فيينا: قرار التوصل للتفاهم يؤدي للتمديد… والفشل ممنوع هدنة اليمن تدخل حيز التنفيذ والرقابة البحرية والجوية أممية

كتب المحرر السياسي

في فيينا كلام متعاكس عن التفاؤل والتشاؤم، والمفاوضات الدائرة وفقاً لكلام وزير الخارجية الأميركي جون كيري تنحصر حول نقطتين صعبتين من أصل عشرات النقاط التي حسمت، ووفقاً لكلام الرئيس الإيراني حسن روحاني أن المفاوضات تقارب النقاط الأشد حساسية، ووفقاً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاتجاه الغالب هو التفوق على الخلافات وولادة الاتفاق الصعب بحجم أهميته كحدث تاريخي، بينما يبقى المتفائل الأبرز وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، بقوله إن تمديد المهل ومعها الإشارات المتكررة عن تقدم بسيط وبطيء تعني أننا مصرون على النجاح، وأن الفشل ممنوع.

الإشارات الإقليمية توحي أيضاً بأن كل شيء في المنطقة يستعد لملاقاة الحدث الكبير، فالهدنة اليمنية تتم وفقاً لشروط تضمن تفوقها على عناصر التعطيل على رغم الكثير من الكلام المتبادل عن مآخذ واتهامات، فالكل لا يملك بدائل أفضل، والوضع العسكري بالنسبة للسعودية ومناصريها اليمنيين يتراجع ولا أمل بتحسينه، بينما وقف الحصار ونقل عهدة الرقابة البحرية والجوية إلى الأمم المتحدة يعني بداية النزول السعودي عن شجرة العدوان على اليمن والتسليم بتقديم فاتورة لدفع العملية السياسية إلى الأمام ولو بخطوات لا تتناسب مع السقوف العالية التي رسمتها الرياض لحربها.

في لبنان لا يزال ما جرى في مجلس الوزراء الحدث الذي رأى فيه مراقبون على رغم الصخب والتوتر، بداية تسوية خرج منها العماد ميشال عون منتصراً، ورئيس الحكومة تمام سلام خاسراً، بينما وقف تيار المستقبل في منطقة رمادية عبر عنها بدور الوسيط وزير الداخلية نهاد المشنوق.

جاء كلام السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي بشقه اللبناني حاسماً لجهة تأكيد الدعم المطلق لحليفه العماد ميشال عون وفي المقابل التمسك بتأكيد التحالف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووضع الآلية الواضحة لعمل مجلس الوزراء بغياب رئيس الجمهورية، التي يطالب بها العماد عون في منزلة موازية لعقد الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي التي يطالب بها رئيس المجلس نبيه بري.لن نتخلى عن عون

مع اشتداد الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان الذي تخطى قطوع الاشتباك داخل الحكومة وخارجها في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة خلال المهرجان الذي أقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت في يوم القدس العالمي، مستعرضاً الملفات الإقليمية والدولية، وتطرق إلى الشأن المحلي لا سيما الحكومي وتحركات التيار الوطني في الشارع ومحدداً موقف حزب الله الحاسم منها بالوقوف إلى جانب العماد ميشال عون.

وأكد السيد نصرالله أن «الرهان على إمكانية عزل التيار الوطني الحر عن حلفائه هو رهان خاطئ وأننا لن نتخلى عن أي من حلفائنا وعن حليفنا العماد عون والتيار الوطني وخياراتنا مفتوحة للحفاظ على هذا التحالف، مشدداً على أنه لم يكن من الحكمة أن يشارك حزب الله في التحركات الشعبية، لافتاً إلى أن العماد عون لم يطلب من حزب الله المشاركة لأنه يتفهم طبيعة المسؤوليات وحجم المهام التي يتحملها في هذه المرحلة».

وقال: «كلنا ندرك أن إسقاط الحكومة يعني أن البلد ذهب إلى الفراغ ولكن كلنا نريد أن تعمل الحكومة في شكل صحيح وضمن الدستور وبما يعزز الشراكة».

ودعا السيد نصرالله إلى «حوار بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر كما دعا إلى «فتح دورة استثنائية لمجلس النواب وأن نطلق عمل المجلس، مجدداً الرهان على حنكة وحلم الرئيس نبيه بري».

حزب الله متمسك بالحليفين

وأكد مصدر مطلع في قوى 8 آذار لـ«البناء» أن «من يتابع موقف حزب الله من حركة العماد ميشال عون يدرك بوضوح أن الحزب يدعم عون في شكلٍ كامل، أما كيفية الدعم وشكله ليس بحاجة إلى توضيح من السيد نصرالله، ولفت إلى أنه وخلال حركة عون في الشارع لم يكن مطلوباً من حزب الله الدعم في الشارع لأن وجوده بحراك عفوي ورد فعل على آخر اجتماع للحكومة ستظهر وكأنها معلبة ومخطط لها لأسباب لا تتعلق بما حصل بالحكومة ما يؤثر على العفوية الصافية لحراك اللحظات الأولى للتيار الوطني الحر الذي كان كافياً من ناحية العدد لتحقيق الهدف».

وكشف المصدر أنه «ومنذ اللقاء الأخير بين السيد نصرالله والعماد عون منذ شهر ونصف تم الاتفاق بين الطرفين على كل مندرجات اللحظة المقبلة وطبيعة وآليات العمل ودور كل طرف، والتنسيق قائم منذ ذلك الحين، وقد أوضح السيد هذه الجزئية في خطابه وحدد حدود دخوله على خط الحراك وأنه سيضر به إذا كان شريكاً على الأرض بلحظته الحالية، إلا أن المصدر أكد أن حدود دعم حزب الله سيتطور ويمكن أن يشارك في الشارع إذا ما تصاعدت الأمور أكثر ولم تتحقق مطالب عون».

وأشار المصدر إلى أن «السيد نصرالله يحاول أن يقيم توازن الموقف بين عون وبري ويعلن حرصه الدائم على إدارة لعبة التوازنات في شكل ايجابي على قاعدة حليفين دائمين أساسيين والحرص على دعم الطرفين من دون أن يضعف من موقفه الداعم لعون».

الأزمة مؤجلة إلى ما بعد الفطر

حكومياً انجلى غبار معارك السراي أمس التي انتهت على قاعدة «لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم» والتي أجلت إلى ما بعد عيد الفطر لإعطاء وقت للاتصالات التي تكثفت على أكثر من خط لكسر الجليد بين الأطراف السياسية، حيث علم أن الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق والأستاذ نادر الحريري توجهوا إلى المملكة العربية السعودية للقاء الرئيس سعد الحريري، فيما جمد التيار الوطني الحر برنامج التحرك بانتظار نتائج الاتصالات وتأتيه الأجوبة من الحريري خلال خطابه الأحد المقبل.

الاتفاق لا يعني أنّ المشكلة حُلّت

وشرح وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر صحافي أمس ما حصل في جلسة الحكومة، وأكد أنه «في الواقعة التي ظهرت على الإعلام تعمدنا ذلك لأننا قمنا صباحاً على تصريح لرئيس الحكومة تمام سلام يقول فيه أنه يريد إقرار البنود».

وأضاف: «تم الاتفاق على مخرج، يتضمن أولاً إقرار بند ليس من جدول الأعمال ونحن مع إقرار عدة بنود، طالما أننا وافقنا فليكن، ثانياً إعطاء فترة أسبوعين من دون جلسات لإعطاء مجال للبحث السياسي، وثالثاً الجلسات المقبلة هي للبحث بالمواضيع الأساسية وعمل مجلس الوزراء بغياب رئيس للجمهورية، لا قرارات من دون الاتفاق وهذا الموضوع بعناصره الثلاثة فيه عدة ضمانات وأهمها الضمانة الأخلاقية، لكن هذا لا يعني أن المشكلة تم حلها».

نقف مع عون ولكن…

وشدّد رئيس تيار المرده سليمان فرنجية في مؤتمر صحافي على أنه يقف خلف العماد ميشال عون وأمامه وإلى جانبه، مؤكداً أنه مع «التيار» في الهدف وإن اختلفت الوسيلة.

وأعلن فرنجية استعداد تياره «للحرب من أجل صلاحيات رئيس الجمهورية ولكن لسنا مع حرب وقائية قبل المسّ بهذه الصلاحيات»، متوجّهاً إلى عون بالقول: «إن الوقاية تكون بالحوار للوصول إلى حل».

وإذ أكد أنه «دفع دماً رفضاً للفيدرالية»، سأل فرنجية عون: «هل الفيدرالية تُعيد حقوق المسيحيين؟ وماذا نفعل بمسيحيي الأطراف؟

استمرار التحرك مرهون بخطاب الحريري

وأكدت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر أن «برنامج التحرك مرتبط بالمحادثات والاتصالات السياسية التي تحصل ولن نوقف التحرك حتى نتأكد عملياً من حصولنا على حقوقنا وإذا ما كنا نستطيع الاستمرار في الحكومة، لأن الاستقالة أمر وارد، إلا أنه آخر الاحتمالات وليس المطلوب فرط عقد الحكومة. وشددت على أن هناك خطوات تصعيدية يمكن أن نلجأ إليها من ضمنها الشارع وغير الشارع وأن الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات».

وأضافت المصادر: «ننتظر موقف الرئيس سعد الحريري وما ستحمله زيارة الرئيس فؤاد السنيورة والوزير نهاد المشنوق إلى السعودية كما وننتظر أجوبة ستأتي من الحريري إن كان بخطابه الأحد أو من خلال التواصل مع المشنوق».

وأشارت المصادر إلى أن «التيار الوطني الحر وتيار المردة وحزب الطاشناق وحزب الله كانوا في مجلس الوزراء فريقاً واحداً متكاملاً، مؤكداً أن الاتصالات بدأت لحلحلة الأمور منذ اجتماع الوزير محمد فنيش والرئيس تمام سلام منذ أيام ثم بين المكونات الأربعة في وزارة الخارجية وفي الجلسة أول من أمس على هامش مجلس الوزراء».

ولفتت المصادر إلى أن «تصرفات سلام في جلسة الخميس الماضي هي التي أدت إلى ما حصل في الجلسة الأخيرة بعد التغيير الذي طرأ على آلية عمل الحكومة التي تتضمن توقيع الـ 24 وزيراً على أي قرار».

وحول كلام الوزير فرنجية عن الفيدرالية، لفتت مصادر تيار الوطني الحر إلى أن «الموضوع ليس مسألة فيدرالية وبالتأكيد هذا الطرح سنأخذ في الاعتبار موافقة المرده والطاشناق وهذا ملف استراتيجي يحتاج إلى حوارات، لكن إذا لم نصل إلى نتيجة لمشاركة عادلة في الحكم يمكن أن نذهب إلى أقصى الحلول، من ضمنها طرح اللامركزية الإدارية الموسعة وهذا ضمن تطوير الطائف الذي لم يطبق منه شيء منذ عام 1992».

وأكدت المصادر وجود تنسيق مع تيار المرده واتصالات في شكل دائم ومندوب المرده يحضر اجتماعات التيار وكل يوم ثلاثاء فضلاً عن التنسيق الثنائي والاتصالات بين عون وفرنجية على رغم الاختلاف في وجهات النظر، كما أشار إلى أن التيار لم يطلب من المرده النزول إلى الشارع».

إبراهيم إلى قطر

بعد الغموض وتضارب المعلومات الذي أحاط بملف العسكريين المخطوفين تحدثت المعلومات عن زيارة سيقوم بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى قطر لمتابعة البحث بهذا الملف، فيما أكدت أوساط أهالي المخطوفين تأجيل التحرك إلى ما بعد عيد الفطر، وأكدت مصادر أهالي المخطوفين لـ«البناء» أنه وبعد اعتصام الأهالي أمام السفارة القطرية حصل اتصال من الجهات القطرية واللواء إبراهيم لتحريك الملف والتواصل واللقاء لاستكمال المفاوضات».

وأكد حسن يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف أن «اللواء إبراهيم سيقوم بزيارة إلى قطر الأسبوع المقبل لمتابعة هذا الملف، وأشار إلى أنه التقى اللواء إبراهيم الأسبوع الماضي ولمس منه أجواء إيجابية على هذا الصعيد وأنه يتعامل في الملف بصدق وجدية وبمسؤولية تامة».

ونقل يوسف عن مصادر مقربة من «داعش» أن التنظيم ينتظر بترقب مآل المفاوضات مع تنظيم «النصرة» وصدقيتها ليبدأ المفاوضات مع المعنيين حول العسكريين المخطوفين لديه، كما نقل عن المصادر تأكيدها صحة وسلامة المخطوفين لديه وأنهم موجودون على الحدود اللبنانية السورية ضمن الجرود العرسالية».

وأعلن يوسف عن تجميد التحركات خلال عطلة عيد الفطر على أن تستكمل بعده إذا لم يتم حل الموضوع في شكل إيجابي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى