها إلى داخل اليمن».
ووصلت أمس إلى مطار صنعاء الدوْلي طائرتان للصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود، تقلّان أطقماً طبية وبعض المساعداتِ الإنسانية.
وأوضح مصدر مسؤول في مطار صنعاء بأنّ الطائرتين تحملان مساعدات ومعدّات طِبية وأدوية في إطار جهودِ المنظمتين لتقديم المساعداتِ الإنسانية والأدوية للشعب اليمني.
وأشار المصدر ذاته إلى أنّ طائرة من السودان ستصل لاحقاً على متنها عددٌ من المواطنين اليمنيين العالقين هناك.
سياسياً، قال المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ: «إننا متفائلون بالهدنة على رغم بعض الخروقات، وتحدث عن مطالبة جميع الأطراف اليمنية التحلي بالصبر لتجاوز الأزمة».
وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي التزام الهدنة الإنسانية القائمة من أجل الشعب اليمني. وفي لقاء خاص مع «الميادين» قال «إنّ ما يثير المخاوف هو الخروق المتعددة للهدنة».
وكشف الحوثي عن وجود تواصل مستمر مع الدبلوماسية الروسية، وأكد رفض الحوار داخل الأراضي السعودية. وقال إن الشعارات الموجودة في عدن تثبت أنّ من يتحرك هم عناصر القاعدة، مشيراً إلى أن من سيحكم ويدير شؤون الجنوب هم الجنوبيون أنفسهم.
من جهة أخرى، أعلنتْ مؤسسة بيت الحرية في اليمن أنّ عدد ضحايا الغاراتِ السعودية منذ أواخر آذار الماضي قارب الأربعة آلاف شهيد، والجرحى نحو سبعة آلاف.
وأضاف التقرير أنّ نحو سبعةِ آلاف منزل تهدّم جراء القصفِ الجوي، كما تضررت من القصف تسعمئة وثلاث عشرة منشأة حيوية، بينها مستشفياتٌ ومحطات طاقة ووقود ومدارس ومساجد ومطارات.
وقال الائتلاف المدني اليمني إنّ الهدنة السارية لمدة خمسة أيام هي إغاثة إنسانية وليست هدنة.
وأضاف الائتلاف إنّ خمسة أيام غير كافية لتلبية الحاجات الإنسانية للشعب اليمني، ولفت إلى أنّ ثلاثة ملايين طالب متوقفون عن الدراسة.