ورقة عبيد تتقدّم بعد نهاية حزيران
هتاف دهام
ينهي الاتفاق النووي الإيراني حال التصادم بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية. سيلقي هذا الاتفاق بظلاله على الوضع اللبناني المعلق على حبل التطورات الاقليمية. ففريقا النزاع في لبنان متكئان على تحالفات عربية ودولية.
وتسأل مصادر مطلعة، هل هذه القوى السياسية مستعدة لهذا التغيير؟ وهل الاصطفاف الحاصل على أساس محور المقاومة الذي يضم سورية وايران وحزب الله، والمحور الآخر الذي يضم أميركا والسعودية وفرنسا، سيبقى على حاله أم أننا سنشهد خلطاً للأوراق من شأنه ان ينعكس حلحلة للملفات العالقة منذ اكثر من سنة؟
وتلفت المصادر إلى «أنّ احتمال انتخاب رئيس توافقي للجمهورية بات أكثر بكثير من قبل، على رغم أن الانتخابات الرئاسية في لبنان ليست قريبة، فلبنان ليس على الأجندة الأميركية في الوقت الراهن، والاتصالات بشأن هذا الاستحقاق مجمّدة داخلياً وخارجياً.
وتلمّح المصادر إلى «أنّ انتخاب الرئيس سيكون انطلاقاً من أنّ الرئيس الأقوى يأتي من الدعم الدولي الأقوى، ومن دون خرق الدستور».
هذه المعادلة من شأنها أن تضع جانباً بحسب المصادر رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وتسلط الأضواء مجدّداً على الوزير السابق جان عبيد الذي تربطه علاقات جيدة مع محيطه ومع الدول الإقليمية والدولية.
وإلى أن تنجلي الأمور ويتضح المشهد الإقليمي، فإنّ حكومة الرئيس تمام سلام لن تطير وستبقى سارية المفعول، لا أحد يريد لها أن تسقط، وما يؤكد ذلك غياب الحماسة الجدية عن انتخاب رئيس للجمهورية.
ولفتت المصادر إلى «أنّ التمديد لقائد الجيش سيتمّ من دون ايّ ارتدادات سلبية، والبعثات الديبلوماسية تنظر الى العماد قهوجي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ووزير الداخلية نهاد المشنوق على أنهم ركائز الأمن في لبنان، وتعوّل على دورهم وأدائهم في ظلّ الأخطار المحيطة بلبنان من الجماعات التكفيرية، فيما يحاول المسؤولون الأميركيون الترويج لفكرة تقبّل «داعش» كدولة اسلامية راديكالية في المنطقة.
ففي منتدى أميركا والعالم الإسلامي الحادي عشر الذي نظمه معهد بروكنغز بين 9 و11 حزيران في الدوحة، لفت المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية جون الن في ختام المنتدى إلى «أن مشكلة داعش هي مشكلة محلية مع ارتدادات عالمية، وانّ الاميركيين لن يتدخلوا على الأرض ضدّ داعش في العراق، والإدارة الأميركية اكتفت بتوجيه الضربات الجوية ضدّهم وبالعمليات الاستخباراتية وتجنيد العشائر السنة المعتدلين، وهذا ما ظهر في استقبال البيت الأبيض رئيس مجلس البرلمان العراقي سليم الجبوري.
ولفت نائب مساعد الرئيس ومستشار الأمن القومي لدى نائب الرئيس الاميركي كولين كاهل من جهته إلى «أنّ الاتفاق النووي الإيراني سيوقع نهاية الشهر الجاري، وانّ لدى الخلجيين مفاهيم خاطئة حيال هذا الاتفاق، فنحن لن نغيّر تحالفنا الاستراتيجي مع الخليج، بغضّ النظر إنْ كانت ايران ستغيّر سلوكها أم لا. في حين يقول الإيرانيون ان مهلة الـ 10 ايام المتبقية عن نهاية حزيران ليست كافية لحلّ المشاكل العالقة، وانّ الاتفاق لن يوقع في أواخر حزيران.
ووفق أكاديميين شاركوا في المؤتمر، فإنّ ايران لن تقترب من منطقة مجلس التعاون الخليجي، والذي يؤكد ذلك الدعم المحدود للحوثيين، ولكن سورية والعراق ولبنان ستكون منطقة تقاسم نفوذ بين الولايات المتحدة وإيران التي ستصبح اللاعب الأول في لبنان، لأنّ السعودية خسرت ورقة لبنان، على رغم أنها حاولت تفادي هذه الخسارة بإظهار نفسها الداعم الأول للجيش اللبناني، بالتعاون مع الفرنسيين وبعض المسؤولين اللبنانيين في التسويق لهبة الـ 3 مليارات دولار، ثم المليار الرابع من طريق الرئيس سعد الحريري، الا انّ كلّ ذلك لم يأتِ بالنتائج المرجوة، وهذا ما دفعها الى التراجع والطلب من فرنسا تجميد الهبة المذكورة.