غيمة سوداء تخيّم فوق مجلس الوزراء لن تفضي إلى الاستقالة
هتاف دهام
يراوح البلد في ظلّ ستاتيكو خطير ولغمين يقفان أمام الحكومة: ملف التعيينات الأمنية والعسكرية وملف عرسال وجرودها، ودعوة الحكومة إلى التحرك لمعالجة هذا الموضوع، وموقف تيار المستقبل الذي يقف عائقاً أمام هذا الملف.
فما هي تأثيرات هذين الملفين على عمل الحكومة، لا سيما انّ هناك من يتخوّف من غيمة سوداء تخيّم فوق السراي الحكومية، لن تفضي إلى استقالة مجلس الوزراء، لكن قد تربك أداء الحكومة أكثر مما هو مربك؟
يطرح بعضهم فكرة عدم التمديد لقادة الأجهزة الأمنية وتطبيق النصوص الدستورية لناحية تسلّم القادة الذين يحوزون الرتبة الأعلى وفقاً لقانون الدفاع والنظام الداخلي لقوى الأمن الداخلي، وتطبيق هذا الأمر وفقاً لقاعدة التوزيع المذهبي للتوازن بين الطوائف، لكن الأزمة القائمة أمام ذلك أنّ الموارنة سيخسرون موقعيهما في قيادة الجيش وقيادة الدرك، حيث يتسلّم العميد الأعلى رتبة حسن ياسين من الطائفة الشيعيةً مهمات قائد الجيش بالوكالة، ويتسلم العميد محمود العنان، من الطائفة الشيعية أيضاً، قيادة الدرك خلفاً للعميد الياس سعادة، هذا فضلاً عن تسلّم قائد جهاز أمن السفارات العميد نبيل مظلوم من الطائفة الشيعية أيضاً بالوكالة منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري امس، وتفادياً للإحراج في حال عدم اللجوء الى التمديد لقائد الدرك والمدير العام للأمن الداخلي، والعجز عن تعيين البديل عنهما، ولعدم الوقوع في حساسيات تتعلق بمناصب قوى الأمن الداخلي وعدم رؤية ضابط شيعي يشغل المنصب بالوكالة، سيلجأ الى وضع الضباط الشيعة الأعلى رتبة بتصرف وزير الداخلية، لفتح الطريق أمام ضابط سني أو غيره من الطوائف المسيحية لتولي المنصب بالوكالة في قيادة الدرك والأمن الداخلي».
وعلى صعيد لغم عرسال، فإنّ الحكومة تقف اليوم أمام خياري التحرك لمعالجة وضع عرسال أو ترك الآخرين يتحركون، بالتالي فإنّ مواقف تيار المستقبل من رئيسه سعد الحريري وصولاً الى نوابه هي تصريحات شديدة الالتباس، ويبدو أنّ هدفها الأساسي إعاقة الحكومة عن اتخاذ القرار المناسب لمعالجة هذا الوضع. وتؤكد مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ تيار المستقبل أخذ قراراً واضحاً أنه لن يدخل الى الحكومة قضايا تعتبر بمثابة ألغام قد تفجرها. وسرّب أمس أنّ رئيس الحكومة تمام سلام توافق وتيار المستقبل بعد سلسلة مشاورات واتصالات على عدم طرح موضوع عرسال على طاولة مجلس الوزراء، لا سيما انّ رئيس الحكومة لا يستطيع ان يرفض تكليف الجيش بتطهير عرسال وتنظيفها، لأنّ الرفض سيعدّ خيانة للوطن، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أن يوافق على تدخل الجيش في عرسال، لأنّ ذلك سيعتبره تيار المستقبل استجابة لطلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ولفتت المصادر إلى «أنّ سلام الذي قبل بطرح وزراء 8 آذار البحث في ملف عرسال في جلسة اليوم، لكنه قد يعمد إلى إرجاء هذا الملف إذا أخذ النقاش منحى تصعيدياً بين فريقي 8 و 14 آذار، وذلك تماشياً مع العادة المتبعة في ترحيل الملفات الخلافية من جلسة الى أخرى».
يعطي حزب الله الفرصة للحكومة لمعالجة الموضوع، وإلا سيلجأ الى حلول أخرى مماثلة لما حصل في القلمون، وسيستكمل عمله وفقاً لما أعلنه السيد نصر الله في خطابه في 25 آيار. وكانت الانطلاقة الأولى مما قال السيد نصر الله أن اطلق حزب الله أمس، معركة جرود عرسال بتنفيذه كميناً لمجموعة من لواء الغرباء التابع لـ«جبهة النصرة» ما أدى الى قتل وجرح افراد المجموعة.
وأستغربت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ«البناء» كيف انّ حزب الكتائب أبلغ حزب الله ترحيبه وتنويهه بدور «الحزب» الدفاعي عن لبنان، ثم إطلاقه مواقف إعلامية مناقضة لهذا الأمر، على ما قال وزير العمل سجعان قزي.