السيسي ينفي وجود خلاف سعودي – مصري
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
حرص رئيس الجمهورية المصري عبدالفتاح السيسي على نفي كل ما تردد خلال الفترة الأخيرة من وجود توتر سياسي مصري – سعودي وذلك خلال إلقاء خطاب له بمناسبة حفل تخريج دفعات جديدة من المعاهد العسكرية المصرية في مقر الكلية العسكرية المصرية، وذلك بحضور ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، حيث توقف السيسي خلال خطابه ليقول كلمة خارج النص المكتوب وجهها للأمير السعودي: «سمو ا مير محمد كان لازم تبقى موجود نها رسالة لشعبينا ورسالة لكل دول الخليج والدول العربية أننا دايماً مع بعض واسمح لي أن أحييك على وجودك».
وأضاف السيسي مخاطباً الأمير: «نحن في أحوج ما نكون لنكون معاً، فما نمر به من التحديات كبيرة والأخطار ضخمة، ولن نتمكن من التصدي لها إلا معاً».
ورأى السيسي أن مصر والسعودية هما جناحا ا من القومي العربي، ومعاً «نستطيع مواجهة التحديات»، وقال: «لن ترونا إلا معاً».
حديث السيسي يأتي بعد تصاعد الكلام عن فتور في العلاقة السعودية – المصرية على خلفية حديث صحافي للمفكر المصري محمد حسنين هيكل المقرب من القيادة المصرية، ما استدعى هجوماً في الإعلام السعودي على هكيل، حيث تم وضع كلامه في خانة توجه جديد معادٍ للسعودية تتبناه القيادة المصرية.
يذكر أن التراشق بين إعلاميي البلدين بدأ مع العملية التي سمتها السعودية «عاصفة الحزم» في اليمن، وما قيل عن رفض مصر إرسال جنودها للقتال برياً في اليمن، على رغم مشاركتها الرمزية في العملية، وما رافق ذلك من انفتاح السعودية على جناح «الإخوان المسلمين» في اليمن، واستقبال الملك السعودي للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وزيارة خالد مشعل السعودية، مما تسبب بما وصف في القاهرة من قبل إعلاميين ومثقفين بامتعاض مصري غير معلن رسمياً من السياسة السعودية تجاه تركيا وحركات الإخوان المسلمين في المنطقة، وقد تم التعبير عن الاستياء المصري عبر رسائل إعلامية، حيث وجهت صحيفة «الأهرام»، كبرى الصحف الحكومية الرسمية المصرية، انتقادات غير مسبوقة للسياسة السعودية بالمنطقة، وذلك بعد يوم واحد من زيارة قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري للمملكة. وانتقدت الصحيفة، في مقال مطول في 24 تموز، بقلم رئيس تحريرها محمد عبد الهادي علام، زيارة وفد حماس ورموز إخوانية أخرى للرياض مؤخراً، وقال علام: إن السعودية تحاول أن تواجه إيران، بإذكاء نار الفتنة الطائفية وعبر دعم جماعات متشددة ومحاولة إحياء جماعة «الإخوان المسلمين» التي انتهت بعد ثورة «30 يونيو».
كما وجه علام التهنئة لإيران على نجاحها في تحقيق ما سماه اتفاقاً تاريخياً بشأن برنامجها النووي بفضل ديبلوماسيتها الناجحة، فيما وجه رئيس تحرير الأهرام انتقادات لدور السعودية من دون أن يُسمِّها – في هذا الملف وقال: «من حقنا أن نلوم البعض منا على ارتهان مصير عالمنا العربي بعوامل متغيرة، بعد أن ضاعت الثوابت في غياهب المصالح الضيقة، ورغبات السيطرة والظهور بمظهر الكبار في خداع بصري كشفه الاتفاق مع إيران، حيث ارتعدت العواصم نفسها، التي ظنت يوماً أنها تملك رسم خريطة المنطقة بأموالها والميليشيات، التي تدعمها في عملية تفتيت دول ومجتمعات سيكون للتاريخ حكم قاسٍ في شأنها، عندما يكتب بإنصاف عما جرى من نفر منا»!
لتأتي زيارة وزير الدفاع السعودي لمصر أخيراً، وتشكل مناسبة لوضع حد، ولو على المديين القريب والمتوسط، للحديث عن خلاف عميق بين الجانبين.