حماة الديار عليكم سلام
شهناز صبحي فاكوش
قال القائد المؤسس لهذا الجيش العظيم يوماً، شعب واحد في بلدين، كان الكلام يرمي إلى الجغرافيا السورية وخاصرتها اللبنانية… فعيد الجيش واحد في كليهما… وكان الاحتفال لسنوات خلت مشتركاً بعد بدايات مخطط سايكس ـ بيكو… سبب التقسيم.
هذا الكلام نستشعره جميعاً في سورية ولبنان… دم واحد وأُسر موزعة بين هنا وهناك. لذلك لم تبخل سورية يوماً بالوقوف إلى جانب لبنان وبذلت دماً سخياً لأجل حريته وطرد الصهاينة من مشارف بيروت.
لم يكن من حرج يوماً أن يمتزج الدم السوري واللبناني على أرض لبنان، إنْ في الجنوب أو في بيروت ومحيطها، فيما شارون يتجوّل ويعطي أوامره بالقتل والعبث…
إلى أن ظهرت فقاعة الحريري الابن الذي خلع سترته مرة مستعرضاً وسامته لينال من سورية… أين كنت أيها الصغير وكم كان عمرك وشبابنا يستشهد على أرض بلدك التي تريد أن ترأس حكومته؟ لولاهم لما كان لك ذلك الحلم الذي لا يزال يراودك!
الجيش العربي السوري هداياه دائماً عزيزة وغالية على قدر تضحياته، ها هو يهدي شعبه الحسكة محرّرة والفضل له ولأهلها المقاتلين إلى جانبه…
في زمن الحرب الجميع تحت السلاح… بلا استثناء، كلّ حسب قوته، فقوة القلم والكلمة لا تقلّ عن قوة الطلقة… كما فعل الخيانة لا يقلّ عن توجيه الرصاصة إلى صدر الوطن.
فقاعات السياسة الخليجية والداعمة لفقاعات لبنان، تحاول فصل الدم السوري عن اللبناني عندما احتاجته سورية، وهم يعرفون تماماً أنّ فتنتهم ترتدّ إلى صدورهم…
زارع الفتنة شريك طريد الجنة… لا يستهوي إلا عقول الطغاة الطامعين، بما ليس لهم. جيشنا الأبي أسمى من الفتنة وكذا المقاومة اللبنانية، ومن يحاول الفصل بينهما خاسر حتماً… أين من نعت دفاعها عن لبنان بالمغامرة الخاسرة؟
هي باقية قوية عزيزة، وهو زال وإنْ كان الموت حق… ولأنه حق، على من يحسب لقاء وجه رب كريم أن يتعظ…
عيد الجيش في سورية ولبنان في الأول من آب تاريخ لا تبدّله ترّهات العابثين الحاقدين… يدّعون دعم الجيش اللبناني… وتطوير سلاحه ليكون قادراً على حماية حدوده، ويزدادون غرقاً في الوعود المبتورة يستبدلونها بحمر الليالي…
يعادون المقاومة اللبنانية بالتشويه لصورتها، ولكن البيان لا يتكدّر بزيف المعاني… ولا غلبة في النهاية إلا للحق… يعيبون وقوف الاخوة الإيرانيين إلى جانب الحق وأصحابه، ويبرّئون الصهاينة من عدائهم لنا واغتصابهم أرضنا. كما برأوهم قبلاً من دم المسيح!
لجيشنا الصنديد في سورية المجد ومقاتليه الأشاوس… لكم الحب والعرفان… نخجل من دماء الشهداء الطاهرة ونحن ما زلنا بنورها نحيا…
نخجل من جرحى أبنائك يا جيشنا الأبي… فإصاباتهم تشعرنا كم نحن صغار إزاء شموخ قاماتهم… كم نحن أقزام أمام عمالقكم..
كم علينا أن نلثم التراب الذي تطهّرون… فأنتم عطر هذه الأرض وعنفوانها…
تحية لجيشنا الباسل وللرئيس بشار الأسد، القائد العام للقوات المسلحة، تحية للجيش اللبناني الشقيق ونسأل الله أن يرزقه بمن يمنحه حقه وعزته…
تحية لأرواح الشهداء في سورية ولبنان جيشاً ومقاومة… تحية لأمهات ضحين بأكبادهن ليظلّ الوطن عزيزاً… تحية لأطفال سيظلون يحلمون بوجه أب أو أم حرموا منه قبل أن تتشبّع الرئات برائحتهم… وصدور ما وضعوا رؤوسهم عليها.
تحية لخنساوات بلادي المقاتلات في صفوف الجيش والدفاع الوطني… نركع أمام عظمة تضحياتكن…
بانتظار النصر المؤزر ليكون العيد مكللاً بالغار. فإرث يوسف العظمة وميسلون لا ينتهي، بل هو متجدد فينا دوماً… واخوة ليلى العظمة حاضرون دائماً… هل هي حكمة الله أن نسير على درب التضحية… كما قالها الخالد حافظ الأسد، نحن دولة مواجهة،
معاناتنا قدرنا ما دام ابن صهيون جاثماً على أرضنا. فما نحن فيه اليوم هو حرب نتصدّى فيها لأجل حريتنا الحقيقية… السبب فيها السعي للحفاظ على أمن ما يريد أعداؤنا إعلانه الدولة اليهودية .
الحسكة محررة، والزبداني قاب قوسين أو أدنى، والدرب لتحرير كامل الأرض لا ينتهي إلا بحرية كامل التراب السوري. ما عاد يهمّنا غطرسة عدو أو قوة آخر… كلهم زائلون ونحن باقون. وطن واحد، جيش واحد، شعب واحد، علم واحد… قائد واحد.