الراعي يختتم زيارته لمنطقة جزين: لاتخاذ موقف تاريخي ينقذ البلاد
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أنّ الخلافات أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، من عدم وجود رئيس للجمهورية وتعطيل للمجلس النيابي والحكومة والإغراق في النفايات، عدا عن الفقر والهجرة»، داعياً المسؤولين إلى «اتخاذ موقف تاريخي لإنقاذ البلد، لأنّ الجمهورية تبقى فوق كلّ اعتبار، كذلك الكيان اللبناني».
وقد بدأ البطريرك الراعي أول من أمس السبت زيارة إلى بلدات منطقة جزين، استهلها بزيارة بلدة الرميلة، يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، القيم البطريركي المونسنيور جوزيف البواري، أمين سر البطريرك الأب إيلي خوري ومدير مكتب الإعلام وليد غياض.
ولفت الراعي إلى «أنّ الخلافات أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، من عدم وجود رئيس للجمهورية وتعطيل للمجلس النيابي والحكومة والإغراق في النفايات، عدا عن الفقر والهجرة».
ثم زار الراعي بلدة قيتولي، حيث استقبله النائب زياد أسود، فتوجه لمباركة كنيسة مار جرجس، ثم زار كنيسة مار شربل في حيداب.
المحطة الرابعة في جولة الراعي إلى جزين كانت في صيدون، وأكد الراعي
«خطورة المرحلة التي يمرّ بها لبنان، داعياً المسؤولين إلى «اتخاذ موقف تاريخي لإنقاذ البلد، لأنّ الجمهورية تبقى فوق كلّ اعتبار، كذلك الكيان اللبناني».
بعدها، توجه الراعي إلى بلدة ريمات، وبعد أن هنأ الراعي أبناء الرعية بعيد مار تقلا، قال: «لقد مرت المنطقة بظروف صعبة ونعيش نتائجها اليوم، لكن علينا أن نتحد ونتعاون لتذليل الصعوبات مع أصحاب الإرادات الطيبة، فما من خوف على لبنان بوجود شعب محب وطيب».
وتابع الراعي أمس جولته فزار بلدتي حيطورا وزحلتي. واستوقف موكب البطريرك الماروني، حشد من أهالي بلدة جباع ـ عين بوسوار الذين طلبوا منه منحهم البركة، فكانت وقفة له عند مدخل البلدة التي رفعت عليها اليافطات المرحبة بزيارته وصور له، حيث كان في استقباله النائب هاني قبيسي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفد قيادي من حركة أمل ووفد قيادي من حزب الله، رؤساء بلديات ، مخاتير، رجال دين مسلمين وأهالي البلدة والجوار.
ثم انتقل الراعي إلى بلدة صربا، وبعد القداس الذي ترأسه في كنيسة سيدة الانتقال، التقى أبناء البلدة في قاعة الكنيسة في حضور النائب هاني قبيسي، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قائد الدرك جوزيف الحلو، محافظ الجنوب محمود المولى، رئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات سياسية اجتماعية.
وألقى رعد كلمة قال فيها: «تحية من القلب عابقة بالإيمان والمحبة والشركة، نحن هنا في بلاد التين والزيتون، بلاد الثمر الذي يوفر لنا طاقة وحلاوة وقدرة على الاستمرار للبقاء. نحن متصالحون مع ذواتنا ومع ربنا وأنفسنا، هنا يتجسّد العيش الواحد والعيش المشترك، ليس بيننا من خصومات ونزاعات، فنحن منفتحون على بعضنا البعض، نتشارك الأفراح والاتراح، نقدم التضحيات لكي نبقى قدوة في العطاء والإيمان، قد يحلو للبعض تسميتنا بالأطراف، ولكن كلّ هذه الوجوه هي عيون وقلوب لا يمكن أن يكون هناك رأس من دونها. طموحنا أن نبني الوطن الذي يعكس صورة هذا المجتمع الموحد بكلّ أبنائه، ونحرص على ترجمة كلّ القيم التي جاءت بها الأديان السماوية والتي التقت جميعها على مركزية دور الإنسان».
وتوجه إلى الراعي قائلاً: «سرورنا لا يوصف بحضورك يا صاحب الغبطة، أنت المقيم والساكن في قلب كلّ واحد منا، لذلك لا يمكن أن تحسب نفسك زائراً».
وردّ الراعي مثنياً «على نموذج التعايش الذي يتميز به لبنان والذي تجلى في هذه المنطقة». وقال: «لقد نسي اللبنانيون كلّ جراحاتهم وقلبوا صفحة ليعيشوا مع بعضهم البعض. 1400 سنة عشناها سوياً وبنينا خلالها الحضارة معاً، إنها ثقافتنا وعلينا مساعدة أجيالنا الجديدة على التعرف الى هذه الحضارة، فلنتطلع إلى الآخر المختلف عنا على أنه قيمة مضافة علينا أن نعيش معها».
وفي طريقه إلى بلدة طنبوريت، استوقف موكبه حشد من أهالي بلدتي جل العرب وعنقون، يتقدمهم رئيس البلدية والمختار، ورفعوا اليافطات المرحبة وقدموا باقات ورد.
ولدى وصوله إلى طنبوريت، كان له استقبال شعبي لافت. وبعد رفعه الصلاة في كنيسة مار عبدا، توجه إلى ساحة الكنيسة حيث ألقيت كلمات مرحبة، في حضور النائب علي عسيران ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، إمام مسجد عنقون الشيخ جهاد فرحات، حسن محيبسي، مسؤول شعبة حزب الله في عنقون الدكتور أحمد موسى، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام عبدو أبو كسم، رئيس البلدية والمخاتير وفاعليات.
واختتم البطريرك الراعي جولته الجزينية، فكانت المحطة الأخيرة في درب السيم حيث كان له استقبال شعبي عند مدخل البلدة، وسار الراعي إلى كنيسة سيدة البشارة، حيث رفع الصلوات.