مزيد من التنديد بحرق الرضيع الدوابشة في نابلس: الردّ على الجرائم الصهيونية بسلوك خيار الانتفاضة والمقاومة
تواصلت ردود الفعل المستنكرة لقتل العدو الصهيوني الطفل الفلسطيني علي دوابشة مع ذويه في منزلهم في قرية دوما جنوب نابلس.
وأكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «الجثة المحترقة للطفل الفلسطيني الشهيد الرضيع تشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يسكت على جرائم إسرائيل المتمادية خوفاً من تهمة اللاسامية وتشكل وصمة عار على جبين المجتمع العربي أولاً وقبل كل شيء، الذي يتقاتل ويسرف في التقاتل بعيداً من مواجهة العدو الحقيقي الذي ينتهك المقدسات والأعراض ويصادر الأرض والممتلكات ويزهق الأرواح من دون حسيب أو رقيب».
وقال دريان في تصريح: «كل أطفال العرب والمسلمين، بل كل أطفال العالم يجب أن يكونوا حملة رسالة الحق والعدل التي ذهب ضحيتها الطفل الشهيد الرضيع علي الدوابشة حرقاً. والساكت عن الحق شيطان أخرس».
لقاء الأحزاب
وأكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية «أن هذه الجريمة تندرج في سياق مسلسل الإرهاب الصهيوني ضدّ الشعب العربي الفلسطيني والذي يتناغم هذه الأيام مع الجرائم التي ترتكبها العصابات الإرهابية التكفيرية في سورية والعراق ومصر وغيرها من الدول العربية بهدف تمكين الصهاينة من الاستفراد بالشعب العربي الفلسطيني ومواصلة المحرقة الصهيونية ضده لمحاولة إجباره على هجرة أرضه أو الاستسلام للمشروع الصهيوني القاضي بتصفية القضية الفلسطينية».
وأضاف اللقاء في بيان: «أن هذه المحرقة الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني يشجع عليها تجاهل وصمت العالم والأنظمة العربية المتخاذلة والمتواطئة مع المشروع الأميركي الصهيوني، وأن المراهنة على الحلول السلمية والمفاوضات مع الكيان الصهيوني إنما هي مضيعة للوقت ولن تؤدي سوى إلى زيادة الصهاينة تشدداً وبطشاً وارهاباً، وأن خيار المقاومة هو السبيل للرد على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الصهيونية، فالاحتلال الصهيوني وعصابات المستوطنين لا يمكن ردعهم، فضلاً عن تحرير أرض فلسطين وحماية عروبتها، سوى بسلوك طريق الانتفاضة الشعبية والمقاومة المسلحة.
ودعا اللقاء «الجماهير العربية إلى نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، والتنديد بالجريمة الصهيونية، والتأكيد بأن الإرهاب التكفيري لن يحول دون أن تبقى فلسطين هي قبلة العرب والمسلمين، وأن الإرهاب الصهيوني إنما هو الوجه الأخر لهذا الإرهاب التكفيري، والمعركة ضدهما واحدة لا تتجزأ».
دار الندوة
وبدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، وبحضور شخصيات وهيئات وفصائل لبنانية وفلسطينية وعربية، انعقد في «دار الندوة» اجتماع طارئ لتدارس سبل الرد على جريمة حرق الدوابشة، استهله منسق الحملة معن بشور الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة الاجتماع بالدعوة إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروح الشهيد الرضيع وكل شهداء فلسطين والأمة.
ثم تلا بشور ورقة عمل مقدمة من الحملة الأهلية واستهلها بتحية الجيش اللبناني الباسل بعيده مشيراً إلى تزامن عيد الجيشين اللبناني والسوري «كتعبير عن وحدة المصير التي تربط الشعبين والبلدين السمتهدفين اليوم مع مصر وبقية أقطار الأمة بالعدوان ذاته الذي استهدف الطفل علي سعد دوابشة وكل شعب فلسطين».
وأضاف بشور: «حين يضطر مجرم الحرب الإرهابي نتنياهو المسؤول بسياساته وثقافته وعقيدته عن كل الجرائم الارهابية في فلسطين والوطن العربي إلى التبرؤ من جريمة حرق الرضيع علي سعد دوابشة مع ذويه في منزلهم، وحين تضطر الادارة الأميركية المسؤولة تاريخياً عن تغطية كل جرائم هذا الكيان الجماعية والفردية بذريعة الدفاع عن النفس، إلى ادانة هذه الجريمة المتوحشة، فذلك يعني أن جريمة حرق الرضيع الشهيد علي سعد دوابشة قد تخطت كل المقاييس والاعتبارات الانسانية والاخلاقية».
وقدّم بشور جملة افكار للردّ على الجريمة أبرزها دعوة القيادة الفلسطينية إلى تنفيذ قرار المجلس المركزي الفلسطيني بإلغاء التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وتجاوز كل الاعتبارات والعوامل التي تعيقه. ودعوة فصائل العمل الوطني الفلسطيني جميعاً، وكل الهيئات الشعبية الفلسطينية إلى إطلاق انتفاضة عارمة لا تتوقف إلا بتحرير الأرض المحتلة واستعادة القدس المنتفضة. والمباشرة الفورية بالملاحقة القضائية الدولية للكيان الصهيوني عن كل جرائمه، بما فيها جرائم الاغتيال والقتل التي وصلت إلى معدل الف جريمة تقريباً كل عام منذ سنة 2004. وتجاوز كل العقبات والحواجز والعوائق أمام تنفيذ كل اتفاقات الوحدة الوطنية وتوافقاتها المرتكزة على ثوابت العمل الوطني الفلسطيني، مهما كانت التضحيات الفئوية والفصائلية كبيرة. والوقوف بحزم أمام كل مخططات التوتير وإثارة الفتن في مخيمات الشتات تمهيداً لتدميرها وإسقاط حق العودة.
كما دعا بشور الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف صارمة تجاه العدوان الصهيوني المستمر بحق الشعب الفلسطيني والأمة ، عبر قطع كل العلاقات العلنية والسرية مع هذا العدو، وتنقية العلاقات البينية العربية من كل الشوائب والثغرات التي يستخدمها أعداء فلسطين والعروبة للإمعان في تشتبت الأمة وتمزيقها وحرف الأنظار عن العدو الرئيسي لها.
وقد تبنى المتحدثون الاقتراحات الواردة في ورقة العمل مع تأكيد أولوية الكفاح المسلح لتحرير الأرض ومقاومة التطبيع رسمياً وشعبياً، كما شددوا على وحدة الجهد والموقف الفلسطيني على قاعدة المقاومة التي بتكاملها مع الوحدة تحقق الانتصار.
وقد كلف المتحدثون الحملة الاهلية متابعة تنفيذ مقررات الاقتراحات المتفق عليها وإجراء الاتصالات اللازمة.
رابطة الشغيلة
وأكدت رابطة الشغيلة «أن تمادي الصهاينة في ارتكاب مثل هذه الجرائم، التي تضاهي الجرائم النازية والفاشية، ما كان ليتم لولا الدعم الأميركي للكيان الصهيوني، وصمت العالم وعدم تحركه لمحاسبة ومعاقبة الصهاينة على المجازر التي يرتكبونها، ولولا تواطؤ الأنظمة العربية الرجعية المنشغلة في شن الحرب الإجرامية ضد الشعب العربي اليمني، ودعم الحروب الإرهابية في سورية، والعراق، ومصر، مما
يوفر للصهاينة البيئة المواتية لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب العربي الفلسطيني».
ورأت الرابطة «أن هذه الجريمة الجديدة يجب أن تشكل حافزاً جديداً لكل القوى الوطنية والإسلامية في الساحة الفلسطينية لضرورة البحث في سبل النهوض بحركة النضال الوطني الفلسطيني، ومغادرة الخلافات الثانوية، والابتعاد عن كل ما يعيق تكتل الجميع في جبهة مقاومة مسلحة قادرة على توحيد وحشد طاقات الشعب للرد على جرائم المحتل ومستوطنيه».