أضلاع ثالوث الإرهاب
لمى خير الله
يبدو للمتابع للمشاهد الدموية التي شهدها العالم العربي في الآونة الأخيرة، ووفق نظرة بانورامية أن داعش على الأرض يضرب كل من يخالف المملكة الوهابية الرأي في حين تقصف السعودية من الجو من يخالفها في اليمن وتسعى الى تشريع تنظيم «القاعدة» بعد أن بات توقيع الاتفاق النووي الإيراني قاب قوسين أو أدنى على رغم المحاولات الصهيو- سعودية لإفشاله.
الهيستيريا السعودية تدفع لطرح تساؤلات عدة تصل ارتداداتها لأجوبة دامغة… لماذا لم يقم السعوديون بغارات جوية على معاقل تنظيم «داعش» أو «القاعدة»؟ ولماذا تَعتبر الرياض وجود الحوثيين على مقربة منها خطراً كبيراً فيما لا تستشعر ذلك الخطر، والقاعديون والداعشيون يلاصقونها؟
لطالما كانت الحرب على اليمن فكرة تستهوي السعودية، فالخنجر السعودي بخاصرة جاره اليمني وتحت غطاء حكومة خالد بحاح والرئيس عبد ربه منصورهادي، فكل الادعاءات السعودية بعدائها للإرهاب تبخرت بظهور الفيديو الذي نشره تنظيم «داعش» في اليمن سابقاً وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير السعودي ـ الوهابي، إذ أظهر الشريط إعدام عناصر التنظيم المتطرف لـ 15 جندياً يمنياً في محافظة شبوة من بينهم أربعة جنود تم إعدامهم ذبحاً على الطريقة التلمودية الوهابية وفي الجانب المقابل تدخلت وضربت في البحرين ليكون درع الجزيرة ضارباً لها لا حامياً لأمنها وأهلها أما في سورية كرّست السعودية جل اهتمامها ودعمها وأظهرت كرمها وسخاءها في زج الحقد والمال والإعلام وبث سموم تطرفهم الديني، عبر ما أنتجوه من أدوات إرهاب لم يشهد التاريخ لها مثيلاً في الحرب على سورية، حيث تسعى الى منح «جبهة النصرة» ذراع تنظيم «داعش» الشرعية. سيما أن مملكة الرمال لم ترض بنتائج الحرب حتى الاّن ولا بترتيب بيتهم الداخلي وحدود حجمهم الإقليمي الجديد أميركياً ما دفع بهم إلى التمرد لمحاولة تغيير النتيجة وإشعال المنطقة أكثر فأكثر بالكشف عن أنياب «القاعدة» وتنظيم «داعش» من دون التفريق بينهما على اعتبارهما سلاحاً رديفاً للحركة التكفيرية والفكر الوهابي الذي أخرج من رحمه حركات التشدد والإرهاب المتواجد على أي أرض عربية «سورية كانت أم عراقية أم يمنية…» فهي ذراع الرياض الضاربة ضد خصومها.
«داعش» و«النصرة» والسعودية أضلاع متشابهة لثالوث الإرهاب المتماهي مع الصهيونية والمشروع الاميركي الساعي الى تبرئة تركيا من التورط بإدخال تنظيم «داعش» الإرهابي إلى مدينة عين العرب عبر أراضيها، قائلة على لسان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي ليس هناك ما يدعونا لتصديق ادعاءات دخول «داعش» الى عين عرب كوباني السورية عبر الحدود التركية لتبرز هنا تبرئة أميركية لتركيا وصمت مطبق حيال السعودية، فهل تستعد واشنطن لتحميل الرياض نتائج الحرب على سورية واليمن لتكون ثمن مغامراتها العشوائية.